السقف الذي أصبح كابوساً يعاني منه المواطن

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
فاتورة
فاتورة
السقف وما أدراك ما السقف، الذي أصبح كابوسا يعاني منه المواطن .. هو قرار من القرارات الجديدة التي ترهق كاهل المواطن، فلم يفق المواطن من غيبوبته من الجرعة الجديدة حتى دخل في غيبوبة الاتصالات وسقفها المحدد بـ 3000 ريال، ومن يتجاوز استهلاك هاتفه هذا المبلغ فإنه سيفقد خدمة هاتفة حتى لو كان قد دفع الفاتورة خلال يومين، وعليه التسديد مرة أخرى .. هذا ما سمعناه من المواطنين ومن هذا المنطلق توجهت لمبنى الاتصالات في كريتر وما إن دخلت المبنى حتى سمعت هذه الكلمات:

«حسبي الله عليكم يا مسؤولين فين احنا في غابة أو في دولة» قالها المواطن سعيد حيدرة أحمد علي، بمرارة وحرقة أعصاب .. اتجهت إليه واستفسرت عن سبب صراخه فقال لي بصوت عال: حرام والله اللي يحصل، إحنا مظلومين واللي يحصل بهذي الايام نصب واحتيال علينا ..استفسرته مجددا فرد قائلا: منذ ست سنوات وهاتفي يعمل بنظام الاستقبال، في بداية الشهر لاحظ أولادي أن الخط تم فتحه دون أن أطلب ذلك، ذهبت إلى مقر الاتصالات لأستعلم فقيل لي إنها غلطة، وتم إغلاقه بتاريخ 26/7/2005م وحين أخرجت الفاتورة في ذلك اليوم كانت قيمة الاستهلاك 955 ريالا، بالإضافة إلى المبلغ الذي تم استهلاكه خلال الاربعة الأيام التي فتح فيها الخط، وكان إجمالي المبلغ هو 1690 ريالا، واليوم جئت لانقطاع حرارة الهاتف، وعندما اخرجت الفاتورة بتاريخ اليوم 9/8/2005 فوجئت بأن المبلغ المستحق هو 1995 ريالا، فمن أين جاء هذا المبلغ رغم أن هاتفي استقبال من تاريخ 27/7/2005م، وعند استعلامي من الموظفين كان كل واحد منهم يرسلني إلى الآخر حتى انتهى بي المطاف إلى هذا الموظف، الذي رأيته كيف تعامل معي بطريقه لا تليق أن يتعامل بها موظف حكومي، فأنا لم آت هنا لأشحت منه ولكن لأستفسر، وفي الأخير طلب مني الموظف أن اسلم 200 ريال لاستخراج فاتورة تفصيلية، وحين حاولت الدخول للمدير قيل إنه ليس موجوداً وعليك الذهاب للمركز الرئيسي في المعلا .. وأقول أمري إلى الله وسأدفع المبلغ، وحسبي الله ونعم الوكيل.

وما إن أنهى الحاج سعيد كلامه حتى ناداني الحاج محمد عبدالله قاسم، الذي امتزجت ملامحه الهادئة بالغضب فقال: هاتفي يعمل بنظام استقبال المكالمات وفوجئت أن الفاتورة فيها زيادة مبلغ 200 ريال وبعد متابعه مضنية وبعد ثلات ساعات اأبلغني احد الموظفين أن هذا المبلغ جاء في الفاتورة خطأ، وانظري للفاتورة قيمة الاستهلاك 500 ريال وقيمة الاشتراك 202 ريال وهنا هو الخطأ في تسهيلات الفاتورة إذ جاءت بمبلغ 400 ريال وإجمالي المبلغ المستحق 1102 ريال فمن أين جاءت 200 ريال، حاولت أن أسدد الفاتورة فطلبوا تسديد 200 ريال فرفضت فقيل لي أن أذهب للمدير لكي يسوي الأمر ولكني لم أجده، والخوف أن أسكت على 200 ريال فيضاف لي غدا ضعفها، فهذا تلاعب وعلينا أن لا نسكت حتى على ريال واحد، وسأعود غدا للمتابعة فهذا هو الروتين القاتل من اجل مئتي ريال!

وأثناء حديثي مع إحدى السيدات سمعت صوتا عاليا ويقول أنا سلمت الفاتورة قبل أسبوع، فلماذا قطعتم علي الخط؟ فقادني فضولي إليه وسألته ما بك؟ التفت إلي بعصبية شديدة وكأنه يستغرب سؤالي له وتدخلي بشكل فضولي .. كررت عليه السؤال فرد بعصبية هذا حرام وما يحصل لا يطاق بهذا البلد. وبعد أن عرّفته بنفسي قال: اسمي ساجد محمد، قبل اسبوع جئت إلى هنا واستخرجت فاتورة بدل فاقد بمبلغ 3000 ريال، فقال لي المحصل كم ستدفع قلت له 2000 ريال ودفعت، وأمس تم قطع حرارة الهاتف وعندما استعلمت قيل لي إن السقف في المنازل هو 3000 ريال، وهذا نظام جديد ولا نعلم به فكان الأحرى بالمحصل ان يقول لي ادفع 3000 ريال كاملة، وإن لم ادفعها كاملة وبلغ السقف فإنهم سيقطعون الخط، وهذا حرام.. فقد حاولت جاهدا الخروج من عملي من أجل معرفة الأسباب التي أدت لقطع الهاتف فهذه جريمة في حقنا، وقمة التخلف.

بعدها عدت للسيدة أم أحمد محمود التي بدأت حديثها معي سابقا، فقالت: آخر فاتورة كانت 1600 ريال ودفعتها بعد أن استلمتها بأسبوع، أي في بداية شهر يوليو وقبل يومين تم قطع الحرارة برغم أني لم أستلم أي فاتورة، وبعد أن استلمتها من قبل الموظف سمعت بشئ غريب وهو السقف.

ثم ضحكت وقالت باستهزاء: بالله عليكم احنا ناقصين السقف مش كفاية نتحمل الجرع كمان نتحمل السقف وبعده بيقولّي تحملوا الأبواب!!

وبعد ذلك التقيت بالمواطن سعيد محمود الذي قال: جاءت فاتورة هاتفي 1600 ريال، واتضح فيما بعد أن هناك ارقام جوالات لا أعلم عنها ولا أسرتي، وأفهمت المسؤول أني لم أتصل بهذه الأرقام ولا أعلم عنها، فرد قائلا لا أستطيع أن أعمل لك شيئاً.. فاستسلمت ودفعت الفاتورة.

وقبل خروجي من مبنى الاتصالات لفتت انتباهي مواطنة تنتظر دورها في تسديد الفاتورة، فأشارت إلي بيدها واتجهت إليها وجلست بجانبها فسألتها عن اسمها فقالت: أم منال سعيد عمر. وبدأت بالحديث قائلة: المواطن يعاني الكثير، والجهات المسؤولة لا تقدر هذه المعاناة، ولا يوجد نظام خاص للاتصالات، فمثلا نحن في بداية الشهر وتم قطع خطوط الهواتف على أغلبية المواطنين .. وهنا أقف وأسأل الجهات المسؤولة من أين سيحضر المواطن المال، وكما يعلمون أن ابناء عدن خاصة يعانون من فاتورة الماء والكهرباء، وزاد الضغظ فاتورة الهاتف، وما زاد السوء أنه كل عشرة أيام عليك الحضور إلى مبنى الاتصالات للدفع قبل أن تصل فاتورتك إلى 3000 ريال حتى لا تتجاوز السقف المحدد، بالرغم أن من عمل بهذا القرار لم يسأل نفسه من أين سيأتي المواطن بالمال؟ وكما تعلمون أن المواطن يستلم راتبه ويذهب بنفس اليوم من كثرة الالتزامات ونلجأ بعد ذلك لأقاربنا من أجل السلفة، وفوق هذا تأتي فاتورة الهاتف وعليك كل عشرة أيام أن تستعلم عنها لتتجنب القطع.

وقبل أن أنهي حديثي سمعنا مواطنا متوتراً يقول: لقد دفعت الفاتورة قبل يومين، فلماذا قطعتم علي اليوم؟ فتوجهت إليه مباشرة واستفسرته فرفض ذكر اسمه خوفا من قطع الخدمة عنه، فقال أنا لدي محل اتصالات ودفعت الفاتورة قبل يومين فقط، واليوم تم قطع الخطوط وعندما سألت قيل لي إنه تم تجاوز السقف المحدد، ولا أعلم من اين جاء هذا القرار؟ إنه قرار عشوائي ، فالمسؤولون يهتمون باتخاد القرارات دون أن يعملوا أي حساب لنتائج هذه القرارات، فيكفينا جرعات، والله هذا حرام.

أما الأخت أم صالح عبدالرحمن فقالت: لقد سلمت الفاتورة بتاريخ 3 اغسطس، وكان المبلغ المستحق 5800 وسددت 5000 ريال، وفي تاريخ 7 أغسطس تم تحويل خط الهاتف إلى استقبال، وحين استفسرت قيل لي إني لم ادفع الفاتورة واستخرجت بدل فاقد فكانت الفاتورة 4100 ريال، وحين قلت لهم انني دفعت الفاتورة وما هي أسباب القطع قيل لي إن هذا المبلغ هو قيمة الفاتورة الجديدة لذلك تم القطع، وأنا أتساءل كيف يتم فصل الخط وتحويله للاستقبال قبل أن تأتي الفاتورة في وقتها المحدد؟ وأقول للمسؤولين إنني لم أستلم أي فاتورة ولو كنت استلمت لدفعت المبلغ قبل القطع، فكيف تقطعون قبل أن تسلموا الفواتير للمواطنين وقبل أن تنتهي الدورة؟

حاولت أن أحمل معاناة المواطنين واستفساراتهم ونقلها لمدير عام الاتصالات، وفي محاولات متكررة، لكني لم أستطع التواصل مع المدير كونه مسافراً وسيتم اللقاء به بعد عودته من السفر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى