مخاوف الحرب تتجدد في شمال سريلانكا المدمر

> جافنا/سريلانكا «الأيام» رويترز :

> مبان تتهدم ولافتات تحذر من الغام ارضية بينما يراقب الناس بشك دوريات الجيش المزودة باسلحة ثقيلة في شمال سريلانكا حيث لم تندمل جراح الحرب وتثور المخاوف من تجددها..

ولا يسع سكان الشمال سوى ان يأملوا في ان تنزع الحكومة والمتمردون من جبهة نمور تحرير تاميل ايلام فتيل الحرب الصامتة التي راح ضحيتها عشرات من رجال الشرطة والمدنيين والمتمردين واخيرا وزير خارجية البلاد وذلك منذ ان انهت هدنة في عام 2002 عقدين من الحرب الاهلية.

وقال ان. سونداراباوان (42 عاما) وهو من التاميل وقد عاد إلى البلدة الشمالية لاعادة فتح كشك لبيع الخضروات عقب ابرام الهدنة "اريد سلاما واريد ان يتعلم اولادي ويصبحوا افرادا مهمين اطباء مثلا."

ويضيف سونداراباوان وهو اب لطفلين "إذا اندلعت الحرب فلن يكون هناك نشاط. ساغادر لمكان اكثر امنا."

ورغم صمود الهدنة من الناحية الفنية فان العلاقات بين جبهة نمور تحرير تاميل ايلام والحكومة ساءت بعد فترة وجيزة وانهارت محادثات السلام فيما تدور حرب قذرة بين الجيش والمتمردين في الشرق ويتبادل الطرفان الاتهامات بشان الجهة المسؤولة عنها.

وتصاعدت اعمال العنف الاسبوع الماضي عقب اغتيال وزير الخارجية لاكشمان كاديرجامار وهو من التاميل ولكنه معارض قوي للنمور. واتهمت رئيسة سريلانكا تشاندريكا كوماراتونجا النمور باغتياله وقلة في كولومبو يصدقون اعلان النمور البراءة من دمه.

ودعت النرويج التي توسطت في عملية السلام لاجراء محادثات عاجلة بين الجانبين لبحث سبل الابقاء على الهدنة وتفادي تجدد الحرب الاهلية التي راح ضحيتها اكثر من 64 الفا غير ان كثيرين في جافنا يشكون في جدواها.

وقالت سيدة حامل تدعى نيرمالاشانتي فيجاياكانث "يشعرني مجري الامور ان الحرب ستعود" فيما تذكر كيف اضطرت للفرار من البلدة المتهدمة في عام 1995 مع مئات الاف اخرين في حركة نزوح جماعي قبل هجوم للجيش.

ويسيطر الجنود على البلدة التي انتزعوها من قبضة التاميل في ذلك العام وتجوب دورياتهم شوارعها مما يثير استياء السكان الذين يمنعهم حاجز اللغة من التحدث إليهم.

وقال السائق كاناجندران انالينجام "يشبه حالة من القمع,يريديون فرض هيمنتهم علينا. لا اريد الجيش والشرطة في جميع شوراعنا."

وتصاعد التوتر في جافنا هذا الشهر حين انطلقت بندقية جندي بطريق الخطأ اثناء قص شعره ليلقى الحلاق حتفه. وحين ذهب مفتش شرطة لتهدئة الناس اختطفته مجموعة من المحتشدين وقتلته,ويتهم الجيش النمور بالتحريض على العنف.

ويقول كثيرون من سكان جافنا من التاميل انهم يعانون من تفرقة الاغلبية السنهالية في الجنوب ضدهم منذ عقود وكان ذلك سببا رئيسيا لشن النمور حربهم,ويعتمد الشمال إلى حد كبير على الصيد والزراعة بينما اهملت البنية التحتية لفترة طويلة ويتخلف كثيرا عن الجنوب.

وتنفض جافنا التي يعتبرها التاميل مهد حضارتهم غبار الحرب تدريجيا..وشيدت بنوك ومتاجر حديثة بجوار مبان محترقة.

ولايزال حصن المدينة الذي شيد ابان الاستعمار الهولندى محاطا بالالغام ويتعذر الوصول اليه بينما تعيد الجدران التي يظهر عليها اثار القصف على مدى اعوام للاذهان ذكريات الحرب المزعجة.

وقال بونودوراي بالاسوندارامبيلاي النائب الاسبق لرئيس جامعة جافنا "لا نشعر بمساواة في المعاملة. نكافح للحفاظ على هويتنا.. هويتنا كتاميل ونقل السلطة وحقوقنا الثقافية.. ينبغي ان يكون هناك حل سياسي."

ولايزال اي حل بعيد المنال إذ يتمتع الجنوب قاعدة السلطة السياسية والمركز الصناعي للجزيرة بنمو اقتصادي مطرد منذ الهدنة وتضعف احاسيس بالخوف من تجدد الحرب.

غير ان الاغلبية السنهالية في الجنوب واقلية التاميل في الشمال يستشعران التوتر.

وفي كولومبو يقف رجال الشرطة والجنود خلف اجولة الرمال عند نقاط تفتيش عند مدخل حي المال في المدينة ويفتشون السائقين بشكل عشوائي. واعلنت كوماراتونجا حالة الطواريء لمنحهم سلطات إضافية.

ويقول محللون ان السبب الرئيسي لاطول هدنة منذ اندلاع الحرب في عام 1983 ان معظم التاميل في الشمال والسنهال في الجنوب قد ضاقوا ذرعا بالحرب ولا يريدون استئنافها.

وقال اي.جوناسيكارا المحاسب في كولومبو " ليس هناك من يريد الحرب. مللناها. ولكن على الارجح يحتاح الامر اجيالا ليزول العداء واقرار سلام حقيقي."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى