دعم انشاء مركز (العزاني) للتوثيق الفني واجب وطني

> «الأيام» مختار مقطري:

> مازالت مكتبة (العزاني) الفنية تستقبل المزيد من الزوار من المسؤولين المهتمين والمثقفين والفنانيين ورجال الصحافة والإعلام، للإطلاع على كنوزها الثمينة من التسجيلات الفنية التراثية والحديثة، ولتسجيل دعمهم الأدبي ووقوفهم الى جانب جهود اصحابها ابناء مؤسسها الراحل الفقيد م. علي حيدرة العزاني الرامية الى تحويل المكتبة الى مركز للتوثيق الفني الوطن كله بحاجة اليه، الأمر الذي أستغرب معه أن تواجه جهودهم الجبارة وهدفهم السامي والنبيل عراقيل (غريبة) تدعو للأسف المر وللضحك أيضاً، فشر البلية ما يضحك، على الرغم من صدور توجيهات واعية من السلطة المحلية ممثلة بالأخ د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن، بتذليل كل ما يعيق إنشاء المركز، والتدخل المباشر لضمان البسط الفعلي على الأرضية المخصصة للبناء المتداخلة والأقرب لحرمة منزلهم بمديرية المنصورة، مع عدم الإحجاف بحق أي طرف آخر قد يتضرر جراء تنفيذ هذه التوجيهات التي تأخر تنفيذها فعلاًَ بسبب البطء في التنفيذ أقف أمامه حائراً، فما دمنا نتفق على أن محتويات مكتبة العزاني تعد رصداً موثقاً لمراحل مهمة ومضيئة ومشرقة من تاريخ الوطن اليمني المعاصر، سياسياً وثقافياً وفنياً، فنحن إذاً متفقون على أن دعم والاسهام في إنشاء مركز العزاني للتوثيق يعد واجباً وطنياً لا ينبغي لمن يسخر جهوده ومنصبه في سبيل إنشائه ان ينتظر مكافأة، فالعمل الوطني انتماء للوطن ودوافعه الروح الوطنية والوفاء لها، فكيف يقبل البعض أن يقف (كشك) صغير تصريحه مشروط بنقله الى مكان آخر تحقيقاً للمصلحة العامة، و(زريبة اغنام) منزلية وجودها مخالف لقرارات قضت بمنع تربية الاغنام في الأحياء السكنية، أن يقفا عائقين أمام تنفيذ هذا المشروع الثقافي الكبير، فهل صار الكشك أهم من مركز للتوثيق الفني؟ وهل صارت (الغنم) أحق منا بالولاء لها واحترام حقوقها قبل احترام حقوقنا؟ فما أسعد (الغنم) بهذه المكرمة وما أشقانا، فلا تلوموا إذا لو حسدنا (الغنم) على هذه المكانة التي بلغتها فصار ايواؤها مقدماً على حفظ وتوثيق تراثنا الفني.

ويوم الجمعة الماضية 2/9، زار المكتبة الفنانان الكبيران عبدالكريم توفيق وفؤاد الشريف والرجل الرائع الذي لا أخاله بمواقفه البيضاء مع المبدعين الا شاعرا أو فناناً الأخ فضل الهلالي، مدير عام فندق عدن، وفي ساعات الزيارة التي انقضت سريعاً استمع عبدالكريم وفؤاد لبعض اغانيهما وأغان أخرى في تسجيلات نادرة، واطلعا على جهود ابناء العزاني والعراقيل التي تواجههم دون إنشاء المركز واستعرضا بعضا من ذكرياتهما مع المؤسس الفقيد م. علي حيدرة العزاني وقيما دوره الكبير في توثيق كل هذه الكنوز الفنية التي لا يمكن العثور عليها في مكان آخر، موظفاً في توثيقها عشقه لها وموهبته وعلمه ومستخدماًَ دائماً افضل وأحدث التجهيزات الفنية والتقنية التي تضمن نقاء الصوت وجودة التسجيلات.

وقد عبر الفنانان الكبيران عن دعمهما واستعدادهما لبذل الجهود للاسهام في انشاء المركز سواء قبل التنفيذ وبعده من خلال رفده بكل ما لديهما من اغنيات تراثية يمنية مسجلة أو محفوظة في الذاكرة، وفي هذا الصدد ناشد الفنان الكبير عبدالكريم توفيق كل الجهات المعنية التدخل لإزالة ما يقف أو يؤخر البدء في تنفيذ مشروع إنشاء المركز، ومؤسسات القطاع الخاص ورجال المال والأعمال مثل مجموعة هائل سعيد انعم والشيخ م. عبدالله احمد بقشان والشاعر د. محمد عبود العمودي الاسهام في انشاء المركز ودعمه بالأجهزة الحديثة لما لمسه ويلمسه فيهم دائماً من تقدير للابداع ودراية واعية بأهمية الفن وقيمة التراث ولهم في ذلك مبادرات مخلصة وسخية، وهو ما يدعوني للإشارة الى عدة جهود وشخصيات وطنية وفية لتراث هذا الوطن، ساهمت وتسهم بتفان واخلاص في دعم انشاء المركز وتذليل العراقيل المعيقة دون الاجحاف بحقوق كل من يدعي حقاً مطالباً بالتعويض، وإن حمدت الله فيها فأولاهما بحمده فيه الأخ عقيد /عبدالله عبده قيران، مدير أمن عدن، الذي لم يوفر جهداً ولا اهتماماً نحو تنفيذ المشروع منطلقاً من روح وطنية مخلصة مقدرة لقيمة التراث ودور الفن والفنانين في النضال الوطني وبناء وازدهار المجتمع، وانطلاقا من هذه الروح الوطنية لم يتأخر عن زيارة المكتبة فزارها بتاريخ 7/8 وكتب في سجل التشريفات كلمات معبرة عن تثمينه الكبير لمحتوياتها وتقديره لدور مؤسسها الراحل وابنائه من بعده.

وإلى جانبه، أحمد الله كذلك، في شخصية الأخ فضل الهلالي، الذي كثيراًَ ما رأيته يزور المكتبة ويتابع باهتمام كبير مستجدات بناء المركز، غير مدخر ما يمكنه تقديمه من دعم للمكتبة وتنفيذ المشروع منطلقاً من وعي مثقف وتفكير واسع الأفق ونظرة وطنية مستوعبة لأهمية المشروع وهو ما ينبغي أن يكون منطلقاً للجميع في تنفيذ هذه المهمة الوطنية.

وفي هذه الزيارة أعلن الأخ فضل الهلالي عن استعداده ليحتضن فندق عدن مجاناً ندوة عن اهمية مكتبة العزاني الفنية والمشروع الخاص بالمركز.

ودون شك أن هناك شخصيات وطنية اخرى تنظر لتنفيذ مشروع مركز العزاني للتوثيق الفني باعتباره مهمة وطنية، ولكل منها دور ستفصح عنه الأيام القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى