في الاحتفال بذكراه الثامنة..أحمد بو مهدي..شاعراً ومؤلفاً

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> تناولت الندوة التي نظمها منتدى (الباهيصمي) الثقافي في الثامن عشر من يوليو الجاري - احتفاءً بذكراه الثامنة - الشاعر والباحث الراحل أحمد بو مهدي من خلال أعماله الشعرية وكتبه
النثرية المخطوطة، وهو احتفاءٌ حاد عن الطريقة المألوفة التي قد تجنحُ إلى العموميات ولا تقترب من صميم التجربة وأهمية تقييمها ودراستها، التي قد تسود معظم احتفالياتنا برموزنا الإبداعية الأدبية والثقافية والفنية، وهي ظاهرة إيجابية تستحق منا الإشارة في مستهل هذه الإطلالة على الندوة التي عقدها المنتدى وشارك فيها حضوراً ومناقشةً كلٌّ من عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بعدن، والشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم، والاستاذ مبارك سالمين، نائب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن.

في مستهل الندوة عبَّّرت الكلمتان اللتان أُلقيتا عن التهنئة والتقدير الكبيرين لصحيفة «الأيام» الغراء وأسرة تحريرها، وفي المقدمة الأخوان هشام وتمام باشراحيل بمناسبة الذكرى الـ(47) لتأسيسها التي صادفت الـ 8 أغسطس 2005م، وثمنت الكلمتان اللتان ألقاهما كل من الأخوين فرحان علي حسن ومحمد سالم باهيصمي، رئيس وعميد المنتدى، موقف «الأيام» الداعم والمساند لعلاج الزميل شكيب عوض الصحفي المبدع وسرعة إنقاذه من أزمته المرضية ومضاعفاتها الخطرة، وتمنتا له الشفاء العاجل. وتناولتا سيرة المحتفى به الشاعر والباحث أحمد مهدي، مستعرضتين إسهاماته الجليلة في ميدان الإنتاج الشعري والأعمال البحثية والتوثيق للتراث.

الشاعر والناقد عبدالرحمن إبراهيم، قدم قراءة لمجموعتين شعريتين لأحمد بو مهدي، هما «أغنيات من اليمن» و«سر المحبة» وأشار إلى أن هناك خلطاً بين المجموعة الشعرية ومفهوم الديوان الذي يعني كل إنتاج الشاعر. مشيرا إلى أن للراحل بو مهدي عدداً من الأبحاث والكتب المخطوطة ومقالات متناثرة في الصحف، منوهاً بأن بو مهدي جمع بين موهبتين أو مزيتين، ثقافة نظرية واستعدادات فطرية، وهذا فضل من الله تعالى، وثقافته النظرية تكونت من غزارة اطلاعه وقراءاته، فهو لم يدرس في كليات الجامعة ولم يتلقّ تعليماً أكاديمياً عالياً. كان مطلعاً واستفاد من بيئته الاجتماعية وخبرته الحياتية. وعلى كل حال الثقافتان مكتسبتان، ثقافة البيئة العامة والوسط الاجتماعي والثقافي.

والمجموعة الشعرية «أغنيات من اليمن» عام 1981م لم تُهيء الظروف لكي تطبع في وقت مبكر، وقد قدم لها سالم علي حجيري، والمجموعة الثانية «سر المحبة» قدم لها عبدالرحمن إبراهيم. ويتضح من خلال عنواني المجموعتين أن هناك بعض الفروقات والتمايزات.

فعندما تقرأ «أغنيات من اليمن» تجد أنها أغنيات والبعض يعتقد أنها نصوص، وطبعاً نحن لا ندخل إلى النص إلا ونحن واضعون النصوص في السياق التاريخي فمعظم القصائد كتبت في الستينيات والسبعينيات، أي أن العنوان عام يمكن لأي شاعر أن يكتب تحت هذا العنوان قصائده «أغنيات من اليمن» فهناك فرق بين عنوان المجموعة الأولى وبين الثانية «سر المحبة» ونحن محكومون بطبيعة النصوص، فهناك بعد المقدمة قصيدة (بلادي) غناها العزاني:(بلادي إلى المجد هيا انهضي .. وسيري بعزم الشباب الأبي) وهي قصيدة ملتزمة بعمود الشعر على أساس بحر المتقارب «فعولن ... فعولن» على أنه في المجموعة الثانية ليس هناك وجودٌ لهذا البحر الشعري. لقد مثل بو مهدي رافداً لتطوير الأغنية اليمنية، وبحث في التراث وكان هو والمرشدي يعملان ضمن هذا الإطار، وكانت له علاقات بالكثير من الباحثين العرب. وفي شعره - كما نلاحظ في مجموعتيه- كتب بالفصحى وبالعامية. كما طوَّع الفصحى لخدمة الغناء، من خلال تعميم بعض الالفاظ وجعلها أقرب إلى العامية ووعي وفهم العامة من الناس وكان ينزع إلى تطويرشعره فاستطاع أن يتجاوز نفسه. وفي المجموعة الثانية «سر المحبة» هناك تطور واضح، وغدت نصوصه الغنائية أكثر عمقاً، وتطور إيقاعه النغمي ليشمل بحور السريع والكامل والرمل والهزج، والأخيران بحران أكثر غنائية .. وأورد الشاعر الناقد عدداً من النماذج من شعر بو مهدي من مجموعتيه الشعريتين.

تناولت المداخلة الثانية «أحمد بو مهدي.. مؤلفاً» وقدمت قراءة لكتابه المخطوط «العزاني.. كما عرفته» وهو الكتاب الذي أنجزه الباحث في 25/12/1995وتمر اليوم عشر سنوات قبل أن يُطبع، ونوه الأمين العام للمنتدى - كاتب هذه التغطية - الذي قدم هذه القراءة بأن الكتاب تناول سيرة الفنان الراحل محمد صالح العزاني من خلال المعايشة والمعاصرة والمعرفة الدقيقة، فقد نشأت بينهما وشائج علاقات حميمية لزمن طويل وهو يرصد حياة العزاني منذ الصغر أسرياً واجتماعياً وفنياً. ويفرد الباحث فصولاً بكاملها لتناول تلك المراحل وعلاقات العزاني بالكبار من الفنانين خلال مراحل حياته، وقد توزعت فصول الكتاب على النحو التالي: 1- الانحدار والنشأة الاجتماعية. 2- العزاني في دراسته واكتشاف موهبته. 3- العزاني والمرشدي. 4- العزاني.. الفنان الناجح. 5- العزاني والعطروش. 6-العزاني الملحن7 - العزاني: الحب والزواج 8- العزاني والأغنية الوطنية. 9- العزاني والتراث الشعبي. وهو دون شك إضافة للمكتبة اليمنية وجزء من تاريخ الحركة الفنية والثقافية وإسهام في التوثيق لها.

أما الباحث أحمد السعيد، فقد تناول الأهمية التاريخية والوثائقية لمكتبة بو مهدي وتنوعها الخصب، وأهمية مراجعها للباحثين اليمنيين والعرب وضرورة العناية بها من قبل الجميع. وقال: إن المكتبة تعد ذخراً وكنزاً ثميناً ومرجعاً ثقافياً وهي جزء من شخصية الباحث المبدع أحمد بو مهدي. منوهاً بضرورة تقدير القيمة الحقيقية للمكتبة والاستفادة منها.

وتحدث الإخوة الفنان أنور مبارك، والموسيقي نديم عمر محفوظ الذي أهدى قصيدة لبو مهدي، بينما غنى أنور مبارك من كلمات بو مهدي وحيّاه في ذكراه. وقد وجه المنتدى في ختام الندوة رسالة مناشدة إلى فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح، ومحافظ عدن د. يحيى الشعيبي إلى الأهتمام بمواصلة علاج الأستاذ الصحفي الإعلامي شكيب عوض استجابة لمناشدات صحيفة «الأيام» والمنتدى وكافة مبدعي محافظة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى