الأغنية..سلاح فعال ضد الفقر

> «الأيام» صالح حنش:

> بصرف النظر عن ألوان وأصناف الموسيقى والغناء التي قدمت في فعاليات مهرجان «مكافحة الفقر الفني» المقام بالولايات المتحدة الأمريكية مطلع شهر يوليو الحالي، أكانت موسيقى «الجاز» أو «الروك & رول» أو «كلاسيك» أو «سامبا» أو غيرها، فهذا من وجهة النظر الشخصية غير ذي أهمية، إنما المهم أن هذا المهرجان قد شكل تظاهرة فنية حيال قضية انسانية واستراتيجية تواجهها البشرية اليوم على وجه المعمورة «القرية الكونية» في ظل العولمة والنظام العالمي الجديد أحادي القطب، بل والأهم من كل هذا وذاك، ومع كل النتائج الايجابية الطيبة التي حققها المهرجان مادياً وسياسياً وإعلامياً وثقافياً، فإنه - المهرجان - حمل جملة من المعاني والمدلولات الأبعد والأعمق والمتعلقة بمفهوم «الأغنية» أو «الموسيقى» بوصفها لونا من الوان الفنون الإبداعية ورسالتها السامية في المجتمع وأكثر الفنون- على الإطلاق- اتساعاً وانتشاراً بين أوساطنا والأوثق أرتباطاً بشتى الأنشطة المادية الحياتية لهم.

لقد نجح هذا المهرجان - بلا شك - في توظيف الأغنية واستخدامها كسلاح فعال في مواجهة آفة الفقر ومكافحته من أجل تخفيف معانات الشعوب والأمم الفقيرة وإسعادها.

لعله - في هذا السياق - وفي إطار فعاليات مهرجان «مكافحة الفقر الفني» وعلى هامشها، قد أوجد الدافع القوي والدليل القاطع على ضرورة إعادة النظر بتلك المفاهيم الخاطئة وتصحيح النظرة القاصرة عند البعض حول الأغنية ودورها في المجتمع، والتي أخذت بالانتشار نتيجة لجملة من الظروف والأوضاع الناجمة عن طبيعة المتغيرات والتحولات المتسارعة التي نعيشها.

لذلك يبرز دليل آخر على أن الفنون عموماً، والأغنية على وجه الخصوص، أرقى وأسمى مما يروج له على أنها مجرد وسيلة للهو وقتل الوقت والدعوة إلى الـ «...».

ومن وحي ما سبق تناوله سابقاً - ربما - تبرز بعض الأفكار المستخلصة من هذه التظاهرة والاستفادة منها كتجربة وعكسها على واقعنا بخصوصياته وفي اتجاه توظيف فن الأغنية - مثلاً - في تبني قضية من قضايانا الوطنية أو الاجتماعية العامة أو تلكم الأخرى ذات الخصوصية بالنشاط الفني نفسه..

ولدينا من الأسباب والمقومات والعوامل الكفيلة لتحقيق ذلك وتوفير أسباب النجاح له.. ولنا في التاريخ وصفحاته المضىئة والمشرقة دورس وعبر ومآثر خالدة - لا أظن أن أحداً يجهلها - تحديداً على صعيد الأغنية وإسهاماتها الفاعلة في مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار والإمامية.

أخيراً يشغلني ويحيرني سؤال لا بد لي من طرحه هنا:

هل نمتلك الإرادة لتواصل الماضي بالحاضر نحو آفاق المستقبل الواعد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى