حكمة وحنكة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في إنشاء جمعية الشعراء الشعبيين

> «الأيام» محمد بن عبدالعزيز العرفج:

> في مسيرة مباحثي عن الشعر الشعبي اليمني (الحميني) بكل أشكاله وفنونه، قديمه وحاضره، تظهر ندوات وتكريمات وتذكارات، كما تؤسس الجمعيات في الجمهورية اليمنية، تجدد نشاطي، وتدفعني للأمام لمواصلة مباحثي وعمل الدراسات عن الموروث الشعبي في بلدي الثاني.

من أجمل ما سمعت هو ما كلف به الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر- حفظه الله - في تأسيس وإنشاء جمعية الشعراء الشعبيين التي رأت النور، ما يدل على حنكة الشيخ الأحمر وحكمته ودرايته في ما يثمر عنه من فائدة في جمع الشعراء الشعبيين، حيث أن الشعر الشعبي في اليمن (الحميني) له ألوان وفنون جمعت ما هو موجود في جميع البلدان العربية.

فمثلاً يستطيع الشعراء الحمينيون كتابة الشعر العمودي الذي ينظم عليه الشعراء النبطيون في بلدان الجزيرة العربية والأردن والعراق، لأن لديهم من ينظمه في جميع محافظات اليمن وبلهجة واضحة لدى تلك البلدان هي اللهجة البدوية، مثل الشاعرين أبو حمدي في أبين والماربي في مأرب وغيرهما كثير، وقد بدأ كتابة الشعر الشعبي العمودي قبيلة بني هلال، وكنت قد نشرت مبحثاً في مجلة «حبان» الثقافية في عددها (30) وجاءت تعقيبات عليه في العدد الموجود حالياً، حددت فيه الموطن الأصلي لبني هلال في اليمن، وما زالت بعض البطون الهلالية موجودة في اليمن.

كما أنهم - أي الشعراء الشعبيون في اليمن- يستطيعون بكل ثقة أن يكتبوا الشعر الحر الذي بدأ كتابته بالفصحى على المستوى العربي علي أحمد باكثير في حضرموت، وأبدع فيه بالشعبي عبدالله عبدالوهاب نعمان في تعز، وهذا الشعر موجود في جميع البلدان العربية.

وكذلك لديهم من يكتب الشعر الغنائي في صنعاء ولحج وتعز وحضرموت بكل أشكاله، حتى الدان لديهم هو لون ليس موجوداً خارج اليمن.

ولا ننسى أن لديهم الموشحات في صنعاء والحديدة التي بدأ كتابتها ابن فليته في المئة الخامسة الهجرية، ويستطيعون أن يلقوها في أي قطر عربي إلى أسبانيا ليبرهنوا على أنه لون يختلف عن الموشحات الأندلسية، كما أكد على ذلك الفنان الأستاذ محمد مرشد ناجي (المرشدي) في محاضرات ألقاها سابقاً في بلدان الجزيرة العربية.

وكذلك فإنهم على هذا ينظمون المبيتات التي ينظم عليها الشعراء النبطيون، وقد أبدعوا في هذا الشكل قديماً وحديثاً.

وهناك ما يسمى لديهم بقوافي الشطار التي كتبها أمثال الشيخ علي بن ناصر القردعي في مأرب والأمير أحمد بن فضل العبدلي (القمندان) في لحج، وما زالت قوافي الشطار ينظم عليها الشعراء الشعبيون في اليمن، فإن كانت كذلك فهي لون لا يوجد عند غيرهم، وإن كانت تحتوي على الجناس في قوافي صدورها وأعجازها، فهي أشبه بفن الدوبيت الذي يسمي في الكويت بالزهيريات.

كما لديهم فن كان وكان، وفن القوما، وفن الحماق، وهذه الفنون منتشرة إلى أقصى المغرب العربي، ولا يفوتنا الزامل، وأيضاً السمرة الذي يشبه فن القلطة وفن العرضة.

وشعر الرد بتركيبته في الجزيرة الذي يقوم على صفين متقابلين يقوم شاعر كل صف بإنشاد بيتين فيرددها الصف، ثم يقوم شاعر الصف بإنشاد بيتين فيرددها صفّه.

وأغلب فنون الشعر يغنيها المطربون في اليمن بالمقامات اليمنية، ويشدون بها على الإيقاع والنغم، في الطول والقصر، في الجواب والقرار.

وأراهن على أن الشعراء الحمينيين سيعجبون الشعراء الشعبيين في الوطن العربي، لا سيما الشعراء النبطيون في بلدان الجزيرة العربية، بإبداعاتهم، وبنظمهم الفطري على البحور الشعرية الغريبة والصعبة التي لم تصل إليهم، وذلك على أن يأخذوا بنصيحة العلامة محمد عبدالقادر بامطرف في الوزن على اللهجة الحضرمية التي هي لهجة مأرب وشبوة وصعدة وأبين، وهي اللهجة البدوية التي ينظم عليها الشعراء النبطيون والتي نظم عليها قديماً بنو هلال بن عامر في اليمن.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى