أيــام الأيــام...نصدق من؟!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
الصدفة وحدها قادتنا جميعاً إلى ذلك اللقاء الذي حضره مؤخرا أحد أبرز عناصر الكتلة البرلمانية الممثلة لعدن .. حضرنا دون سابق إعلان أو إشعار.. وكان حضورنا في ذلك المنزل العامر لصاحبه الإنسان الكريم والخلوق في خورمكسر.. سألنا عضو مجلس النواب - الذي جمعتنا به الصدفة هو الآخر- كيف سمحتم لأنفسكم ومعكم أعضاء الحكومة وأعضاء المجلس الاستشاري بأن تحرموا أبناءنا وبناتنا من (310.128) فرص عمل، وهم الذين ينظرون إليكم كأمل وضمير لهم وللشعب اليمني قاطبة؟ وأنتم رسل قضايا الأمة وقنواتها الشرعية نحو الحلول، تمثلون هذا الشعب الذي وضع فيكم ثقته.. لتكون مهمتكم أن تكونوا أمناء على حقوق الناس وكل ما من شأنه الحفاظ على خصوصياتهم وقضاياهم الخاصة والعامة، بل أنتم مصدر رقي هذه الأمة، إلاّ أن ثقة الناس بكم انعدمت واضمحلت وأصبحت شبه عداوة وتجاهل لحقوق الشعب عليكم، بعد أن كنتم أنصاره ومؤازريه الأفذاذ!

حقيقة كنا جميعاً في ذلك اللقاء أصحاب صوت واحد وموقف أكثر وحدة، وبقي عضو مجلس النواب الطيب لوحده، وفي زاوية ضيقة جعلته في مواجهة للآخرين. الكل في ذلك اللقاء في انتظار لما سيقوله الرجل، بعد أن «كال الجميع عليه بمكيال الملح»!! فاجأنا الرجل عندما قال إن هذا الكلام غير صحيح! .. صمتنا.. وصمتُنا كان أشبه بصمت (أهل الكهف)، رددت في دواخلي وبصمت عجيب هل يصْدق الرجل؟! هل صحيح أن أعضاء مجلس النواب لا يستلمون المبالغ المهولة والمفزعة للناس ومثلهم أعضاء الحكومة والاستشاريون؟! أكد للمرة الثانية والثالثة: لقد اتصلت شخصياً بمن كتب في هذه الصحيفة (طيبة الذكر والسمعة «الأيام») وذكر أننا وأعضاء الحكومة والاستشاريون نحرم من هم في حاجة ماسة للعمل مما لا يقل عن (310،128) فرص عمل ، وأننا نستلم كأعضاء مجلس نواب راتبا شهريا يصل لـ 500 ألف ريال لكل عضو!.. ثم أضاف: لقد كان هناك مبلغ 2 مليون ريال لكل عضو من أعضاء مجلس النواب الذين جلسوا مع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح كمكرمة.

اللافت أن كل من كان معنا في ذلك اللقاء كرروا.. مكرمة.. مكرمة؟! .. وهذه المسألة زادت الطين بلة، وذلك لأن هناك من انتقد المسألة من أساسها، حيث قيل للأخ عضو مجلس النوب إنه من الخطأ أن تستلموا راتبا من الحكومة وباعترافكم أن الراتب لا يزيد على 200 ألف ريال فقط لكل عضو في مجلس النواب خطأ.. والخطأ يكمن أساساً في اعتبار المبلغ راتبا.. وأن هناك ميزانية رواتب لأعضاء مجلس النواب! فبمجرد أنكم تستلمون راتبا أو مكرمة.. أو ما شابه يدل على أن هناك رباطا وصلة بالحكومة والجهات الرسمية، بينما أنتم ممثلو الشعب وصفتكم أعظم وأكبر من أن تكونوا في رباط وصلة (من خلال الراتب أو المكرمة) تجعلكم تحت رحمة من يدفع، رغم أن الجميع لا يقول إن عضو مجلس النواب يشتغل (بلوشي)، لكن (وكما هو سائد ومعمول به في معظم بلدان العالم) يحصل عضو مجلس النواب على بعض الصرفيات التي تغطي نشاطه وعمله.. ولا يسمى راتباً.

بعد هذا اللقاء ساقتني الصدفة نفسها للقاء بعزيز وصديق آخر، عضو في الكتلة البرلمانية العدنية، وسألته هل صحيح أنكم لا تستلمون سوى 200 ألف ريال راتبا شهرياً؟

فرد على بالأرقام التالية: 196 ألف ريال راتب شهري، 140 ألف ريال علاوة شهرية، يتم احتسابها على أساس أن كل عضو في مجلس النواب هو عضو في لجنة من لجان المجلس وهذه اللجان تجتمع يومياً صباحا ومساء.. ويستلم عضو مجلس النواب مقابل هذه الاجتماعات 4 ألف ريال للاجتماعات التي تعقد صباحاً و3 آلاف ريال للاجتماعات التي تعقد مساءً، الإجمالي 7 آلاف ريال يومياً مضروبة في 5 أيام ومضروبة في 4 أسابيع في الشهر ليكون إجمالي المبالغ لهذه العلاوة كما سبق ذكره 140 ألف ريال.. إذن الرقم الفعلي لما يحصل عليه عضو مجلس النواب هو (000.196 + 000.140 = 000.336 ريال)! هذا الرقم المحدد حسب ما شرحه الأخ عضو مجلس النواب، الذي لم يتشرف معنا في اللقاء الذي سبق ذكره.. وبين ما قيل بأن عضو مجلس النواب يستلم 500 ألف ريال كراتب شهري وما قاله الأخ الذي حضر اللقاء بأنهم لا يستلمون سوى مبلغ 200 ألف ريال كراتب شهري، والأرقام اللاحقة والأخيرة التي استلمناها من عضو آخر في مجلس النواب والمحدد بمبلغ 000.336 ريال، تهنا بسببها وضعنا، رغم أن الجميع يقولون: الله يفتح عليهم، بس فين الحقيقة؟.. وفين الصدق، ونحن كأفراد في هذا الشعب (المهمش) لا نعرف نصدق من؟!

ملحوظة: لاحظ عزيزي القارئ أننا حصرنا حديثنا فقط حول الراتب.. ولم نتعرض لما يدفع وتتحمله ميزانية الدولة مقابل الامتيازات كالتطبيب وبدل السفر إلخ.. فهذه لها حديث آخر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى