قصة قصيرة بعنوان (قسوة أب)

> «الأيام» سارة نجيب الظراسي:

> جلست في مكانها منتظرة نهاية تلك الجلسة.. كانت صامتة حزينة، كان المكان هادئاً بعكس تلك الغرفة، التي يتعالى فيها الصراخ.. لا تستطيع أن تميز الصوت لذا لزمت مكانها .. هدوء تام ساد تلك الغرف المغلقة، فرحت وهبّت من مكانها وجرت نحوها، أمسكت مقبض الباب إلا أن الصراخ ما لبث أن تعالى مرة أخرى .. ابتعدت بسرعة وعادت إلى مكانها.

صراخ حاد ثم صمت رهيب .. وذهبت زاحفة نحو تلك الغرفة، وفي منتصف الطريق عاد الصراخ مرة أخرى.. وخيل إليها أنه كان أعلى من ذي قبل، سمعت تكسر شيء بلاستيكي.. تذكرت أنها لعبتها، تركتها هناك عندما تم طردها، حزنت وبكت في مكانها.. ثم توالى صوت ارتطام الأشياء أو الأجساد في الجدران والأرض وصوت بكاء حاد ينبعث من الغرفة.. لا تستطيع أن تميز الصوت من قوة الضوضاء .. استرقت السمع .. نعم، لقد عرفت الصوت، إنه صوت بكاء أمي.

رسمت المنظر في مخيلتها البسيطة ثم عادت خائفة إلى مكانها.. وفجأة انفتح الباب عن مكان مظلم، لم يكترث والدها لوجودها بل خرج غاضباً .. كان منظراً مخيفاً لمخيلتها .. والدها الحنون تمزقت صورته وبدت وراءها صورة وحش مسعور.. ثم انتبهت لأنين يعلو من الغرفة، تذكرت والدتها.. هرعت إليها.. وجدتها جريحة .. لا تدري ماذا تفعل هرعت إلى الباب لكنه كان مغلقاً.. إلى الهاتف لكنه كان مقطوعاً.. صرخت.. وما أكثر صراخهم ولكن لم يهتم أحد بصراخ طفلة .. عادت إلى أمها ومسحت شعرها ودنت من وجهها تتفحصه، وأظلم البيت كله .. وأظلم قلباهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى