عبر «الأيام»..سؤال للجهات المعنية وعلماء اليمن:في الذكرى (800) لوفاته .. ماذا تبقى من مقبرة الشيخ جوهر العدني؟

> «الأيام» خاص:

>
صورة من مقبرة الشيخ جوهر العدني وتبدو الاستحداثات داخل حرمها
صورة من مقبرة الشيخ جوهر العدني وتبدو الاستحداثات داخل حرمها
مثلما سبق أن توقعت «الأيام» في الكثير من أعدادها الصادرة خلال الخمس السنوات الأخيرة كالعدد رقم 3557 الصادر يوم الخميس 25 صفر 1423هـ الصفحة الثانية تحت عنوان (مقبرة جوهر بين الماضي والحاضر) والعدد رقم 4027 الصادر يوم الإثنين 23 رمضان 1424هـ بعنوان (مقبرة الشيخ جوهر)، مروراً بالعدد 4032 ويحتوي على فتوى لأحد كبار علماء اليمن العلامة الشهير محمد بن أحمد الشاطري - رحمه الله - كما نشرت «الأيام» في العدد 4143 الصادر يوم الخميس 18 صفر الخير 1425هـ بعنوان (مسلسل العبث بمقبرة الشيخ جوهر) للكاتب المعروف الأستاذ نجيب بن محمد اليابلي، وخلاصة القول أن «الأيام» نشرت العديد من المقالات التي تحدث فيها القراء الكرام عن مقبرة الشيخ جوهر التي لم يبق منها إلاّ الاسم فقط، واليوم للمرة قبل الأخيرة.. نعلن لله.. ثم للدين .. والوطن والمواطن، ونذكر الجهات المعنية وجميع العلماء وكافة الأخوان الذين يحملون في قلوبهم قليلاً من الحياء، والحياء من الإيمان.

ومن محاسن الدهر أننا اليوم في شهر رجب الحرام تصادف ذكرى مرور ثمانمائة عام على وفاة الشيخ جوهر العدني - رحمه الله - ولنختصر المقدمة، ونبدأ بذكر نبذة عن تاريخ هذا المسجد المبارك مع تعريف موجز بالشيخ جوهر، ثم نذكر بعض العلماء والصلحاء الذين دفنوا في مقبرة الشيخ جوهر، وبعد التوكل على الله والاستعانة بالله نقول بسم الله:

أولاً: تاريخ عمارة المسجد وتعريف بالشيخ جوهر
أعلم أخي القارئ الكريم أن هذا المسجد المبارك كان موجوداً قبل أن يسكنه ويقيم فيه الشيخ جوهر بفترة طويلة، وكان يعرف برباط الشيخ سعد الحداد، وعندما أقام فيه الشيخ جوهر فيما بعد لعدة سنوات، سمي باسمه وعرف فيما بعد بمسجد جوهر.

وهو الشيخ جوهر بن عبدالله العدني، جاء أبوه وجده من مدينة الجند بتعز واستقرا بعدن، عاش جوهر في عهد الملك المسعود آخر ملوك الأيوبيين في اليمن، وكان يعمل متسبباً في السوق بعدن، يشتغل بتجارة القماش، وكان معروفاً بالصدق والأمانة وحسن المعاملة، وللشيخ جوهر عدة قصائد شعرية منها هذه الأبيات:

إذا سعد أصحابنا وشقينا

صبرنا على حكم القضاء ورضينا

وإن جيّش الأحباب جيشاً من الجفاء

بنينا من الصبر الجميل حصونا

وإن بعثوا خيل الصدود مغيرة

بعثنا لهم خيل الوصال كمينا

وإن شهروا أسيافهم لقتالنا

أتيناهم بالذل مدرعينا

أحباءنا جوروا وإن شئتم اعدلوا

صبرنا على حكم القضاء ورضينا

وكانت وفاته بعدن يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر رجب سنة 626هـ وقبره معروف يزار.

ثانياً: ذكر بعض كبار العلماء الذين دفنوا بالمقبرة
تعتبر مقبرة الشيخ جوهر من أقدم المقابر الموجودة بعدن، وفي السنوات الأخيرة لخروج المستعمر البريطاني وحتى اليوم (أي خلال 38 عاماً) حاولت بعض الأيدي القيام بما يلي:1- تحويل المقبرة إلى ملعب للكرة. 2- طمس معالم القبور وشواهدها وإزالة آثارها، وفتح أبواب من اتجاهات مختلفة، وتحطيم سور المقبرة، وهكذا تكاد تكون المقبرة التي دفن فيها الكثير من كبار العلماء والصلحاء بعدن آيلة للاندثار، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

1- القاضي العلامة محمد بن سعيد بن علي الطبري المولود بعدن سنة 776 هـ، وقد تولى قضاء مدينة عدن نحواً من أربعين سنة، وكان من أبرز علماء الإسلام في عصره، وله عدة مصنفات، وكانت وفاته في أوائل شهر رمضان سنة 842 هـ .

2- الفقيه أحمد بن حسن بن شينا، وهو من أهل عدن، ومولده سنة 732هـ وقد جد في طلب العلم حتى صار وحيد عصره، وكان كثير العبادة والصيام حتى وفاته في الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة 816هـ .

3- القاضي محمد بن مسعود بن سعد أبي شكيل الذي دخل عدن سنة 824هـ قادماً من غيل أبي وزير بحضرموت، وكانت له عناية بجمع الكتب، وترك العديد من المؤلفات والفتاوى، وكانت وفاته يوم السبت الرابع من شهر شوال سنة 871هـ .

4- السيد عبدالله المعروف بصاحب السيف والسيد أبوبكر ابنا علوي خرد بن محمد بن عبدالرحمن آل أبي علوي، وولده السيد محمد بن أبي بكر بن علوي خرد.. وجميعهم دفنوا بمقبرة الشيخ جوهر يرحمهم الله وإيانا ووالدينا وجميع المسلمين.. آمين.

5- الفقيه محمد بن عبدالرحمن بن القاضي محمد بن مسعود أبي شكيل المولود بعد وفاة جده بقليل وذلك في سنة 872هـ وكان عالماً فاضلاً، توفي آخر شهر صفر الخير سنة 902هـ .

6- مفتي مدينة عدن الفقيه عبدالله بن أحمد بن علي بامخرمة المتوفى سنة 903هـ ، ودفن قريباً من قبر شيخه أبي شكيل.

7- الرجل الصالح السيد علوي - الملقب بالسمين - بن أبي بكر بن علوي خرد المتوفى بعدن سنة 926هـ ، والمدفون في مقبرة الشيخ جوهر إلى جانب قبري أبيه وعمه السيد عبدالله - السابق ذكرهما- وكان فاضلاً سخياً كريماً، من مآثره تجديد عمارة مسجد السقاف بتريم سنة 918هـ .

8- الفقيه أحمد بن العلامة عبدالله بن أحمد بامخرمة المولود بعدن يوم الأربعاء غرة شهر صفر سنة 866هـ والمتوفى بها يوم الجمعة العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة 911هـ .

9- المؤرخ الشهير العلامة عبدالله الطيب بن عبدالله بن الفقيه أحمد بامخرمة المتوفى سنة 947هـ .

10- الفقيه محمد بن عمر باقضام بامخرمة، ويجتمع نسبه مع شيخه عبدالله بن أحمد بامخرمة في الأب السادس، المتوفى بعدن يوم السبت لثمان خلت من شهر ربيع الأول سنة 951هـ .

11- العلامة عبدالله بن الفقيه عمر بن عبدالله بن أحمد بامخرمة، وهو أشهر من أن يعرف، وأخباره شهيرة مذكورة في كتب التراجم، وكانت وفاته ليلة الأثنين لعشر ليال مضت من شهر رجب سنة 972هـ .

12- الإمام العالم قاضي عدن الفقيه عبدالله بن عبدالعليم بن القماط، المتوفى سنة 924هـ ودفن بمقبرة الشيخ جوهر.

هؤلاء بعض كبار علماء وأعلام عدن، بل منهم من يعد من أبرز كبار رجال العالم الإسلامي، يشهد لذلك سيرهم وتراجمهم الموجودة في الكتب والمجلدات.

ثالثاً: مراحل عمليات طمس معالمها ومحو آثارها
وأما عملية طمس معالم هذه المقبرة التاريخية فقد بدأت قبل أكثر من (14) عاماً بتحويل جزء كبير منها إلى ملعب لكرة القدم!! ثم إقدام بعض الناس من سكان حارة الشيخ جوهر على فتح بابين أحدهما من جهة القبلة والآخر من جهة اليمين بحيث صار الناس يمشون على القبور وكأنه لا يوجد ممر رئيسي لمن أراد العبور إلى المسجد أو زيارة المقبرة، مع العلم أن الممر الرئيسي يعتبر من أسهل الطرق الموصلة إلى المسجد، وبالأمس القريب تم أخذ قرابة ربع المساحة بحجة بناء مغسلة للأموات.. واليوم أخذت مساحة كبرى من المقبرة من أجل بناء حمامات! بالرغم من وجود مكان للوضوء والطهارة في المسجد.

ومن هنا وعبر صحيفة «الأيام» نطالب بالحل السريع وإغلاق تلك الممرات والطرق المستحدثة، وإيقاف كافة الأعمال بحجة توسعة المسجد أو غير ذلك من الأمور، التي يظهر الهدف من ورائها واضحاً للعيان لا يحتاج إلى دليل أو برهان، وهو طمس آثار المقبرة، ونرجو من الجهات المختصة سرعة النظر في هذا الموضوع وإعادة تجديد مقبرة الشيخ جوهر بدلاً من طمس معالمها ومحو آثارها على مرأى ومسمع من الجميع، لأن ذلك يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف الذي كرم المؤمنين من عباد الله أحياء وأمواتاً، وحرم كل ما من شأنه المساس بهم والإساءة إليهم .

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم إنك تعلم أن داءنا وبلاءنا هو الصمت!! فلا ملجأ من الله إلاّ إليه، إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى