في منتدى ( الصهاريج) الثقافي التشكيل في خدمة الثقافة

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> شهد منتدى الصهاريج الثقافي مساء الأحد 14 أغسطس 2005م بمدينة كريتر في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، أمسية ثقافية كان موضوعها:( التشكيل في خدمة الثقافة .. كيف نقرأ نصاً بصرياً؟) تناولت دور التشكيل في التعبير عن تصوراتنا إزاء الكون والطبيعة والنفس البشرية، وأهمية هذا الفن في تنمية التذوق الجمالي لدى الناس، وفي التعبير عن مكنوناتهم، وأكدت الأمسية على أن التشكيل ليس ذلك الانعكاس الميكانيكي للحياة والطبيعة من خلال اللوحات والأعمال الفنية، وإنما القراءة المتعمقة والتعبير عن تصورات ورؤية المبدع الخاصة.

تحدث في الأمسية الأستاذ علي الذرحاني، الفنان التشكيلي المعروف والمدرس في معهد جميل غانم للفنون الجميلة، الحاصل على البكلاريوس من جامعة حلوان بمصر العربية ودبلوم الخطوط عام 1987م، وله مشاركات في معرضي الفنون بمهرجان الإسكندرية عام 1983 ومعرض عدن 1999م والحائز على جائزة الملصق على المستوى اليمني، وجائزة الملتقى الفني العربي مناصفة في مجال الفنون التشكيلية (الجائزة الثالثة) وهو مدير الفنون التشكيلية في فرع وزارة الثقافة بعدن منذ عام 1990م.

وتحدث المحاضر علي الذرحاني، عن العمل الفني كلغة بصرية يمكن أن يقرأ، سواء في لوحة فنية أو في بناءٍ معماري. وعادة يقرأ العمل الفني التشكيلي من أجل تذوقه، وذلك يتم من خلال إدراك معانيه ودلالاته وأبعاده ومراميه، ومن أجل استيعاب العمل الفني لا بد من تفكيك عناصره المكونة ودراستها عنصراً عنصراً. وأشار إلى أن تذوق الفنون عادة لا يتم إلا بالمبادرة الفردية ومن خلالها يقوم الفرد بتنمية ملكاته الجمالية.

وأكد المتحدث أن تدريس عملية التذوق الجمالي للأعمال الفنية لا تقدم إلا مفاتيح لفهم العمل الفني، وعلى المرء أن لا يخلط التذوق الجمالي بالتقييم الفني. كما أن طبيعة الثقافة تحدد طبيعة التذوق، وكلٌّ يرى الأشياء ويتذوقها بحسب ثقافته وفلسفته الخاصة. والمشاهد يبدأ من حيث ينتهي الفنان، والرأي النقدي يعكس طبيعة الناقد وحالته وثقافته ورؤيته الخاصة وكذلك القدرة على النفاذ.

تذوق الأعمال الفنية يتأثر أيضاً بالمداومة على المعايشة والقراءة والاطلاع على الأعمال الفنية، وقد تتعدد الرؤى والتقييمات تجاه عمل فني واحد.. وهذا واضح وطبيعي. حارس متحف اللوفر الشهير بفرنسا، عشق لوحة الموناليزا، ووصل به هذا العشق إلى حد أنه رسم نفسه وهو يسرق لوحة الموناليزا!

وأضاف الفنان علي الذرحاني، أن هناك أعمالاً فنية فيها دفق من الرهبة والمسرة، لا صلة لها بقيمة العمل الفني، ويظل التعبير عن العمل لا يكتمل، إلا بفهم عناصر العمل الفني ككل، ومن تلك العناصر المكونة للعمل الفني: النقطة والخط والشكل والهيئة والحيز والفضاء والمنظور الخطي والجوّي، والعمل الفني يخاطب الوجدان، ليس كالرياضيات/ العلم الذي يخاطب العقل. واللوحة تحمل دلالة وجدانية وليس حسابية (1+1=2) والفن هو تعبير عن المظاهر الجوهرية، الدلالية، وليس المظاهر الشكلية التي قد تتفوق بها آلة الكاميرا أو الكمبيوتر، وأعطى مثلاً على ذلك بلوحة «ترود شتاين» التي رسمها الفنان وأضفى على وجهها تعبيرات وجدانية لم تثر إلا استغراب صاحبتها، فقال لها: هكذا رأيتك! فقد رسمها بدلالاته الوجدانية وكما رآها هو، وليس تصويراً شكلياً أو نقلاً ميكانيكياً. ومن جانب آخر، فإن العمل الفني ليس مصدراً للمعرفة، وإنما هو يثير الشغف المعرفي ويتم تقويم العمل الفني على أساس الصفات والسمات الجمالية، والنظر إليه كقيمة إبداعية تعبر عن نفسها.

وعرض الذرحاني خلال الأمسية مجموعة متنوعة من لوحاته وأعماله الفنية ومن الملصقات التي صممها كنماذج، أضاء من خلالها جوانب من سيرته ومشاركاته الفنية، وكذلك رؤيته الخاصة لدور الفن وأهميته في حياة البشر والمجتمعات.

وشارك عدد من المثقفين والمهتمين بنقاشات وآراء واستفسارات عديدة حول موضوع الأمسية، منهم الأستاذ والمخرج المسرحي جميل محفوظ، نائب مدير معهد الفنون، والقاص مازن فؤاد توفيق، والقاص ياسر عبدالباقي، والشاعر محمد سالم باهيصمي، والمسرحي عمرو جمال، والأستاذ حافظ مهيوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى