عرما من الداخل .. يا قلب لا تحزن..وكيل نيابة: أعضاء محلي المديرية لا يوجدون الا أثناء انعقاد دوراته

> «الأيام» علي سالم بن يحيى :

>
مدرسة المافود نالت منها عوامل التعرية
مدرسة المافود نالت منها عوامل التعرية
تعد مديرية عرما إحدى المديريات المنسية في محافظة شبوة، وتبعد عن العاصمة عتق حوالي 130 كيلومتر، وطريقها بين بين .. أجزاء مسفلتة وأخرى وعرة، وتفتقر إلى الكثير من البنى التحتية، وإن ظهرت بعضها فهي على استحياء.. «الأيام» نزلت إلى البادية الزرقاء، وتجولت والتقطت الصور، فكانت هذه الحصيلة.

سلطة (باكية)
تعودنا دائماً وأبداً وحفظنا عن ظهر قلب أن السلطة في أي مكان درجت على تجميل الواقع مهما كانت الصورة رديئة. ولكن في عرما انقلبت الآية، وشخصياً فوجئت بتلك الأقوال المهمة والجريئة من قبل أرباب السلطة المحلية والتنفيذية فيها، بيد أن الأخ علي سالم العمري، وكيل نيابة المديرية قال حرفياً:«نحمل محافظ االمحافظة كل أسباب التقاعس والاهمال والتسيب في المديرية».

وذهب إلى أبعد من ذلك باتهامه المجلس المحلي بـ (الفساد)، وقال سجل هذا الاعتراف وسأوقع عليه.. وأضاف أن أعضاء المجلس لا يتواجدون إلا أثناء انعقاد الدورات ويأتون من أجل المخصصات فقط.. ولا يكتفون بذلك بل يأتون بأولادهم وأقاربهم .. وأكد أن تقارير وتوصيات المجلس ماهي إلا حبر على ورق.

وعدد جملة من الصعاب الموجودة لم يتم التوصل إلى حلول لها منها: توقف التيار الكهربائي عن الخدمة، المشاكل بين الإدارة والمواطنين، وعرقلة دخول خدمة الهاتف الخلوي الخاص بشركة (سبسيتل) وهناك قضايا مستعصية غير قادرة السلطة على حلها، ومجلس محلي متقاعس، واختتم حديثه بالقول: «نخرج هذا الكلام المرير .. وأمرنا لله».

مجلس محلي (غائب)!
أستغربنا كلام وكيل النيابة وجرأته، فلم نعهد تلك الاعترافات من أفواه السلطة.. لذا أتجهنا صوب الأخ فهد محمد سعيد بن عمرو، رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي لمعرفة الكثير من الحقائق وتقييمه لأداء المجلس فقال:«الوضع مليء بالمشاكل ولا يخلو قسم، أو إدارة منها.. والمجلس نفسه والجهات المسؤولة». وأشار إلى أن المكتب التنفيذي دوراته شهرية أيضاً وحالة المجلس قرارات لا يمتثل لها الجميع.

عضو المجلس المحلي من اليمين فهد محمد بن عمرو، وأحمد ناصر بن مساعد يتوسطهما مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمديرية صالح ركنان
عضو المجلس المحلي من اليمين فهد محمد بن عمرو، وأحمد ناصر بن مساعد يتوسطهما مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمديرية صالح ركنان
وعن المشكلة القائمة بين بعض المواطنين وإدارة الكهرباء قال :«نحس أن هناك تهرب من الجهات المسؤولة منذ بداية العام إلى الآن. وطرحنا على طاولة مدير عام المديرية الكثير من المصاعب والمشاكل ومنها مشكلة الكهرباء، إلا إنه كان برفقة الفريق الميداني لحضور انتخابات فرع المؤتمر، وبعدها ووجدها حجة للذهاب معهم دون أي حل، وهناك أيضاً إتفاق تم مع عضو لجنة الخدمات، ورئيس فرع المؤتمر، والأمين العام، ومدير الأمن والنيابة.. لحل الموضوع خاصة وإن هناك بعض المحتجزين لم يلتزموا بالتسعيرة الجديدة، وتدخلنا على أن يتم إطلاق سراحهم والجلوس مع مدير الكهرباء وفوجئنا بمغادرة الأمين العام للمجلس المحلي, والمدير العام، وتبعهم مدير الكهرباء، فكيف ستكون هناك آلية عمل وضبط وسط هذا التراخي والتهرب؟!

ونقلنا له شكوى المواطنين عن غياب مدير عام المديرية.. وأفاد أن المدير العام تواجده موسمي، أو أثناء الانتخابات أو المخصصات، وبعدها يغادر إلى عتق (مقر إقامته)، وحمل الهيئة الإدارية للمجلس المحلي المسؤولية في تردي الأمور وأتهمهم بـ (التسيب).

في صيف يرى الأخ أحمد ناصر بن مساعد ، عضو المجلس، وهو قد سبقله تقديم استقالته احتجاجاً على (فشل) المجلس في ترجمة توصياته وقراراته، كما يرى أن الخلل يكمن في (رأس الحربة)، والمتمثل في المدراء.. والمسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

دعم هولندي بـ(الكراسي) فقط!
واصل الأخ عمر صالح بادخن- عضو المجلس المحلي حديثه، فأفاد بأن الهيئة الإدارية للمجلس منذ التأسيس وحتى اللحظة لا تحضر إلا في المناسبات فقط، وشدد على أن الاعتمادات والمخصصات الخاصة ببعض المشاريع يتم تحويلها من كان إلى آخر بصفة فردية، ضارباً بعض الأمثلة منها: عقبة (نيس- المعجاز) حولت إلى مشروع آخر، رغم أحقية الأول لسوء الطريق الوعرة.

وهناك مشاريع لم تنفذ حسب المأمول مثل : مشاريع الدعم الهولندي، «لم نرها إلا في بعض الكراسي فقط!».

وشكر بادخن في ختام حديثه صحيفة «الأيام» على إتاحة الفرصة، ونزولها الميداني لتسليط الأضواء على أوضاع المديرية المتردية.

التربية.. الحال من بعضه!
الوضع العام كما قلنا أعلاه.. لا يسر، وأكدت الصور الملتقطة على حجم مأساة التسيب والتدهور، وعلى الرغم من تفاؤل الأستاذ سالم عبدالله بن مساعد- مدير إدارة التربية والتعليم بالمديرية - ووصفه الوضع التربوي بـ(الجيد) إلا أن الحال من بعضه، وأشار إلى أن المشكلة التي تؤرق كل الأطر التربوية مع بداية كل عام دراسي تتمثل في نقص المعلمين وتدهور وضعية بعض المباني المدرسية، والتي ذكر أن بعضها سيرمم قريباً، وقد تجولنا في المدرسة (الأم) وهي مدرسة الشهيد المافود، والتي تعتبر واجهة المدارس في المديرية، ويعود تأسيسها إلى عام 1976م ، وخرحب الكثير من الكوادر، ووجدنا أن عوامل التعرية والشيخوخة قد نالت من جسدها وأنهكته.. كما إن القسم الداخلي الخاص بالطلاب قد توقف عن استقبالهم، مما أدى إلى تراجع العدد الاجمالي لهم (570) طالبا. وذكر بن مساعد أن القسم الداخلي في طريقه إلى العودة لاستقبال الطلاب قريباً.

لاعبو فريق شباب عرما يتدربون في مساحة ضيقة تتبع احد المواطنين
لاعبو فريق شباب عرما يتدربون في مساحة ضيقة تتبع احد المواطنين
الرياضة.. جسد بلا روح !
في المديرية نادي رياضي أسموه (شباب عرما) حصل على اعتراف مؤقت منذ عدة سنوات، ولم يحصل على الاعتراف الرسمي بعد ، لغياب الدعم والاهتمام من قبل السلطة المحلية في المديرية، كما قال لأعب الفريق صالح بادخن، وهــذا الـكيان الرياضي بمثابة جسد بلا روح، فهو يفتقد أبسط متطلبات الفريق الشعبي، والمتمثلة في الملعب، والمقر والكرات، وفي أضيق الأحوال الملابس الرياضية.

ويؤدي لاعبو كرة القدم تمارينهم بلا مدرب وعن طريق «التقسيمة» والجري فقط وفي مساحة ضيقة وغير قانونية تتبع أحد المواطنين، والذي هددهم بإغلاقها في وجوههم.

لذا لا يستغرب المتابع الرياضي في المحافظة النتائج المخيبة التي يحصدها الفريق أثناء مشاركته بدوري المحافظة وخروجه مهزوماً ومحمـلاً بنتائج كـبيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى