مع الأيـام...د. ياسين..ومهام وطنية منتظرة

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
أقول إن دورات الزمان، وإن كانت غير مكتملة، إلا أنها تمضي بشكل حلزوني، أو إلى ما هو أقرب إلى ذلك، لتغدو الناشئة الخُلقية أقرب إلى العلمية، لكن ما هو راسخ أن التاريخ لا يكرر نفسه، لأصل إلى ربط منطقي وأنا استمع لكلام أحد مشايخ أبناء الصبيحة، وهو يحدثني عن الشيخ سعيد نعمان أحمد - رحمه الله- شيخ مشايخ الشجيفة وإحدى الشخصيات الإجتماعية المعروفة في وادي شعب (مديرية طورالباحة حالياً)، وهو والد الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، الذي تسنم أمانة الحزب قبل أيام، وتذكرت لحظتئذ أن هذه المنطقة تحديداً (شَعْب)، قد أنجبت القادة التاريخيين للجبهة القومية: قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي وآخرين غيرهم -رحمهم الله جميعاً.

وقد كانت خلفية الحديث، متابعتنا لما جرى في أروقة مؤتمر الاشتراكي الخامس، الذي أفضى إلى اختيار الشخصية السياسية المثقفة والمعتدلة ياسين سعيد نعمان، أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني خلفاً للأخ علي صالح عباد (مقبل)، صاحب التاريخ السياسي الحافل، الذي قاد الاشتراكي في أصعب وأحرج الأوقات التي مر بها الحزب.

وعموماً، فاختيار الدكتور ياسين في هذا المنصب، سيكون بداية مرحلة جديدة من مراحل العمل السياسي في بلادنا، بالاعتماد على أساسيات الحوار الديمقراطي البناء مع جميع أطراف الطيف السياسي في بلادنا، وفي المقدمة حزب الحكم المؤتمر الشعبي العام، بأنفاس أخرى تعزز مبادئ الشراكة الوطنية بين الجميع - وهذا ما أكد عليه الدكتور ياسين في أول تصريحاته للصحافة بعد انتخابه أميناً عاماً للحزب - ويلزم الأمر أن لا تكون هذه الشراكة المرجوة بين الأطراف الفعالة سياسيا،ً نوعاً من القسمة (الضيزى) التي شهدها الوطن في بدايات توحده ولم نجن من ثمراتها -كمواطنين - إلا العلقم، فالزمن قد تحركت عقاربه باتجاه الشراكة الوطنية الأوسع والأعمق، دون إلغاء لأحد خاصة الكفاءات المقتدرة من خارج التكوينات الحزبية، فالعصر كما نراه جميعاً هو عصر التحولات المدنية التي تصنعها في الغالب الشعوب ومنظمات المجتمع المدني، جنباً إلى جنب بقية الأحزاب التي استطاعت أن تفهم قوانين هذا العصر ولم تقف محنطة عند العقائد الجامدة، والإيديولوجيا المتكلسة. إن أجندة الفترة القادمة سوف تكون اختبارية للقدرات الوطنية جميعها، والرهان على الجميع في الحكم والمعارضة، وسوف تشكل قيادة الدكتور ياسين للحزب الاشتراكي نقلة نوعية باتجاه الالتقاء مع شركاء العمل الوطني على قاعدة إنقاذ الوطن من حالة الوهن والاحتقان التي يمر بها. وحري بالجميع أن يضعوا الخيارات الديمقراطية المتاحة نصب أعينهم، لا للتوقف عندها، بقدر ما يعملون على تعميق الأكثر منها في قواعد اللعبة السياسية، بل وفي ترسيخها كقيم ثابتة في حياتنا، بما في ذلك الخطوة الرئاسية التاريخية الجريئة التي صاغها فكراً جديداً في فلسفة الحكم اليمنية والعربية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يوم 17 يوليو الماضي، بالتدوير والتداول السلمي للسلطة، والتفاعل إيجاباً مع ذلك الفكر والمبدأ الخالد في الديمقراطيات الحقيقية.

إن الخطاب السياسي للحزب الاشتراكي، يجب أن يكون جديدا في مرحلة جديدة، وبرؤى قيادات جديدة، في مقدمها الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان، بالاستيعاب الأمثل لدروس هذا العصر المتغير، وبما يحافظ على الجامع الوطني، ويبعدنا عن المخاضات والاحتقانات والهزات المدمرة، فشعبنا بحاجة ماسة لكل قيم الخير والجمال والمنافع المتبادلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى