مصرع قرنق.. ماذا بعد؟

> علي سالم اليزيدي:

> فجأة عادت العاصمة الخرطوم إلى أجواء الوجوم والخوف والترقب، بعد إعلان مقتل النائب الأول لرئيس السودان وزعيم الجنوب جون قرنق، في حادث تحطم مروحية لازالت خفاياه غامضة، وفور ذلك أعلنت الحكومة ولمحت عبر رجالها بقولهم في تصاريح صحفية أن لا أحد مستفيد من موت قرنق، ورغم حدوث شغب ونهب، فإن حالة الطوارئ ربما لن تعلن، إلا أن الأحزاب السياسية سرعان ما أعلنت هنا وهناك وقالت: إن موت قرنق خسارة قومية للسودان. فوصوله كالفاتحين إلى الخرطوم قبل ما يقرب من شهر قد أحدث نقلة سياسية كبيرة في حياة السودان السياسية، إذ يمثل قرنق بثقله السياسي ومقاومته وصبره توازناً ضرورياً يريده السودان، فقد اتفق هذا مع نضال هذا الزعيم الجنوبي أثناء التمرد، ومن ثم المفاوضات وبعدئذ دخوله الخرطوم، وقد ارتفع خوف الأحزاب السياسية، وظهرت نبرة الترقب في أحاديث العديد ممن سمعناهم بعد لحظات من مصرع هذا الزعيم، إذ حذر معظم السياسيين من خارج السلطة من الاتجاه لفرض حالة الطوارئ وتقييد الحريات، وإذا حدث هذا، فإن الأوضاع ستنتكس في السودان،هذا فيما عدا ممثلي الجبهة الشعبية الذين لازالوا تحت تأثير الصدمة ولم تبدر منهم تصاريح سوى القول بأنهم سيحافظون على اتفاقية السلام فقط.

رئيس تحرير صحيفة «الأىام» السودانية، تحدث من لندن موضحاً: أن الخوف هو من ذلك اليوم الأسود الذي نأمل ألا يأتي على السودان، فقد مثل وجود قرنق واتفاقية السلام انفراجاً كبيراً وملحوظاً. وأضاف: طبعاً جاءت ردود أفعال وشغب في الخرطوم، وأثناء المحادثات مع (الجنوبيين) قالت الحكومة إن الجوع والفاقة والفقر ليس في الجنوب فقط، بل وفي الشمال، إذ يسكن على أطراف الخرطوم الفقراء وسكان الصفيح، وفي منطقة النيل الأبيض وشمال الخرطوم. وحتى أنه قال للمذيع: لا تنظر لهذه العمارات الظاهرة على الشاشة أمامك، فالفقر والجوع خلف هذه العمارات، وقد حدث هذا أيام حكم النميري البائد وما نتج عنه بعدئذ معروف. وفي مدينة (واو) الجنوبية طلبت الحركة الشعبية التهدئة ووقف أعمال الشغب وردود الأفعال الأخرى، وقد بيّن مراسل «الحرة» بدرالدين بريمه ظهر الإثنين أن الشقاق الاجتماعي ظهر واضحاً ما بين الشماليين والجنوبيين عقب الإعلان عن مقتل (قرنق)، وأكد أنه لازال قائماً، ولم يستطع لا قرنق ولا الحكومة السيطرة عليه، وأن الأمل الذي علق عليه الكثير من الشماليين والجنوبيين بتحقيق السلام، ربما قد ذهب في مهب الريح بحدوث هذه الفاجعة المفاجئة، وقال مراقبون في السودان ولندن وأوغندا مهما كانت أسباب تحطم الطائرة وموت جون قرنق، فإن هذا يكفي لإعادة الأمور إلى المربع الأول، وقد لا يجدي سكب العواطف هنا.

ومن خلال ما لاحظه وسمعه شهود عيان في الخرطوم، ظهر أمس الأول الإثنين، وأثناء انفجار الشغب فقد ردد بعض الجنوبيين: سنعود إلى الغابة، والبعض قال كلاماً أكثر وأكبر، وبين هذا وذاك، فإن الحكومة ورجالها في السودان لا تدري ماذا تفعل، وقال كثيرون من داخل السودان وخارجه: إنها خالية الوفاض وليس لديها ولا تعلم ماذا تفعل عدا كلام التهدئة.

إنها الطائرة المروحية وفواجعها، فقد سقط بها عبدالسلام عارف في العراق، ثم الملكة عالية في الأردن، وضياء الحق والسفير الأمريكي معه في باكستان، و.. و..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى