السعوديون يبايعون الملك عبد الله

> الرياض «الأيام» رويترز :

>
السعوديون يبايعون الملك عبد الله
السعوديون يبايعون الملك عبد الله
تعهد العاهل السعودي الجديد الملك عبدالله امس الاربعاء بأن يحكم بالعدل في الوقت الذي توافد فيه الاف السعوديين على قصر حاكم الرياض لمبايعته في إجراء يكمل مراسم انتقال السلطة خلفا لاخيه الملك الراحل فهد.

واصطف السعوديون سنة وشيعة شبانا وكهولا وجنودا وزعماء قبائل لاعلان تأييدهم لملكهم الجديد الذي اعتلى عرش اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ومهد الاسلام.

وكان عبد الله يعد الحاكم الفعلي للبلاد خلال الأعوام العشرة الأخيرة من حكم أخيه غير الشقيق الذي توفي يوم الاثنين الماضي.

وفي تصريح أذاعه التلفزيون عقب المبايعة وعد الملك عبد الله بأن يحكم بالحق والعدل وأن يخدم الناس كلهم بلا تفرقة داعيا اياهم ان يكونوا سندا له وعونا,وقال إنه يشعر بأن العبء ثقيل والامانة كبيرة.

وجرت مراسم المبايعة في قصر الرياض بعدما تقبل الملك عبد الله التعازي من ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية وزعماء العالم الذين استمر توافدهم على المملكة اليوم لتقديم تعازيهم.

وانضم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى ملوك اوروبا وبينهم الملك جوستاف ملك السويد والامير تشارلز ولي عهد بريطانيا في لقاء الملك عبد الله بالرياض.

وقال سيف القحطاني (45 عاما) العضو بالديوان الملكي وهو ينتظر مع غيره دخول القصر لمبايعة الملك "نحن هنا لمبايعة الملك الجديد... نريد أن نقول له إنه لو خاض البحر لخضناه معه."

وأدى بعضهم التحية العسكرية في حين صافح اخرون الملك. ولثم كثيرون كتفه أويده رمزا للاحترام والولاء.

وبالتوازي مع مراسم المبايعة التي تستمر يومين في الرياض تجري مراسم مماثلة في مختلف ارجاء المملكة حيث يتلقي حكام المناطق مبايعات المواطنين العاديين نيابة عن الملك.

ودفن الملك فهد أمس الاول الثلاثاء بعد حكم استمر 23 عاما شهدت حروبا في المنطقة وتقلبات حادة في ثروات المملكة وحملة من أعمال العنف في العامين الماضيين شنها أنصار المتشدد السعودي المولد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

ووري الملك الذي تمتع بالثراء والجاه في حياته مثل اسلافه الثرى في قبر لا تميزه أي علامة في مقبرة عامة بالرياض إلى جانب مئات من القبور البسيطة التي
حفرت في التراب.

ومن المتوقع ان يبقي الملك عبد الله المعروف عنه أنه إصلاحي حذر على رغبة السعودية المعلنة في تحقيق استقرار أسعار النفط المرتفعة وإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة والتي أضرتها هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 التي كان أغلب منفذيها من السعوديين.

 مراسم المبايعة في قصر الرياض
مراسم المبايعة في قصر الرياض
وشن عبد الله حملة لم يسبق لها مثيل على تنظيم القاعدة بعد أن بدا مهاجمون انتحاريون سلسلة هجمات على أهداف سعودية وغربية في عام 2003 تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة والإطاحة بآل سعود الموالين للولايات المتحدة.

وبدأ عبدالله كذلك في تحرير الاقتصاد الذي تهيمن عليه الدولة وقاد جهودامن أجل انضمام بلاده لمنظمة التجارة العالمية. والسعودية واحدة من أكبر الاقتصاديات التي مازالت خارج المنظمة.

كما بدأ تغييرات سياسية محدودة في المملكة حيث اشرف على إجراء انتخابات على مستوى البلاد لاختيار اعضاء المجالس المحلية. ويرفض منتقدون هذا الانتخاب الجزئي المقصور على الرجال ويشيرون إلى انه بعد مرور اربعة اشهر على الانتخابات لم يشكل اي من تلك المجالس.

وقال خالد الدهيش وكيل وزارة التربية والتعليم وهو ينتظر لمبايعة الملك عبد الله "بدانا عملية تغيير فيما يتعلق بالتعليم وتبادل الرأي فيما بيننا... اريد أن ارى تطورا أكبر فيما يتعلق بالحريات وتبادل الآراء مع الحكومة."

وعبدالله وولي عهده الأمير سلطان في الثمانينات من عمرهما مما أثار الشكوك حول ما إذا كانت الخلافات التالية في السعودية ستتم بالسلاسة نفسها.

ويقول محللون إنه ما لم تتفق الأسرة الحاكمة على الانتقال إلى جيل أصغر من الأمراء فإنها تواجه سلسلة من فترات الولاية القصيرة لملوك مسنين وصراعات داخلية محتملة.

ويرفض المسؤولون هذه المخاوف قائلين إن المملكة اثبتت في الماضي إن بإمكانها الاتحاد حول زعيم واحد.

وقال وزير الثقافة والإعلام إياد مدني للصحفيين في وقت متأخر من مساء أمس الاول الثلاثاء "أعتقد أن الجميع يهتم بتحقيق الاستقرار والاستمرارية والرخاء في المملكة وليس بتطبيق جدول أعمال شخصي."

وسيستقبل الملك عبدالله الذي تلقى العزاء من الزعماء المسلمين في جنازة الملك فهد مع الزعماء الغربيين الزائرين خلال اليومين المقبلين ومن بينهم ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وجورج بوش الأب الرئيس الأمريكي السابق الذي ارسل نصف مليون جندي أمريكي للسعودية في عام 1990 لشن حرب لاستعادة الكويت من الاحتلال العراقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى