قرية ايرلندية جميلة تتطلع للمستقبل رغم بقايا مظاهر الحرب

> كروسماجلين «الأيام» رويترز :

> يبدو وسط قرية كروسماجلين بسلاله المعلقة التي تملأها الورود وميادينه التي تحفها الخضرة الزاهية والحانات القديمة كصورة لقرية بريطاية عادية,لكن ضواحي البلدة الحدودية في ايرلندا الشمالية تروي قصة مختلفة.

تربض على الطريق الرئيسي المؤدي إلى كروسماجلين قلعة حصينة تتخذها الشرطة المحلية التي يحميها الجيش قاعدة لها وعلى الجانب الاخر من البلدة تتدلى من اعمدة الانارة لوحات خشبية عليها صور لمسلحين ملثمين.

وتحلق طائرة هليكوبتر في السماء يبدد صوتها هدوء يوم صيفي مشمس.

هذا هو قلب القومية الايرلندية في منطقة أرماه الجنوبية التي يطلق عليها اسم "بلد العصابات" في ايرلندا الشمالية وهي متاخمة لجمهورية ايرلندا وكانت مسرحا لحملة مسلحين يطالبون بتوحيد ايرلندا حيث خاضوا بعض اشرس المعارك ضد الشرطة والجيش البريطاني.

وبين بداية حملة الجيش الجمهوري الايرلندي على الحكم البريطاني في شمال ايرلندا في عام 1969 والهدنة في عام 1997 قتل أكثر من 60 من رجال الشرطة وما يزيد عن مئة جندي في جنوب أرماه وسقط كثير منهم في كروسماجلين.

وقتل قناصون تسعة على الاقل من افراد قوات الامن البريطانية في البلدة في التسعينيات كما صنع فيها ما لا يقل عن ثلاث من القنابل الكبرى التي فجرها الجيش الجمهوري الايرلندي.

وامطرت قذائف المورتر ورصاص الجيش الجمهوري الايرلندي مركز الشرطة الذي يحميه فوج من المظليين ما تزال دورياته تجوب شوارع كروسماجلين.

ورغم الهدنة ابقت بريطانيا على وجودها العسكري المكثف في ايرلندا الشمالية. ولكن حين اعلن الجيش الجمهورية الايرلندي قبل اسبوعين انهاء عملياته المسلحة رسميا بدأ الجيش البريطاني يزيل ابراج المراقبة المقامة على طول الحدود ايذانا بتقليص عدد قواته باكثر من النصف.

لكن السكان المحليين يتوقعون ان تكون خطى التغيير في كروسماجلين هي الأبطأ اذ يرفرف على معظم المنازل العلم الايرلندي بألوانه الخضراء والبيضاء والبرتقالية او تزدان المنازل باللونين الابيض والبرتقالي اللذين تشتهر بهما ارماه.

وتقول ليسا أهرن وهي نادلة في مطعم للوجبات السريعة في ميدان القرية الرئيسي "خرج الجيش في دوريات في الشوارع امس وفي اليوم السابق عليه. لم يتغير شيئا."

وتذكرت ليسا كيف كان الجنود يوزعون الحلوى على الاطفال لتشجيعهم على زيارة مواقعهم لحمايتهم من نيران القناصة.

والآن ذهب القناصة ولكن بقي الخوف وعدم الثقة المترسبين في النفوس ازاء رجال الجيش والشرطة.

قال كولمان بيرنز وهو عضو في المجلس المحلي عن شين فين الحليف السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي "يحتاج الامر لاجيال قبل ان نفكر في ان نثق في الشرطة."

ويتذكر بيرنز فترة الثمانينيات حين كانت اعمال العنف في اوجها إذ كان جنود يعترضونه بصفة مستمرة ويفتشونه وهو في طريقه إلى الحفلات الراقصة.

لكنه يأمل ان تنعم المنطقة بفرصة حياة جديدة حين تختفي العلامات التي تشير لوجود صراع مثل ابراج المراقبة الخضراء واللافتات المؤيدة للجيش الجمهوري الايرلندي.

وقال"حين تختفي هذه الاشياء أتوقع ان تكون هناك حركة سياحة تتيح مصدرا ثانيا للدخل غير الزراعة."

ويتوقع ان يتوافد السياح في وقت ما لممارسة هواية الصيد في الانهار والبحيرات وحينها يمكن ان تروج أرماه لنفسها كمكان يزوره هواة ركوب الدراجات والمشي وركوب الخيل مثل منطقة موناهان المجاورة في جمهورية ايرلندا.

كما يتذكر الزائرون المهتمون بالتاريخ فترة سابقة على "الاضطرابات" ويزورون مقابر في كريجان دفن فيها ثلاثة من شعراء القرن التاسع عشر الايرلنديين. ويقول بيرنز "ستتغير الاوضاع."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى