مع الأيــام..انحدار مدرسة صنعاء الأهلية - فرع الزراعة من التربوي الكبير سعيد قائد إلى اللفتنانت جنرال الأشبط

> نجيب محمد يابلي :

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
لم أستغرب لنتائج دراسة ميدانية أجريت مؤخراً في أمانة العاصمة أن (3803) طالبات يتسربن من الصف الخامس حتى الثامن من التعليم الأساسي، والتي شملت (64) مدرسة في أمانة العاصمة، فلم أهتز لوقع الخبر لأنه تحصيل حاصل أخطائنا القاتلة سواء في إيجاد المعالجات الاقتصادية السليمة، أو اتخاذ القرارات العقيمة ومنها قرارات التعيين، وما أتعس الحال عندما يصبح العيش والتعايش ضرباً من المحال. وسأورد نموذجاً حالك السواد لما حدث في مدرسة صنعاء الأهلية، فرع الزراعة وهي واحدة من مدارس صنعاء الأهلية، ولها أمانة عامة يقف على رأسها الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، رئيس مجلس الشورى، ومن رموزها الجهبذ حسين علي الحبيشي، المستشار القانوني المعروف، والتجربة ناجحة منذ سبعينات القرن الماضي، واستمدت نجاحها من كفاءة وحنكة وخبرة القائمين عليها، سواء في الأمانة العامة أو في قيادة الهيئة التعليمية التي تصدرها وزينها التربوي القدير والكبير سعيد قائد أحمد مقطري، رضوان الله عليه.

آتت المدرسة ثمرتها أو أُكُلها على مدى يزيد عن ثلاثة عقود وانتفع من تلك الثمرات آلاف الطلاب والطالبات، الذين شقوا طريقهم في مجال التأهيل والتحصيل الجامعي والعالي، وهم في التحصيل الأخير مدينون لتلك المدرسة عامة والأستاذ والمربي الكبير سعيد قائد مقطري، الذي تقدم به العمر، والعمر كما يقولون له أحكام، فتمكن منه المرض وأقعده عن العمل وانتقل إلى رحمة ربه وسط فيض الدموع وتضرعات المشيعين والمحبين من الأوفياء بالرحمة للمربي والمعلم والأب العصامي سعيد قائد مقطري، ولم يدر بخلد الأبناء ما يخبئه القدر لهم.

لقد نكبت المدرسة الأهلية بأمانة العاصمة، فرع الزراعة، بشرّ خلف لخير سلف، عندما فوجئوا بهبوط اللفتنانت جنرال خالد الأشبط بالبراشوت على المدرسة، والذي أعلن حالة الطوارئ وعلق العمل بالدستور التربوي والإداري والقيمي إلى أجل غير مسمى، فعسكر المدير (لاندري بأمر من ؟) سلوكه وتصرفاته داخل المدرسة، حيث لجأ إلى «التهديد بالسجن والتخويف بالعسكر لبعض المدرسين»، واللفتنانت جنرال الأشبط إذا قال فعل، وإذا هدد لا يتردد فأحضر طقماً عسكرياً ومنع بعض المدرسين من الدخول وسحب أحد العاملين على مرأى من المدرسين والطالبات ليقتاده الطقم، منتهكاً بذلك حرمة المدرسة التي لم تشهد شذوذاً منذ افتتاحها.

بموجب أحكام الطوارئ قام اللفتنانت جنرال الأشبط بطرد بعض المدرسين من المدرسة وأوقف رواتب المدرسين من دون أي سند قانوني، ووصفهم بأنهم حثالات، ومنع بعض المدرسين من تصحيح موادهم وأحضر مكلفين من خارج المدرسة للتصحيح، وتبين أن نماذج الإجابات التي وضعوها كانت خاطئة، وقام بسحب نتائج الاختبارات إلى المنطقة وقام بإعداد الشهادات وختمها بختم المنطقة، وتم توزيعها من قبله على الطلاب من دون الرجوع لإدارة المدرسة، وأضاع على المدرسة الرسوم المتبقية على الطلاب وقدرها (مليونان و 166 ألف ريال).

بلغت همجية اللفتنانت جنرال أن تهجم على الأستاذ فضل ردمان في مكتبه وسحب التلفون من يده وأمره بالخروج من مكتبه، وحجته في ذلك أنها تعليمات أمين العاصمة، وعند وصول الطقم لاعتقال فضل ردمان، لم يجدوه فاعتقلوا حارس المدرسة بدلاً عنه وأُطلق سراحه بعد أن تعهد اللفتنانت جنرال بعدم دخول الأستاذ فضل إلى المدرسة بعد خدمة دامت (33) عاماً.

من أصدر قرار تعيين اللفتنانت جنرال خالد الأشبط؟ هل يمكن لأي جهة أن تتجاوز صلاحيات الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، رئيس الأمانة العامة لمدارس صنعاء الأهلية؟ وهل يمكن لأي جهة أن تتغافل عن مكانة الأستاذ عبدالعزيز الرفيعة، التي اكتسبها على مدى عقود من الزمن؟ إن استمرار الحال داخل المدرسة بهذه الصورة المتخلفة والمزرية لدليل أن النظام المؤسسي ما يزال غائباً في اليمن وأن قانون القوة هو السائد وأن قوة القانون هي الغائبة.

اللهم ارفع البلاء عن إخوتنا وأخواتنا في المدارس الأهلية بصنعاء، وجنبهم ويلات الأشبط ومن يتواطؤون مع الأشبط، آمين !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى