لماذا يشوّهون تاريخنا؟!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
هناك من يعتقد أن أي إنجاز أو نتاج لحقيقة تاريخية راسخة تعكس النبوغ المبكر والإبداع الراقي لأبناء اليمن لما قبل الوحدة هو جزء من تاريخ لا يمت لليمن بصلة، ولا يحق له أن يأخذ موقعه في سجل الإنجازات اليمنية عبر التاريخ.. فكل شيء يجب أن يرصد ويعتمد ويصبح التاريخ اليمني المقبول لكل ما حدث ويحدث بعد تحقق الوحدة اليمنية المظفرة!.. وأي شيء تم إنجازه وتحقيقه قبل تاريخ إعادة الوحدة هو تاريخ غير معتمد وليس له الحق أن يرصد في سجل التاريخ اليمني الوحدوي!

طالعتنا إحدى الصحف الرسمية بخبر حول ندوة تقام لأول مرة يسعى أصحابها لتحقيق حلم وحدوي جديد هو إنشاء أول معهد سياحي في اليمن.. وهذا الإنجاز يتحقق بفضل الوحدة وفي هذه الأيام الوحدوية المتجددة.. وهذه مغالطة .. وطمس فاضح للتاريخ اليمني!

فقد كانت الندوة الأولى التي تم عقدها للسير نحو إيجاد أحد الركائز الأساسية في عملية تطوير القطاع السياحي قد أقيمت في مطلع الثمانينات في عدن حين كانت المؤسسة العامة للسياحة تحت قيادة الأستاذ عبدالعزيز علي بن صلاح القعيطي كرئيس لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسياحة، وفي عام 1989م بدأ العمل في المركز لتأهيل وتدريب الكوادر السياحية حيث خصصت سبع غرف في فندق جولدمور، وكان مدير المركز الأستاذ حامد جوهر، واكتمل العمل في هذا المجال عام 1990م حين اعتمد أو تحول المركز إلى معهد قائم بذاته واستطاع رفد القطاع السياحي بخبرة الكوادر التي يتسابق على كسبها للعمل لكفاءتها ومستواها الفني والتعليمي وكانت المؤسسة العامة تدار من قبل الأستاذ علي العماد.. ولا ننسى أن هذا المركز وتحوله إلى معهد كان بدعم الأمم المتحدة الذي سعى في تحقيقه الأستاذ عبدالعزيز القعيطي .. وكان ذلك المركز/ المعهد يدار من قبل الدكتورة سهام عبادي.. وللعلم فإن المعهد السياحي يعمل بصمت ويقدم خدماته الجليلة بدون ضجيج ولا بهرجة إعلامية، وكوادره التي تتخرج تعتبر من خيرة العاملين والمشتغلين في مجال السياحة.

ورغم هذه الخدمات الجليلة فإن هذا المعهد للأسف لا يعطى له الاهتمام المطلوب.. وكنا نتوقع أن المبالغ التي تصرف هذه الأيام في صنعاء لإنشاء معهد جديد (لأول مرة في اليمن حسب زعمهم)، كان الأجدر تخصيص جزء منها لتطوير المعهد الحالي في جولدمور بالتواهي عدن!

والسؤال المهم هنا الذي يستحق الإجابة الصريحة من القيادة السياسية والرسمية في بلادنا الغالية اليمن: هل أي إنجاز أو إنتاج أو معلم من معالم الحياة اليمنية قد تم إنجازه والإبداع فيه قبل الوحدة لا يعتبر إنجازا يمنيا، ولا يعتبر كل من كان وراء هذا الانجاز من أبناء اليمن؟!.. فالمعروف أن سكان وأهالي المحافظات اليمنية كانوا ومازالوا يعرفون أنفسهم بأبناء اليمن رغم أنف التشطير السابق واللاحق!.. فكل شيء تم بناؤه في ظل اليمن الديمقراطي واللا ديمقراطي هو نتاج أبناء اليمن الواحد من المهرة وحضرموت حتى صعدة وحجة.. أكانت الوحدة واحدة أو غير واحدة.. لن يستطيع أحد أن يفرق أبناء اليمن ولن يستطيع أحد طمس إنجاز أبناء اليمن الواحد ودورهم الريادي في كافة المجالات!.. أما الذين يلبسون رداء الوحدة ويظاهرون ويجاهرون بها وهم ينحرونها من الوريد إلى الوريد فسيأتي اليوم الذي يكشف فيه النقاب وتظهر الوجوه على حقيقتها لنعرف حينها من هم الوحدويون بصدق ومن هم دعاة الوحدة بكذب منمق ومنسق، وسيظهر لاحقاًً كذبهم (المجعوث).. لنعرف أن تنسيقهم لكذبهم ما هو إلاّ للضحك على الذقون ولتحقيق مصالح آنية ليس إلاّ! .. أو لعلهم يطبقون المثل الشائع جداً هذه الأيام..«كذب منسق خير من صدق مجعوث»!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى