> لم يكن فوز التلال بالدوري صدفة أو ضربة حظ، فقط كان التلال الأجدر والأفضل بفضل كثير من الحلقات التي تجمعت لجعل التلال في حلة جديدة هذا الموسم، وأول هذه الحلقات هي الثلاثي المحترف القادم من الكونغو، ومن بين هذا الثلاثي يظهر الى الواجهة الحراثة أندومبي، صاحب الظهور الأميز في أداء التلال، والحلقة التي يصعب إيجاد بديل لها، لذلك كان حضور أندومبي في كل المباريات وبمستوى نال إعجاب الجميع شيئاً ملموساً وفعالاً، فوضع بين أفضل المحترفين في دورينا وأصبح من أفضل لاعبي الموسم .. أندومبي رآه الجميع عنوان الإجادة والتميز بأدائه الرجولي والقوي في وسط ملعب التلال، فذهبنا إليه لنحاوره بصحبة رجل الأعمال والتلالي السابق الأخ عمر بلفقيه، الذي قام مشكوراً بالترجمة، وخرجنا بالسطور القادمة:

طيبة الشعب اليمني وانعدام وجود العنصرية أكثر ما أحببت في اليمن

كابتن أندومبي، سأسألك في البداية كيف تقبلت فكرة احترافك في اليمن؟

- أنا كغيري في أفريقيا نبحث دائماً عن الخروج للعب الكرة خارج البلاد، لأن ذلك يصب ضمن اهتمام اللاعب عندنا، وذلك للبحث عن مستقبل يكون أفضل من البقاء داخل البلاد، لأن الخروج بدون شك يعطي للاعب خبرات أوسع، ويتعرف على ثقافات جديدة تفتح له آفاقاً أوسع، ويظل اللاعب طبعاً يحمل اسم بلده، لذلك عندما جاءت فرصة الخروج إلى اليمن، فإنها كانت تحقيقاً لما كنت أفكر فيه، فوافقت على الاحتراف.

وهل كانت عندك أي فكرة عن اليمن وحال الكرة فيها؟

- أقول لك بصراحة أنا لم يكن عندي أي معلومات حول كرة قدم اليمن، وعلمت أثناء التفاوض حول انتقالي أنها قريبة من دول الخليج، ونحن نسمع عن الخليج فكانت هناك لدينا فكرة أنها قريبة من تلك الدول وأن اليمن ستكون مثلها، وبالتالي أنا خرجت من الكونغو لأنني كنت أصلاً أبحث عن تلك الفرصة.

بقدومك إلى اليمن هل وجدت الأوضاع كما توقعتها ورسمتها في خيالك؟

- أنا عندما قررت القدوم للعب في الدوري اليمني كنت أفكر بشكل رئيسي أن هناك كرة متطورة ستساعدني كمحترف في أن أحسن من أدائي، ولكني بصراحة وجدت الحال أقل بكثير مما توقعته، فهناك نواقص كثيرة في كرة القدم عندكم، كما أن الظروف التي تحيط بكرة القدم في اليمن معظمها غير صحية، وتؤثر بشكل سلبي على تطور كرة القدم.

أندومبي، هل أنت ندمان لقدومك إلى اللعب في اليمن؟

- أنا لست بندمان، ولكن الموضوع أن الصورة لم تكن تلك التي في خيالي وكما أردت، لكن الوضع مقبول عندي، وهي خطوة أردتها بداية لخطوات قادمة.

كيف رأيت الاحتراف عندنا وما هي أوجه الاختلاف بالذي عندكم؟

- سأكون صريحاً معك فنحن في الكونغو لسنا على مستوى كبير في أمور احترافنا، ولكن توجد فوارق كبيرة، فهناك تقدير واحترام أكبر للاحتراف والانضباط عندنا، كما أن هناك اختلافاً في قوة التمارين للاعب المحترف والتدريب لفترتين، أما هنا في اليمن فيوجد بعض الانفلات واللا مبالاة عند الكثيرين فيما يخص الانضباط وإعطاء المباريات حقها وأمور كثيرة أخرى.

كيف رأيت فريق التلال في البداية؟

- بصراحة الجمهور هو أول شيء لفت نظري في التلال، ورغم عدم وجود لغة مخاطبة، إلا أنني ارتحت لوجود هذا الجمهور الكبير الذي نجده دائماً حوالينا، وطبعاً أنا لا أخفي أنني تفاجأت بالضعف الفني واللياقي عند اللاعبين وعدم وجود الجانب التكتيكي في الأداء والالتزام به أثناء الجرعات التدريبية والمباريات، ولكن الفريق مع توالي المباريات ظهر التحسن في أدائه بشكل واضح، خصوصاً وأن الكثير من اللاعبين الجدد انضموا إليه، وبالتالي كما تعلم أن فترة الانسجام دائماً ما تأخذ وقتاً أطول، وهذا ظهر في المباريات والنتائج التي حققناها.

أندومبي هل تقصد أن قدوم لاعبين مثل رأفت الأصبحي وشادي جمال، في منتصف المشوار ساعد على تحسن الأداء؟

- بدون شك هم كانوا إضافة ممتازة وجاءوا في الوقت المناسب، لأن المباريات بدأت تأخذ اتجاهاً أصعب، ولكن الفريق كان تدريجياً يقدم الأفضل.

أنت تتحدث عن ضعف الفنيات والتكتيك عند لاعبينا، فكيف استطعت أنت وزملاؤك أن تنسجموا وبشكل سريع؟

- أنا سأقول لك شيئاً إذا أنت لاحظت أداءنا أنا وزميلي أمبو وأمبويو ستجد أن أداءنا كان في تصاعد مستمر من جولة إلى أخرى مما يعني أننا نعرف بعض أكثر، ونحن بذلنا جهداً كي نكون ضمن المجموعة ولا نشعر بأننا غرباء في الملعب، وأيضاً اللاعبون والجهاز الفني ساعدونا بشكل كبير في ذلك.

هل أعطى أندومبي كل ما عنده للتلال؟

- كأول موسم لي أنا أحس أنني أعطيت كثيراً وقدمت كل ما عندي في المباريات، وإنما إذا تواصل وجودي فإنني سأقدم بالتأكيد ما هو أفضل من ذلك، لكنني أقول حالياً أنا مقتنع وراض عن أدائي في المباريات بشكل كبير.

دعني أسألك وبصراحة متى أحسست أن التلال سيكون بطل الدوري؟

- شوف، هناك مباراتان في الدوري أحسست من خلالهما أننا سنكون منافسين على اللقب، وأننا فريق فيه مقومات البطل، المباراة الأولى كانت ضد الصقر في عدن، ورغم تخلفنا بهدفين في البداية إلاّ أننا قلبنا النتيجة وفزنا بالمباراة على فريق قوي هو من أفضل فرق الدوري، ثم كانت مباراة الاتحاد في إب وحصل لنا فيها نفس الموقف فقد تقدم علينا الاتحاد بهدفين وكررنا ما عملناه أمام الصقر، وكسبنا المباراة، وذلك أعطاني انطباعاً أن وضعنا ممتاز، لأن الفريق الذي يقلب الأمور في مباريات صعبة هو الذي يمتلك المقومات التي تجعله منافساً على البطولة، فمن هاتين المباراتين أحسست أننا ممكن أن نفوز باللقب.

وهل أنتم في رأيك الأحق والأجدر بأن تكونوا الفريق البطل؟

- نعم نحن أفضل فريق في الموسم، ونتائجنا تشهد على ذلك ولا يوجد فريق أفضل من التلال، لذلك التلال هو الأجدر في أن يكون البطل.

وفي رأيك ما الفرق التي قدمت مستويات وكانت منافسة لكم؟

- في مسيرة الدوري أنت لاحظت كيف كانت النتائج تقرب الفارق إلى أن أصبح الفارق نقطتين فقط، ولكن نحن استطعنا أن نتعامل مع كل الظروف ونجعلها لصالحنا، ومع سقوط منافسينا نحن كسبنا جولات صعبة فابتعدنا، ولكن هناك فرقا قوية كانت منافسة لنا وهي: الصقر، شعب إب، وهلال الحديدة وهذه الفرق ستكون لها أدوار أفضل في المواسم القادمة لأنها تمتلك لاعبين ممتازين.

واللاعبون المحترفون في الأندية الأخرى من لفت نظرك منهم؟

- لاعب واحد هو الذي لفت نظري بمستواه الممتاز وأدائه الجميل وهو مهاجم الصقر (يوردانوس)الذي يمتلك المهارات والفكر الكروي الرائع والراقي.

لو ابتعدنا عن التلال وسألتك عن رأيك في مستوى الكرة في اليمن؟

- بدون زعل كرة القدم عندكم مستواها ضعيف، والإمكانيات غير موجودة،فالنقص كبير في متطلبات كرة القدم وما تحتاجه لترتقي إلى مستويات أفضل كثير، وأهمها أن تأهيل اللاعب غير موجود، ولذلك تجد نقص اللياقة والقوة واضحاً عند اللاعب اليمني، وبالتالي تنفيذ الأدوار في المباريات يصبح صعباً، ولكن هناك مهارات واضحة في أداء اللاعبين، إلاّ أن ما ذكرته مؤثر وواضح، ويكفي أنه لا توجد لديكم ملاعب وهذا من عوامل تراجع مستوى الكرة في أي مكان.

وهل ستجدد عقدك مع التلال؟

- أنا أبحث عما هو أفضل في المستقبل ومسألة بقائي في التلال من عدمه سيكون الحديث عنه في الوقت المناسب.

ما الشيء الذي يمكن أن يجعلك تبقى في التلال .. هل هو المال؟

- ليس ذلك هو ما يدور في تفكيري الآن، فأنا حالياً سأنهي الموسم ثم سيكون هناك تفكير في هذه الأمور بشكل عام.

ماذا أحببت في اليمن وما الذي لم تحبه؟

- الشيء الذي أحببته هنا هو أن شعب اليمن طيب جداً ويحب الآخرين ولا وجود للعنصرية هنا..

أما ما لا أحبه فهي الملاعب السيئة،ونقص الفانيلات، فهناك بدلة واحدة للموسم بكامله وكرات غير جيدة، وعدم وجود تخطيط لوضع الكرة عندكم وعدم وجود لغة مخاطبة بيننا، وبالتالي كانت تحركاتنا محدودة، كما عانينا من عدم وجود الألفة الكافية بيننا وبين اللاعبين اليمنيين الزملاء، فنحن نلتقي في التمرين والمباريات فقط، حتى عندما أصيب (أمبو) لم يزره إلاّ القليل من اللاعبين، وهذا شيء لم أحبه.

كلمة أخيرة؟

- شكراً لك على الزيارة والسؤال علينا واللقاء بي، لكونك أول صحفي يزورنا في مسكننا هذا، وأقول إن البطولة هي أقل هدية نقدمها للجمهور التلالي الأروع والوفي.

وأتمنى أن تخرج رياضتكم مما هي عليه إلى الأفضل وعلى القيادات المسؤولة أن تعطي المزيد من الإهتمام للرياضة خاصة كرة القدم وشكرا.