في مؤتمر صحفي عقده الكابتن علي محسن مريسي في نادي الجزيرة كان قرار شطبي من سجل الاتحاد العربي صدمة قوية لي

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:

> كنا مساء الأحد قبل الماضي في لقاء مع الكابتن علي محسن مريسي في مؤتمره الصحفي، الذي عقده في نادي الجزيرة الرياضي في المعلا، حيث شرح فيه لمحرري الصفحات الرياضية والنقاد الرياضيين باختصار قضية شطبه من سجل الاتحاد العربي لكرة القدم، وكان الكابتن علي محسن يتكلم ونبرات صوته يكسوها حزن وأسى، دلت بالدرجة الأولى على مدى تأثير القرار عليه، ولم يكن الكابتن علي في دور تمثيلي للموقف، وإنما كان شعوراً نفسياً عاناه منذ سماعه الخبر وحتى يومنا هذا، وإنه ليس من السهل أن يجد الشخص نفسه هكذا، وأن يضيع كفاح ومجهودات وشهرة سنوات طويلة، وبالتالي تكون خاتمة أعماله حرمانه من اللعب داخل الأرض التي أحبها، والشعب الذي أحبه.

وقد تكلم علي محسن قائلاً: «لقد كان القرار المفاجئ صدمة قوية لي، وكان ومازال وقعه في نفسي قوياً، فلقد صدر في اليوم الثاني من إشتراكي في مباراة ضد فريق وست هام الإنجليزي، ولم يكن القرار أيضا وقعه بسيطاً على بعض زملائي اللاعبين وبعض الإداريين، وكذا الرأي العام العربي في مصر، وقد بعثت برسالة التماس إلى المشير عبدالحكيم عامر، أطلب منه العفو والسماح لي باللعب».

وعند انتهاء علي محسن من شرح قضيته باختصار، سئل عما إذا كان المسؤولون في نادي الزمالك على علم بالقرار، كما وصل إلى مسامع الناس.. أجاب الكابتن علي بأنه لا يعلم عن هذا الموضوع أي شيء.. وفي سؤال ثان عن سبب تخليه عن المنحة التي كان قد تحصل عليها من المؤتمر العمالي للدراسة العليا في الشؤون الرياضية، خاصة بعد أن رتبت له كل المتطلبات.. أجاب بأن العاطفة قد تغلبت عليه، وجعلته يضحي بالمنحة والمكاسب الكثيرة من ورائها،مؤكدا أن الإنسان العربي معروف بعاطفته، وأنه لم يجد مفراً من أن يضحي ويبقى خاصة بعد أن أصرت الجماهير على بقائه، وتعهد المسؤولون في النادي على تحقيق طلباته التي ستجعله يعيش في هدوء.. وأنه لما قرر البقاء لم تتحقق له تلك الطلبات، وأنه لم يتخيل حصول مثل هذا الموقف.

وسئل الكابتن علي محسن مريسي أيضاً عن موقفه من التهم التي تقول بأنه كان يحرض بعض اللاعبين على النادي، مسبباً بذلك مجالاً للتكتل ضد مسؤولي النادي، أجاب بأنه لم يحرض، ولم يسع في يوم من الأيام إلى تكتيل اللاعبين، وكل ما في الأمر أنه كان معجباً بلعب بعض الأشبال الصاعدين، فقرر في نفسه تشجيع هذه المواهب والمحافظة عليها، وذلك بالتمرن معهم لتوجيههم عند الخطأ، وبالتالي لإعطائهم الفرص في اللعب لكسب الثقة في النفس.. ويضيف الكابتن علي قائلاً: «وكان طبيعياً أن يحبوني حتى أنهم كانوا يقولون إن علي محسن هو مثلهم الأعلى، عندما كانوا يسألون من قبل الجمهور أو الصحفيين».

وفي سؤال آخر عن موقف الصحفيين الرياضيين والنقاد من قرار شطبه من الاتحاد العربي لكرة القدم.. أجاب قائلا: «إن موقف النقاد في القاهرة كان مشرفاً، حيث ذهب بعضهم في الدفاع عن قضيتي، معالجين الموقف بكل أمانة وإخلاص، فيما ذهب البعض الآخر في طلب العفو والالتماس لي، باستثناء واحد منهم وهو (محي الدين فكري)، والذي شذ عن هذا الإجماع وراح يسوق ضدي حملات لا مكان لها من الصحة، وإني استغرب كيف يحصل هذا من شخص يفترض أن تكون الأمانة الصحفية متوفرة فيه، وقد هاجمه معظم النقاد بسبب موقفه هذا غير العادل ولا الأمين، ومن بين النقاد الذين وقفوا إلى جانب قضيتي وطلبوا العفو عني السادة: محمود السعدني «صباح الخير»، صلاح المنهراوي «روز اليوسف»، فاروق السيد «المساء»، صلاح صادق «آخر ساعة»، وجودة بسيوني «الإذاعة والتلفزيون».

وفي سؤال خامس عن رأيه في حالة صدور أمر بالعفو عنه، وعن ما إذا كان ينوي الرجوع إلى القاهرة أجاب: «لو حصل وصدر أمر بالعفو عني، في الواقع حينها قد أعود، ولكن لن يكون بقائي هناك كثيراً، فلقد أصبحت الآن مسؤولاً عن عائلتي ولست في موقف يجعلني أتركهم، وعودتي إلى القاهرة ستكون هذه المرة قصيرة وتحت شروط معينة أهمها وجود المدرب (فلاندر).. سأعود لأبرهن أن (علي محسن) موجود وأن باستطاعته أن يكمل رسالته التي بدأها منذ سنوات».

ثم سئل عن ما إذا كان الشطب نتيجة استهتار زائد من قبله.. أجاب الكابتن علي: «استهتار إيه؟!..أنا لم أكن لعوباً إلى درجة إلصاق هذه التهم بي، وبالتالي حتى استحق الشطب، فأنا شاب مثلكم، ولست صاحب أعمال شاذة».

وعندما سئل عن سبب حرمانه من الوسام الذي تكرم به السيد الرئيس جمال عبدالناصر على جميع اللاعبين الذين شاركوا في تلك المباراة، وأظهروا فيها مستوًى مشرفاً للكرة العربية، والذين كان علي محسن من ضمنهم.. أجاب الكابتن علي بالحرف الواحد: «أقول إيش؟.. أقول لا حول ولا قوة إلا بالله».

ومع الساعة السابعة والنصف مساء أي بعد مرور ساعة ونصف الساعة انتهى المؤتمر بكلمة شكر تقدم بها الكابتن علي محسن للنقاد والصحفيين الرياضيين، وبكلمة شكر أخرى تقدم بها الزميل محمد عبدالله فارع نيابة عنا للحقائق التي أوضحها الكابتن علي في مؤتمره وفي الحقيقة الكابتن علي محسن لم يتعرض أثناء كلامه في المؤتمر لأي مسؤول في الجمهورية العربية المتحدة، كما كان يعتقد بعض الحاقدين، بل حاول قدر استطاعته أن يذكرهم بخير في كل ما سئل عن دورهم في قرار الشطب، لأن الكابتن علي يشعر بأن الجمهورية العربية المتحدة هي (وطنه)، وأن الجماهير هناك هي (ثروته)، التي كسبها نتيجة كفاح وعرق وجهد وفن أظهره والذي ما زال وسيبقى دائماً يتذكر تلك اللفتة الكريمة من الرئيس العربي جمال عبدالناصر، عند إرساله إلى لندن وعلى نفقته الخاصة، وكذا موقف المشير عبدالحكيم عامر، وإن هذه الحقائق كفيلة بأن تخرس كل حاقد، وأن تشعر الكابتن علي محسن مريسي بمزيد من العرفان للجمهورية العربية المتحدة ومسؤوليها وشعبها».

«الأيام» العدد 28 في 15 فبراير 1967م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى