«الأيام» تتلمس هموم الأهالي في جبل حالمين..مسالك الطريق الوعرة عنوان معاناتهم ويتساءلون عن تعثر طريق (عقبة خلق)؟

> «الأيام» عبدالقوي الأشول:

>
جبل الحبيلين
جبل الحبيلين
تقع مديرية «حالمين» في الحواز الغربية لمنطقة يافع وبمحاذاة جبال الشعيب وحرير، وقد عدها الهمداني في عداد حلال يافع وأحلافهم باعتبار سلسلتها الجبلية امتدادا لهضبة يافع الوعرة.

أما أشهر أوديتها وادي شرعة المحاذي لوادي بنا، والذي تقع على جوانبه منطقة حمام شرعة ذات المياه المعدنية الحارة بخصائصها العلاجية الشافية.

نبع المياه السالف الذكر يقصده الأهالي سنويا بهدف الاستمتاع بمياهه المعدنية ذات النسب المتوازنة في مكوناتها من المواد الكبريتية ونحوها، وعلى الجانب الآخر تقع هضبة جبل حالمين بأوديتها الزراعية ومدرجاتها الواسعة وتشمل وادي المسلمي والعمري والنسري والأبقور ورشدة.

عندما تهم بامتطاء صهوة الجبل العنيدة فقطعاً تستوقفك الطريق أو اللا طريق إن جاز التعبير، إذ من شروط رحلتك مهارة القيادة وحدة الإبصار حتى تتلمس في ثنايا الصخور ومدارب السيل طريقك الى سارية جبل حالمين، فعند هذه الحواجز الطبيعية محكمة الإغلاق تضمحل أحلام أبناء المنطقة بإمكانية تغيير واقعهم المؤسف بل تتلاشى خياراتهم في أن تكون صورة الواقع مغايرة، طالما وهم يعيشون خلف هذا السد المحكم من الحواجز الطبيعية التي هي محور معاناتهم منذ زمن بعيد.

فعند هذه الحواجز والصخور الصلدة، تموت الأمهات عقب لحظة مخاض متعسرة وتزهق أرواح اصحاب الحالات المرضية، إنها عقدة الطريق التي هي محط وعود لم تنجز منذ زمن، إذ يشير الأهالي الى مشروع (عقبة خلق) كحل منطقي وواقعي لوضعهم مذكرين الجهات المعنية بما كان من وعود بهذا الصدد، مشيرين إلى أن مشروع هذا الطريق سبق اعتماده، إلا أن العمل فيه تعثر لأسباب لا يدركونها، ورغم قصر المسافة التي لا تتعدى في أكثر الحالات بضعة كيلومترات إلا أن هذا المشروع توقف العمل فيه، وهو ما ولّد إحباطا لدى أهالي المنطقة الذين يعلقون آمالا كبيرة في إنجازه وإنهاء واقع معاناتهم المرير بحكم غياب الخدمات عن مناطقهم ووصول المواد الغذائية والاستهلاكية الى قراهم بأسعار مضاعفة، داعين الجهات المعنية في مديرية حالمين ومحافظة لحج الى متابعة المشروع باعتباره طوق نجاة حقيقياً لأبناء المنطقة.

ويقول العميد حسين مهدي يزيد: إن تعثر العمل في مشروع (عقبة خلق) ولد احباطا لدى السكان كونهم ظلوا يعلقون آمالهم في انجازه، لما يمثله من ربط لباقي الخدمات التي تفتقر اليها المنطقة، مشيرا الى أن معاناة منطقة جبل حالمين لا تقتصر على الطريق وحدها وإن كانت الطريق هي محور المعاناة. مذكرا بما يعانيه السكان من صعوبات في الحصول على المياه، وعدم وصول الكهرباء الى قراهم، فهم بحسب تعبيره يعيشون واقع عزلة عن العالم ربما يفوق ما كانت تعاني منه الجزر اليمنية في السابق، مؤكدا أن الطريق سيفتح مغاليق عدة منها تشجيع الآباء على تعليم بناتهم وهو الحق الذي حرمنا منه حاليا بسبب الطرقات الوعرة، التي تجعل من غير الممكن انتقال الطالبات الى مدارس التعليم الثانوي البعيدة عن أماكن السكان، داعياً الجهات المعنية الى استكمال مشروع الطريق كونه لا يكلف كثيرا، فالمسافة بين عاصمة المديرية والمناطق المقصودة ليست كبيرة لكنها تبدو كذلك في وضع الطرقات الحالية.

المواطن ثابت خالد ثابت، يقول: «اعتبر مشروع طريق (عقبة خلق) هو الحل الأمثل لرفع معاناة الآلاف من سكان القرى في جبل حالمين» مذكرا بما كان من وعود أثناء الحملات الانتخابية النيابية بهذا الصدد، مشيرا إلى أن الطريق يعني حل مشاكل أبناء المنطقة سواء كانت تلك المتعلقة بالخدمات ونحوها، بمعنى أن الطريق هو لب معاناة أهالي جبل حالمين.

والرأي ذاته شارك فيه الشيخ ثابت أحمد صالح، الذي عد مشروع الطريق حلماً حقيقياً لأبناء جبل حالمين، باعتباره طوق النجاة الوحيد الذي بواسطته يمكن اخراجهم من واقع العزلة التي يعيشونها منذ زمن بعيد، مؤكدا أن معظم مشاريع الطرقات التي مكنت أبناء حالمين من حل جزء من معاناتهم كانت بجهود الأهالي، بمعنى أن مشروع (عقبة خلق) هو المشروع الوحيد الذي يقدم كاعتماد من قبل الدولة في إنجازه، مستغرباً تعثر العمل فيه رغم أنه غير مكلف إذ لا يحتاج الأمر ـ بحسب قوله ـ سوى إنجاز بضعة كيلومترات من الطريق وصولا الى جبل حالمين.

في حين دعا الشيخ علي ناصر جباري، إلى أهمية هذا الطريق كونه مطلب الأهالي منذ زمن بعيد، إلا أنه ـ كما قال ـ ظل محط وعود لم تنجز من قبل السلطات السابقة.

مؤكدا أن أبناء المنطقة يعلقون آمالهم على إنجازه كونه يرتبط بعدد من القرى التي يسكنها الآلاف من الناس محرومين من كافة الخدمات بما فيها المياه والكهرباء والخدمات الصحية، الى درجة أن الأهالي يعانون الأمرين عند مواجهة الحالات المرضية في نقل مرضاهم إلى عاصمة المديرية وهو وضع لا يمكن تحمله.. متـسائلا: هـل تـبخـل الـجهـات المعنية عـلى أهـالـي سـكان تـلك الـقرى بمشروع الطريق، وكذا استكمال مشروع المياه ليرووا عطشهم؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى