أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن، في حوار مع «الأيام»:الجامعات أساس التغيير والتطوير لأي مجتمع يسعى للأفضل

> عدن «الأيام» محمد فضل مرشد:

>
أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن
أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن
التطوير (جامعة).. حقيقة سبقتنا إلى إداركها الدول الأكثر تطوراً، وكانت مفتاح عبورها بوابة النماء الذي باتت تنعم فيه، فالجامعات وباقي المؤسسات التعليمية والعلمية هي حجر الزاوية في مشروع تطوير أيّ من المجتمعات بصنع العقول المصقولة علمياً والخبرات المؤهلة مهنياً.

وهنا نقف في حوارنا هذا مع رجل علم، تولى قيادة جامعة عدن، ويسعى من خلال تنفيذه مشروعاً تطويرياً ضخماً إلى إحداث نقلة ستخول الجامعة الدفع بعجلة نماء المجتمع. فإلى حوارنا مع أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن، حول هذا المشروع.

أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن، ماذا تعني لكم الجامعة لا كمفهموم أكاديمي متعارف عليه، بل كأداة للتطوير والتغيير؟

- الجامعة في أي مجتمع تعد مؤسسة علمية لا تضاهى في قدرتها على إحداث التغيير في مختلف المجالات، بل وهي أساس لتغيير سلبيات المجتمع وتطويره صوب الأفضل، ودونها يصبح الحديث عن أي تغيير وتطوير حديثاً غير قابل للتحقق على أرض الواقع الملموس والمعاش.

ما رؤيتكم لهذا التغيير والتطوير؟

- إذا تعمقنا في البحث عن السبب الرئيسي في تقدم المجتمعات المتطورة، وعلى سبيل المثال، المجتمع الأميركي، سنجد أن تطورها يعود إلى رفع مكانة جامعاتها ومؤسساتها العلمية إلى المستوى الذي مكنها من امتلاك القدرة على رفد مجتمعاتها بقوافل من العقول، التي غيرت وطورت وأوجدت المجتمع الحديث المتمتع بنهضة شاملة.. وتلك هي رؤيتي وتوجهي حالياً ومستقبلاً لجامعة عدن التي سننطلق بها من قلب عاصمتنا الاقتصادية والتجارية عدن، دافعاً قوياً لعجلة التنمية في كافة القطاعات الحيوية الهامة.

هل تمتلكون مقومات تحقيق هذا المشروع؟

- بالتأكيد.. مشروع بهذه الأهداف المجسدة لتطلعات جيلنا الواعد من أبنائنا الشباب، يتطلب توفر مقومات كبيرة، وجامعة عدن ممثلة بقيادتها وعماداتها وهيئاتها الأكاديمية والإدارية والاستشارية، تعمل جميعها على قدم وساق في مشروع تأهيل وتطوير وتحديث شامل لكافة مرافق وإمكانات الجامعة على مستوى الكادر والخطط والمناهج والمباني والمعدات والأجهزة، ونؤكد أن جامعة عدن تشهد نقلة وقفزة نوعية غير مسبوقة في تاريخها، ستخولها الإسهام بل والشراكة بفاعلية في تطوير مجتمعنا اليمني والارتقاء به.

وبهذا الصدد، الذي سخرنا لأجله جل جهودنا وطاقاتنا، أقمنا شبكة من الشراكات العلمية، أخرجنا بها جامعة عدن من النطاق الضيق إلى حيز العولمة العلمية إذا جاز التعبير، فجامعة عدن اليوم ترتبط ببرامج تعاون مع جامعات عربية وأجنبية وعالمية، وتنهل من التطور العلمي والمعلوماتي والتقني.

د. راصع، هل وضعتم أجندة عمل للمشروع؟

- نعم لدينا أجندة عمل وخطة معدة على أرقى وأحدث مستوى علمي وعملي من قبل خبراء يمنيين وكذا استشاريين أجانب.

إذن، أين تقف قيادة جامعة عدن الآن من هذا المشروع؟

- قيادة جامعة عدن قطعت شوطاً كبيراً في مضمار تأهيل كوادرها وإمكاناتهم داخلياً وخارجياً في مختلف مجالاتهم وتخصصاتهم تأهيلاً عالياً، وماضون في هذا المضمار المتجدد والمتطور لمواكبة ركب التطور والحداثة في سيره وليس البدء من نقطة توقف الآخرين، بل كما أوضحت التوازي معهم، ولله الحمد، بعد إرساء تلك القاعدة المتينة وصلت اليوم قيادة جامعة عدن إلى مرحلة تنفيذ مشروعها الهادف، فنحن قد دشنّا العمل الفعلي على أرض الواقع وأعمال التشييد جارية الآن على أرض الحرم الجامعي الجديد لجامعة عدن بمنطقة الشعب لإنشاء كلية هندسة حديثة، تشتمل على كافة التخصصات الهندسية بأحدث الأجهزة والتقنيات، وذلك في مبنى جامعي تمتد مساحة أقسامه ومرافقه على 30 ألف متر مربع وبتكلفة بلغت مليارين وستمائة وخمسة وسبعين مليون ريال، ما يؤكد بأن هذا المشروع العلمي يعد أضخم المشروعات التعليمية المقامة في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، ويوضح بأن جامعتنا العريقة مقبلة على نقلة نوعية في الإمكانات والأداء وفعلاً بدأ أثرها بالتجسد عملياً.

وهذا المشروع التعليمي الضخم واحد من سلسلة مشاريع تنفذها قيادة جامعة عدن، ومنها إنشاء كليات حديثة في محافظات الضالع وأبين ولحج، إلى جانب استكمال الحرم الجامعي الجديد لجامعة عدن بكليات حديثة ومتطورة، وباكتمال هذا المشروع العملاق، ستكون جامعة عدن قد أصبحت مؤسسة علمية مؤثرة إلى أبعد الحدود في تطوير مجتمعنا اليمني في مختلف شؤونه، وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية، وهذا ما نضعه نصب أعيننا.

هل راعيتم في وضع مشروعكم جانب الإعداد العملي الجيد للخريج الجامعي إلى جانب التعليم الأكاديمي؟

- دون شك منحنا هذا الجانب أهمية كبيرة، فتخريج جامعيين لا يملكون من تعليمهم الجامعي سوى العلوم النظرية وشهادة تخرج أمر لا نقبله، كون هذا الخريج غير ذي جدوى للإسهام في تنمية المجتمع، ولذلك تحرص قيادة عدن على إلزام كليات الجامعات بمختلف تخصصاتها حتى الأدبية منها وليس العلمية فقط على إدماج التدريب العملي، الذي قمنا بتطويره وتحديثه بالتعاون مع خبرائنا الأكاديميين وخبراء من جامعات عربية وأجنبية، جنباً إلى جنب مع التعليم النظري، كما قمنا ونقوم بمشاريع تؤسس لهذا الأمر، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نستعد حالياً للبدء في تنفيذ مشروع إنشاء المستشفى التعليمي، الذي قدرت تكلفته بنحو 53 مليون دولار، حيث سيترتب على هذا المشروع تخريج كلية الطب بجامعة عدن أطباء وطبيبات بشتى التخصصات الطبية على مستوى عال جداً من الخبرة العلمية والعملية، والأمر ذاته سيحدث في الكليات الأخرى وفق تخصصاتها والاحتياجات التدريبية لطلابها.

هل تحظى جهودكم التطويرية بالرعاية الكافية؟

- جامعة عدن تحظى منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة برعاية من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، تمكنّا من السير قدماً في مشاريعنا التطويرية للجامعة وإشراكها في تنمية المجتمع اليمني، فميزانية الجامعة باتت تبلغ نحو 5 مليار ريال بفضل هذه الرعاية الرسمية، ونحن بدورنا نستشعر هذه المسؤولية والأمانة التي وضعت على عاتقنا ونحرص على بذل الجهود للإيفاء بمسؤوليتنا في تحويل جامعة عدن إلى صرح علمي عملاق، يرفد الوطن بمقومات النماء والتطور.

فيما يتعلق بالتعليم العالي وتوجه الدولة إلى خفض الابتعاث الخارجي، ما هي مشاريعكم؟

- جامعة عدن قطعت مؤخراً شوطاً كبيراً في التعامل مع القرار الرسمي بتخفيض الابتعاث الخارجي، حيث مكننا إعدادنا المسبق لخطط تطويرية وتأهيلية بمستوى عال للكوادر الأكاديمية في الجامعة من توسيع نطاق التعليم العالي في مختلف الكليات، بل وفتح مساقات علمية جديدة في التعليم العالي لم تكن موجودة من قبل في الجامعة، وهذا التوسع لجامعة عدن في مجال التعليم العالي يمضي قدمــاً وبشكل ناجــح.

ما دور الطالب في هذه الحلقة من جهود التطوير التي تبذلها قيادة جامعة عدن؟

- بالتأكيد للطالب الجامعي في جامعة عدن دور كبير في إنجاح هذا المشروع العلمي، الذي يسعى إلى دفع عجلة التنمية في مجتمعنا اليمني، وهذا الطالب فرد من هذا المجتمع، وغداً أحد عوامل نمـائه، لــذا يتوجب علــى أبنائــنا الطلاب في جامعة عدن استغلال هذه الفرصة العلمية والتدريبية المتاحة أمامهم، بما يمكنهم في الغد من تحمل مسؤولياتهم وتنفيذ مهامهم في مواقع عملهم على أكمل وجه، الى جانب تعزيز القيم والسلوكيات الحميدة فـي المجتمــع.

ونحن بدورنا في قيادة جامعة عدن، تنصب جميع جهودنا في الأخير في تخريج هذا الطالب على مستوى متميز من الكفاءة العلمية والعملية، من خلال توفير الطاقم التعليمي المؤهل والمنهج العلمي المتطور والوسائل التعليمية الحديثة. وأبواب مكاتبنا مشرعة دائما لمعالجة قضايا الطلاب، بما ينعكس إيجابيـاً علـى خلق مستقبل مشرق يتحقق بـهم.

أ. د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن .. جملة تختتمون بها هذا اللقاء، فماذا تقول؟

- أقول إن العقول النيرة هي من تصنع النهضة لأي مجتمع وقيادة جامعة عدن بفضل الرعاية الرسمية وجهود كوادرها، تبذل قصارى جهدها لصنع جيل من العقول النيرة.

وشكراً جزيلاً على اهتمام صحيفة «الأيام» بكل ما يرتبط بتطوير القطاع العلمي والتعليمي المحقق أساساً للتنمية بشتى أبعادها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى