«الأيام» ترصد حركة سير موسم الحبار بمنطقة نشطون بالمهرة..الموسم خلق فرص عمل عديدة ومنطقة نشطون تفتقر للمنشآت السمكية>

> «الأيام» ناصر الساكت:

>
شاحنة (عازلة) يجرى شحنها بالحبار بالجمعية
شاحنة (عازلة) يجرى شحنها بالحبار بالجمعية
تعد منطقة نشطون واحدة من اهم المناطق الساحلية بمحافظة المهرة من حيث موقعها البحري الهام، وتميزها بوفرة الثروة السميكة، مما جعلها مقصداً للكثير من الصيادين في كل موسم الصيد.

وهذه الايام تشهد منطقة نشطون موسم اصطياد الحبار وسط إقبال كبير ومتزايد من قبل الصيادين والعاملين في الموسم وأعداد كبيرة من الشباب الذين وجدوا في موسم الحبار الكثير من الاعمال.. ويسيرالعمل في منطقة نشطون الساحلية التي تمتلك واحداً من أهم الموانئ البحرية في بلادنا ميناء نشطون بوتيرة عالية .. «الايام» زارت منطقة نشطون ونزلت إلى جمعية نشطون السمكية ورصدت حركة النشاط التجاري هناك عبر هذا الاستطلاع.

سوق تجاري مستحدث
ونحن في طريقنا الى موقع الإنزال الرئيسي لجمعية نشطون السمكية بميناء نشطون - نقطة بداية استطلاعنا - لفت نظري بقوة منظر السوق التجاري المستحدث الواقع قبالة البوابة الرئيسية للميناء.. فالسوق الذي أوجده موسم الحبار يعج بالحركة والبركة .. معظم الخدمات والاحتياجات متوفرة، البقالات و(الصنادق) الصغيرة مليئة بما لذ وطاب من العصائر والمشروبات والمأكولات والخدمات الأخرى، والمطاعم المتواضعة تقدم للزبائن من الصيادين وغيرهم من رواد المنطقة والعاملين في موسم الحبار أشهى الوجبات على مدار النهار .. إنه موسم الحبار الذي خلق العديد من فرص العمل للمئات من العاطلين عن العمل الذين تتخبطهم البطالة.. السوق تحيط به فرزة مستحدثة لسيارات الأجرة خط نشطون- ضبوت - الغيظة والعكس، والتي هي الاخرى لا تتوقف حركتها.. إقبال شديد من قبل الركاب، فيما العازلات (الشاحنات) في مداخل ومخارج السوق تنتظر دورها لشحن حمولتها من الحبار من الجمعية.

جمعية نشطون.. وسيط فاعل
دخلنا ميناء نشطون المتهالك تماماً.. والذي أعادت له جمعية نشطون شيئا من الحيوية والاعتبار المفقود من خلال بعض الاعمال الملموسة، أبرزها حملة النظافة التي شملت أجزاء عديدة من أقسام الميناء، وتشغيل المطعم وأعمال كثيرة ومهمة سنتناولها لاحقاً.

وصلنا الى موقع الجمعية.. شاهدنا حركة واسعة ونشاطا منقطع النظير.. الكل منهمك في عمله.. قسم الاستلام.. قسم التسجيل.. قسم الوزن.. قسم الحسابات.. العمل منظم.. الموسم يمضي بوتيرة عالية ويبشر بخير.. عشرات القوارب المحملة بالإنتاج قادمة من أعماق البحر الى موقع الإنزال، ومثلها أفرغت حمولتها، وأخرى لا تزال في البحر في رعاية المولى .. الصيادون تملؤهم الفرحة الغامرة والسعادة في ساحة الإنزال .. كميات وفيرة نوعاً ما من الحبار.. العازلات فاتحة أبوابها وأخرى بالانتظار.. وبين الصياد والمشتري تقف الجمعية كوسيط فاعل وأمين بين الدولة والصياد لحماية الأخير من الابتزاز وتسويق إنتاجه كما يجب.

أكثر من 100 عامل وموظف تابع للجمعية يعملون على تسهيل الإجراءات وتنظيم حركة التسويق.. منهم كتبة استلام، قطع فواتير وقائمون على الوزن.. بهذه الطريقة النموذجية يسير العمل، وعلى هذه الوتيرة يسير موسم الحبار.

الصيادون يشيدون بدور ودعم الجمعية وقيادتها النشيطة من حيث الحرص على تسويق إنتاجهم وتقديم الدعم الفني والمعنوي والمادي والاهتمام بقضاياهم والتجاوب معها ومراعاة مصالحهم .. ما سمعناه من الصيادين وما رأيناه بأم أعيننا يؤكد أن جمعية نشطون هي فعلاً الوسيط الافضل والفاعل بين الدولة والصياد.. إنها الأفضل على مستوى الجمعيات السمكية بالمهرة وتستحق منا الإشادة والتحية ولقيادتها تعظيم سلام على جهودهم العملية المبذولة.

جانب من السوق التجاري المستحدث بنشطون .. وفيه تظهر خيام بعض المطاعم
جانب من السوق التجاري المستحدث بنشطون .. وفيه تظهر خيام بعض المطاعم
الجمعية .. إنجازات وخطط طموحة
إدارة جمعية نشطون السمكية ممثلة برئيسها الاخ بشير سالم السليمي وأمينها العام الأخ صالح حافظ السليمي (أبو هيثم)، لديها خطط وبرامج عمل طموحة واستراتيجيات اساسية لتطوير مستوى العمل السمكي وتنظيمه بالمنطقة على أسس سليمة، وتقديم خدمات حقيقية افضل للصيادين المنضوين تحت إطار الجمعية، وتحسين أوضاعهم المعيشية، يبرز ذلك جلياً على ارض الواقع من خلال تبني الجمعية تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية الهامة التي تهم الصيادين وتلبي احتياجاتهم ومصالحهم.

الاخ بشير سالم السليمي، رئيس مجلس ادارة جمعية نشطون السمكية الذي التقيناه بموقع العمل، قال: كما شاهدتم .. قمنا بتنفيذ حملة نظافة للميناء للاستفادة من بعض المساحات والأقسام التي أصبحت مهددة بالزوال والانهيار، وتنظيف المستودعات التابعة لتعاونية الغيظة السمكية سابقاً وورشتي إصلاح القوارب والمكائن البحرية، وكشط أكوام الرمال التي زحفت إليها، وسنعمل على ترميمها وإعادة تأهيلها وتزويدها بالإمكانيات والمعدات الفنية المطلوبة لتقوم بدورها.

أيضاً المزلق البحري الخاص بقوارب الصيد التقليدي قمنا بكشط ما علق به من الاتربة والشوائب، وسنعمل على ترميم التشققات التي داهمته جراء الإهمال وعدم العناية لنعيده مجدداًَ للعمل .. وجميع هذه الاقسام التي ذكرتها في موقع واحد، كما سنعمل على ترميم وتوسعة ساحة الحراج.

من الانجازات المحققة كذلك انجاز مشروع مبنى إدارة الجمعية المكون من عدة فروع وأقسام، والعمل جار حالياً لتزويده بمولد كهربائي وأثاث ومكيفات وغيره، وهذا المشروع سيساعد في تحسين أداء الجمعية، خصوصاً وأننا بدون مقر إداري.

وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية نشطون السمكية قائلاً: «وننتهزها فرصة لنزف عبر «الايام» بشرى سارة لكل الصيادين بأننا أصبحنا على مرمى حجر من بدء العمل في مشروع مصنع الثلج الخاص بالجمعية والذي طال انتظاره، حيث أنهينا كافة الإجراءات والمتابعات مع جميع الجهات: السلطة المحلية ومكتب وزارة الثروة السمكية ومشروع التنمية الريفية وبنك التسليف الزراعي وحتى أراضي وعقارات الدولة، حيث تم الاتفاق على تحديد الأرضية التي سيقام عليها المصنع. وحالياً الدراسة في المركز الرئيسي بصنعاء وتجري متابعتها بواسطة مشروع التنمية الريفية.

ونتوقع نزول المناقصة خلال الأسابيع القادمة، وبالتالي البدء في تنفيذ المشروع الذي ظل هاجسنا وأهم أولوياتنا في قيادة الجمعية، لإدراكنا المسؤول بأهمية اقامة مصنع للثلج في ظل افتقار المنطقة لمثل هذه المشروعات السمكية الضرورية، والحمد لله أن جهودنا كللت بالنجاح، هذا المشروع وغيره هو بداية لسلسلة من المشاريع الاساسية التي نخطط لتنفيذها ضمن خططنا المستقبلية بهدف الارتقاء بنشاط الجمعية وتقديم أفضل الخدمات للصيادين بالمنطقة.

واستطرد الاخ بشير السليمي قائلاً: نحن لا نقدم هذه الخدمات مجاناً أو هبة للصيادين، كلا، فالصياد يدفع رسوما للجمعية ومن حقه أن يحصل على الخدمات والمتطلبات ووسائل الدعم والبناء التي تلبي احتياجاته وتحميه من
مخاطر الابتزاز والاستغلال السيئ، وتوفير سبل الضمان الاجتماعي للصيادين وأسرهم عند تعرض أحدهم لأي مكروه لا سمح الله ..هذه أهدافنا وتوجهاتنا واستراتيجياتنا.
وفي ختام حديثه اشاد رئيس جمعية نشطون السميكة بجهود الأخ د.علي محمد مجور، وزير الثروة السمكية في إنعاش القطاع السمكي وتشجيع العمل التعاوني السمكي ودعمه، وتعاون الأخ شملان سعد شملان، مدير عام مكتب الوزارة في مختلف الجوانب.

موسم الحبار لا بأس به
وعن سير العمل في موسم اصطياد الحبار.. أوضح الاخ صالح حافظ السليمي، الامين العام للجمعية أن الموسم يسير بوتيرة عالية، والصيادون يواصلون نشاطهم اليومي بهمة وحيوية، ويتفاوت مستوى الإنتاج من يوم لآخر، وقال: إن الإنتاج هذا الموسم ليس بمستوى الموسم المنصرم لكنه مُرضٍ على كل حال ونتوقع أن يسجل الموسم إنتاجية مرتفعة خصوصاًُ وأن الفترة المتبقية لا تزال طويلة.

وارجع بن حافظ أسباب ذلك إلى ظاهرة الهيجان والرياح الموسمية الشديدة التي هبت في الاسابيع الماضية على سواحل المهرة، وتسببت في حدوث خسائر مادية وبشرية وبيئية جمة.

وأكد على دور معالي الوزير د. علي محمد مجور في عملية تنظيم مواسم الاصطياد ووضع نظام لفتح وإغلاق المواسم وكذا منع سفن الجرف الكبيرة من الصيد في الأماكن المخصصة للصيد التقليدي والانتصار لإرادة الصيادين التقليديين.

وعن الوحدات الإنتاجية العاملة في الجمعية قال: تعمل في الجمعية 640 وحدة انتاجية، منها 140 وحدة تابعة للجمعية 43 اساسية مساهمة و97 خاصة و500 وحدة وقارب صيد خاصة، و500 وحدة وقارب صيد وافد من مختلف المحافظات والجمعيات، وما يقرب من 3000 عامل من أبناء المهرة ومحافظات أخرى وجدوا فرص عمل من خلال الموسم الذي قضى على البطالة.

ورشة القوارب المهملة سيتم ترميمها وصيانتها من قبل الجمعية
ورشة القوارب المهملة سيتم ترميمها وصيانتها من قبل الجمعية
انطباعات الصيادين والعاملين
كما تحدث إلينا الصياد سالم كرفيش علي .. وقال:أنا سعيد جداً فالإنتاج وفير والفائدة كبيرة بعكس المواسم الماضية، حيث كانت البواخر الكبيرة تجرف كل شيء وتدمر كل شيء حتى معداتنا ووسائلنا الانتاجية وتعرضنا لخسائر مادية ونفسية كبيرة.. نشكر الوزير مجور الذي اهتم بنا - الصيادين التقليديين - ومنع مظاهر العبث بالثروة البحرية.. كماأشكر الجمعية على تعاونها معنا وتقديمها كافة التسهيلات لنا ونطالب بمصانع خاصة للثلج وشكراً لـ «الايام».

وتحدث الينا الصياد محسن مسلم علي قائلاً: الموسم وفير والإنتاج طيب.. ونشكر جمعية نشطون وقيادتها على الجهود المبذولة في خدمة الصيادين، خاصة وأننا سمعنا وشاهدنا ما تنوي القيام به في إصلاح مزلق القوارب بالميناء وكذا تشغيل ورشة القوارب والمكائن البحرية، فهذه الخدمات ستوفر علينا نحن الصيادين كثيراً المعاناة وستحل كثيراً من المشاكل التي نواجهها عندما تتعطل قواربنا، حيث لا نجد ورشاً للتصليح قريبة، كما نطالب بتوفير أو إنشاء مصانع للثلج.

وتحدث كذلك الأخ عارف أحمد عبده، صاحب مطعم في نشطون بقوله:أنا لم يكن لدي عمل، وعندما رأيت الحركة والزحمة في نشطون قررت أن أفتح لي مطعما، وكانت فكرة موفقة والحمد لله، وكما ترى الزبائن كثيرون والدخل لا بأس به، ومن يوم لآخر يتفاوت الدخل، المهم أن موسم الحبار أوجد لنا أعمالا نعتاش منها .. أنا لا استطيع فتح مطعم مثلاً بالغيظة أو اي مدينة أخرى لأن ذلك يتطلب إمكانيات وإيجارات كبيرة ، لكن في نشطون كل شيء متواضع .. وخدماتنا على مدار ساعات النهار من الصباح للعشاء، والحقيقة هناك تعاون ومساعدة تقدمها لنا جمعية نشطون ونشكرهم على ذلك.

وفي فرزة سيارات الأجرة التقينا بالاخ سالم حسين عوض، سائق باص خط الغيظة - ظبوت - نشطون، وقال: هذا الباص لشخص آخر، وأنا سائق أعمل عليه بالأجر اليومي ولي حوالي أكثر من شهر أعمل فيه.. والحمد لله امشي حالي وأرضى بنصيبي.

وفي اليوم من (تريبين) الى ثلاثة، فالفرزة شغالة وحركة الركاب مستمرة، ولو كان الأمر بيدي لتمنيت أن يكون العام كله موسماً للحبار.. لأني أعرف أنه بعد الموسم سوف أعود إلى (صبة) سوق الغيظة مع طابور العاطلين مع أني أحمل شهادة دبلوم، وملفي له ثلاث سنوات مركون بمكتب الخدمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى