ظاهرة التدخين تزداد في وسائل المواصلات العامة بحضرموت

> «الأيام» عمر فرج عبد:

> ظاهرة التدخين تؤرق الكثير من ركاب الحافلات وجميع أنواع سيارات الأجرة، وبرغم اليافطات المعلقة في بعض سيارات الأجرة إلا أن ظاهرة التدخين ازدادت في الآونة الأخيرة، وتصاعدت حدتها بين المدخنين في هذه الأماكن لتصل في بعض الأحيان الى المشاجرات والشكاوى ضد المدخنين، التي لا تلاقي أغلبها آذاناً صاغية.. والمصيبة أنك تجد السائق نفسه يدخن أثناء قيادته، غير مبال بالأضرار التي قد تلحق بالركاب.

«الأيام» تطرق الباب في قضية التدخين، حيث سلطنا الضوء حول هذه الظاهرة واستطلعنا آراء بعض من المواطنين عن ظاهرة التدخين لعلها تجد آذاناً صاغية في الكف عن الإضرار، وتكون هناك بموجبها قرارات صارمة ضد المدخن.

المواطنة ق. ح (أم محمد) من المكلا تقول: واجهتني كثير من مشاكل التدخين .. ركبت في أحد باصات الأجرة من فوة إلى اربعين شقة، وفي هذه الأثناء قام أحد المدخنين بإشعال السيجارة فبادرته قائلة: يا أخي لو سمحت أطفئ السجارة، فرفض وحاولت تكراراً، والعجيب في الأمر أن السائق كان يسمع الحوار لكنه لم يفعل شيئا تجاه المدخن، وحينها تراجعت عن المناشدة ومعي بعض الركاب.

هاني عبدالله عبد من المكلا يقول: في إحدى حافلات الأجرة كانت هنالك امرأة حامل وطفل رضيع من بين الركاب والرحلة من المكلا إلى الشرج، وإذا بشخص يشعل السيجارة داخل الحافلة ويتجاهل الموجودين، فاتجهت نحو السائق كي أشكو له لكن السائق لم يهتم بالشكوى! .. نأمل من المسؤولين أن ينقذوا ركاب حافلات الأجرة بجميع أشكالها من هذا التلوث الإجباري من أشخاص جاهلين.

د. أحمد محمد بن رقعان، جامعة حضرموت، يقول: أرى أن مشكلة التدخين في المواصلات العامة مسؤولية عامة ومشتركة بين كافة الأطراف، حيث إن القوانين موجودة، ويبقى فقط التطبيق، فهي مسؤولية الحكومة وشركات النقل والنقابات وكذا المواطنون، ولكن لا يجب التساهل في هذه المسالة، ولا يمكن أن نلبي رغبات المدخنين في المواصلات العامة. كنت في الأسبوع الماضي في سلطنة عمان الشقيقة وركبت الحافلة من مسقط إلى صلالة نحو 100 كيلو، لم يجرؤ أحد على التدخين خلال تلك الرحلة بل وفي كل الأماكن العامة في هذا القطر الشقيق.. وعندما وصلت إلى الغيظة براً سألت عن الباص المتجه الى حضرموت وهل يدخنون أم يلتزمون بعدم التدخين، فأكد لي أكثر من شخص بأن التدخين سمة واضحة، فعدلت عن الرحلة البرية إلى الطائرة .. لهذا السبب أناشد جميع الجهات المختصة إعادة النظر في عملية التدخين داخل المواصلات العامة.

محمد سقاف الهدار، إعلامي وكاتب من الشحر يقول: في عصرية ركبت سيارة من مدينة سعاد (الشحر) متجهاً صوب بندر يعقوب (المكلا) لحضور مراسيم عقد قران أحد الأحبة، كان لفيف من امتطى طويلة العمر تلك السيارة البيجو التي حشرنا أرواحنا فيها موزعين بين مسن ويافع، ذكر وانثى. بدات الرحلة في صمت، وعلى مقربة من مدخل قرية زغفة قبالة مصفاة النفط (الضبة) اشعل ذلكم (المقيل) حبة سيجارة وأخذ نفساً طويلاً منها ثم بثه في الهواء ليتنفسه جميع الركاب ..صاحت امرأة من الكرسي الخلفي بصوت شبه عال مصحوب بشي من الحنق والضجر (اف.. نصيف الله فيكم) تبادر الى ذهن المدخن أن المرأة تعني رائحة (الوزيف) سمك العيد الصغيرة المجفف والمبرح يومها على جانبي الطريق! فرد قائلاً: الله يهديش يا أخت هذه عيشتهم وذا رزقهم، قالت المرأة: الهداية من الله والبهدلة من عبيد الله. لحظة صمت.. ودخان السيجارة يملأ أرجاء السيارة، وإذا بصوت المرأة يتجدد: يا خوي طفي السجارة الخبيثة هذه، يتدخل السائق وهو الآخر قد أشعل سيجارته: يا ريت شي قانون وفوقه صميل يمنع التدخين في كافة السيارات كان قد ساعدنا على الاقلاع والامتناع عن التدخين. شيء عجيب حتى إشعال السجائر وإطفائها تريدون مرسوماً به؟! وفي اعتقادي أن هناك قانونا يمنع التدخين في المواصلات. رد السائق: يا أخي التدخين داخل السيارة وتبدأ أولاً بنفسك وتكون قدوة وتنبه ركابك؟ ونحن في أتون ذلك الحوار البيزنطي إذا بصوت من الخلف: شي كيس فارغ شي كيس بسرعة (علاقي)، وقبل أن يهتدى أحد إذا بالمرأة المسكينة تتقيأ .. فمتى يخشى هؤلاء ويقلعون عن ممارسة أذية الآخرين.. متى؟

محمد عبدالله مخير، إعلامي، من أبناء غيل باوزير: التدخين داخل الحافلات سلوك غير حضاري ونهج مضر بصحة المواطن، وللأسف نرى الكثير من الركاب الذين يتواجدون في المركبات والحافلات يدخنون على مسمع ومرأى، وبكل وقاحة يساهمون في مضايقة الناس .. ومن على منبر «الأيام» أجدها فرصة مناسبة لأناشد القائمين على الفرزات والجهات المختصة منع هذه الظاهرة داخل وسائل المواصلات .

عرفات سامي حمود الحمادي، طالب من تعز: شيء مخيف ما يحدث من قبل المدخنين داخل المواصلات العامة بإشعال السيجارة غير مبالين بالأضرار، وهي منتهى الوقاحة. وأثناء زيارتي الى حضرموت الأمن والامان والتي تشهد عاصمتها المكلا تطورا في العمران، لاحظت وجود هذه الظاهرة بشكل مزعج .. فلماذا لا يكون المنع من السائقين أنفسهم للمدخنين وبما يتواكب مع هذا التطور الحضاري المذهل؟ نأمل ذلك.

المواطنة هـ .س.ج. من الديس الشرقية: سؤالي الذي أوجهه عبر هذه الصحيفة التي تحترم قراءها وتعبر عن هموم شرائح المجتمع هو متى يمنع التدخين داخل المواصلات العامة؟ وأحب «الأيام» التي تضرب لنا أروع الامثلة في محاربة الظواهر السيئة في المجتمع، وعسى أن تكلل جهودكم بالنجاح في محاربة هذه الآفة الخطيرة على الإنسان وأن تلقى آذاناً صاغية من قبل الجهات في نقابة النقل وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

أحمد باسفالي المحمدي، من منطقة بروم: ظاهرة التدخين هي الكابوس المخيف الذي نعاني منه يومياً داخل وسائل المواصلات، ولقد واجهتني مشكلة بسبب التدخين، إذ كنت في إحدى الرحلات من بروم الى جول مسحة (مكان عملي) وتشاجرت مع أحد المدخنين داخل باص الاجرة عندما قام بإشعال السيجارة، لكن السائق أنصفني أمام جميع الركاب عندما قام بمنع المدخن من التدخين.. لكن ليس هذا حلاً من السائق الخلوق لأن أغلب السائقين من المدخنين والمخزنين، والبعض منهم يتعاطون التدخين والتخزين في أثناء قيادتهم، وهذه المشكلة يواجهها الركاب الآمنون .. لذلك يجب أن تكون هناك قرارات واضحة وصريحة لمنع التدخين ومعاقبة المخالفين، وشيء متميز أن تسلط «الأيام» الضوء على هذه الظاهرة الخبيثة، ونأمل أن يستجيب المسؤولون بالمحافظة.

السائق أحمد سعيد الجابري يقول: أنا لا أدخن السيجارة، لكن السائق إذا كان مدخنا لا يمكن أن يمنع أي مدخن في سيارته إلا إذا كان عنده ضمير ويعلم جيداً أن هؤلاء الركاب هم أمانة. ولا تجد بين هؤلاء السائقين في المواصلات العامة إلا القليل منهم لا يدخنون. لذا نطالب أن تكون هناك قرارات صارمة تجاه المدخنين من قبل السائقين لكي يحافظوا على الأمانة، وهي الراكب، حتى يتم توصيله الى المكان المعهود .. ونشكر «الأيام» على اهتمامها وتطرقها لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى