من وحي الدوامة اليمنية ومناسبة الذكرى الـ 24 لوفاته (7/7/1981) قحطان الشعبي في (السياسة بين السائل والمجيب)

> نجيب محمد يابلي:

> يبدو أن هاجس الوحدة اليمنية بعد شهرين من قيامها شغل بال المواطن العماني عامر طاهر الوائلي، فتوجه بسؤال إلى برنامج (السياسة بين السائل والمجيب) في هيئة الإذاعة البريطانية (القسم العربي) وطلب موافاته بنبذة عن الزعيم اليمني قحطان محمد الشعبي.

أخذت الأمر على محمل الجد، لأن توجيه السؤال جاء مع بداية قيام دولة الوحدة، أو تحديدا مع بقايا شهر عسل دولة الوحدة، والسؤال له أكثر من دلالة، وكذا جاءت إجابة المعلق السياسي البريطاني (روبن بيدويل) التي حملها العدد (503) من مجلة «هنا لندن» الصادر في سبتمبر 1990م والتي حملت أكثر من دلالة.

سأورد أبرز ما قاله المعلق السياسي البريطاني، وسأترك للقارئ استنباط الدلالات منها ليصدر حكمه على الواقع السياسي اليمني، ماضيا وحاضرا.

ورد في صدر الإفادة: «كانت أسرة قحطان الشعبي الذي ولد عام 1920م من وجهاء القبائل، والتحق بالمدارس في عدن قبل أن يدرس الهندسة الزراعية في الخرطوم، وذهب قحطان إلى اليمن عام 1960م لتشكيل جبهة التحرير الوطنية، وهي جبهة راديكالية يسارية، مستلهما بذلك الزعيمين جورج حبش ونايف حواتمة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1967م ترأس وفداً إلى جنيف كرئيس لجبهة التحرير الوطنية للتفاوض بشأن تحويل السيادة بشكل رسمي من البريطانيين، وأصبح رئيسا ورئيسا للوزراء ورئيسا للأركان.

وفي فقرة أخرى قال المعلق السياسي البريطاني: «وأعلن (أي قحطان) رغبته في توحيد اليمن الجنوبي مع الجمهورية العربية اليمنية، وأرسل مساعدات بينما كان الملكيون يقومون بجهد كبير لكسب الحرب بعد أن غادرت القوات المصرية. وطرد المستشارين البريطانيين ورفض عروض الحكومة البريطانية بتقديم مساعدات اعتبرها غير كافية ومرتبطة بشروط. وتحول إلى الاتحاد السوفييتي للحصول على السلاح».

«ولكن انشقاقا حدث بين قحطان الشعبي الذي كان يريد مواجهة المشكلات الملحة بالحفاظ على شيء من الماضي وعلى بعض الروابط مع الدولة المجاورة ومع الدول الغربية، وبين مجموعة عقائدية يقودها عبدالفتاح إسماعيل الذي كان يدعو إلى ثورة شاملة ليس في اليمن فقط ولكن في جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية، وعلى الرغم من أن قحطان الشعبي تمكن من إلحاق الهزيمة بهذه الجماعة، إلا أنه تحول إلى اليسار وبدأ بإعادة توزيع الأراضي الزراعية، ووجد نفسه في صراع مع المملكة العربية السعودية والحكومة المحافظة في صنعاء، وقدم قواعد للثوار الذين كانوا في ظفار».

«وفي عام 1969م حاول كسب معارضيه الراديكاليين لصفه بإعطائهم مناصب في الحكومة، ولكنهم استخدموا هذه المناصب للتآمر ضده، وفي يونيو/ حزيران 1969م نشب نزاع بينه وبين وزير الداخلية محمد علي هيثم الذي كان يتمتع بنفوذ قوي بين القبائل حول أبين وفي الجيش الذي جاء معظم أفراده من تلك المنطقة، فقام قحطان الشعبي بإقالة هيثم، وما لبث أن أطيح به في انقلاب أبيض، وبعد فترة قصيرة قضاها في الاعتقال عاش بهدوء في عدن حتى وفاته عام 1981م وأقيمت له جنازة وفق الشعائر الدينية حسب طلبه».

يختتم المعلق السياسي البريطاني إفادته بالقول: «كان قحطان الشعبي اشتراكياً على غرار الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وكان حريصا على معاملة الفقراء بالعدل أكثر مما كان ماركسياً، وكان رجلا صلباً يدرك أهمية نفسه وأهمية بلاده».

عزيزي القارئ: النص أمامك ودع الخوف وراءك، وأصدر حكمك على ما جاء في النص بعد مطابقته مع مجريات الأمور شمالا وجنوبا وما وصلت إليه اليوم، وأي غدٍ تتصور في ضوء قراءتك لواقعنا السياسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى