هنا كانت ولاية

> أحمد القمع:

> في صدر صحيفة «الأيام» الغراء العدد (3940) بتاريخ 7 أغسطس 2003م وتحت عنوان (صوت مودية القادم) قلنا وبما نصه:«واليوم ونحن نعيش ظروفاً أسوأ من ذي قبل تناهى إلى أسماعنا أن هناك جهوداً تبذل من قبل المجلس وبعض الشخصيات الاجتماعية لمعالجة أزمة المياه والكهرباء وسوء الإدارة بمعية محافظ أبين، وذلك بعد أن تحول همس العامة المكتوم إلى شكاوى وأصوات مسموعة حول ما وصل إليه واقع الحال وشرعت القوى الفاعلة منها لتعد العدة لرفع رايات النضال السلمي مجدداَ».

كان ذلك بالأمس حين كنا نشكو من التدهور الأمني والمعيشي وحين دفعتنا المعاناة إلى حمل الرايات البيضاء المنقوشة بلون الورد وصوت الأنين وتقاسيم الحزن في الوجوه، وقادنا تفكيرنا إلى الجنوح للسلم في محاولة بائسة لإيقاف عجلة التداعيات.

ومن ذلكم العام إلى الآن كان المؤمل معالجة إشكالية المياه والكهرباء وتفعيل دور الإدارة والاستجابة للنداءات الإنسانية التي بات يطلقها الأهالي في مودية كلما وجدوا أنفسهم يعيشون في ظروف أسوأ من ذي قبل إلى حد أنهم أضحوا يشترون المياه بمعدل 4-5 آلاف ريال ويدفعون لمؤسسة الكهرباء الأهلية (مودية - لودر) من 1-4 آلاف ريال لبضع ساعات في اليوم لدوام انقطاعها، ويقال والعلم لدى القائمين على هذه المؤسسة إنها في حالة احتضار وتكاد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وللعلم كانت هنا (ولاية) ثم (جمهورية دثينة) ثم تحولت إلى (ولاية دثينة) قبيل رحيل الاستعمار، وللولاية دستورها وبرلمانها الخاص بها.. وانتصرت الثورة وتحررت البلاد وشهدت ولو ببطء المزيد من التطورات ولا رجوع إلى الخلف. ولعل مفاهيم الجمهورية والولاية والثورة تعطي الانطباع عن مستوى الوعي لدى الأهالي في هذه المديرية، ولسنا هنا بصدد الحديث عن هذه المناقب التي كان آخرها تنظيم مسيرة سلمية أوائل يوليو الماضي لمناشدة السلطات معالجة أزمة المياه والكهرباء وكافة الاختلالات قبيل محاولة التشريع للتظاهرات العنيفة التي شهدتها بعض المدن اليمنية، وكانت بمثابة محطة أخرى من محطات التشريع للسكوت.

الأهالي في مودية توجد لديهم تجارب عدة (اتحادية) في زمن الولاية و(اندماجية) في مرحلة ما بعد الاستقلال و(وحدوية) دفعهم تفكيرهم فيها إلى تنظيم أنفسهم شعبياً للتعبير عن حقهم في العيش الكريم والحياة المستقرة الآمنة بالوسائل والطرق السلمية.

الماء والكهرباء هما اللذان دفعا وسيدفعان الأصوات إلى أن ترتفع لتقول ما ينبغي قوله وما يتوجب إصلاحه ومعالجته دون ضجيج.. وهناك مطالب أخرى سيطالب بها الأهالي بالتأكيد وستأتي حسب الأولوية في المعاناة وبالطرق السلمية، وهي لغة العصر التي عبروا عنها في كل المراحل والمنعطفات وبالمفاهيم ذاتها: (الجمهورية) و(الولاية) و(الثورة) و(الدولة) و(الوحدة) و(الديمقراطية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى