المحسني: لم تهزمني العواصف ومع كل محنة جديدة أغنية جديدة

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> هي العودة على أية حال إلى زمن الفن الجميل، والعودة بالذاكرة الفنية إلى ذلك الزمن الجميل قد تضفي ألقاً وتوهجاً إلى الوجدان وسروراً طاغياً على النفس، وقد تعني فيما تعني إيعازاًَ إلى العقل للتفكير والنظر بجدية إلى حال الفن الغنائي اليوم ومستلزمات النهوض بكافة مقوماته.

وهذه إطلالة سريعة على الاحتفالية التي نظمها منتدى (الباهيصمي)، مساء الخميس 15 سبتمبر 2005م تكريماً للملحن القدير محمد محسن أحمد(المحسني) وهي التي أوحت لي بهذه المقدمة القصيرة أو الاستهلال، فالأمسية الرائعة بكل المقاييس عادت بنا في تفاصيلها وتدفق ذكرياتها الى زمن الفن الجميل. فالملحن المحسني كان واحداَ من الأسرة الفنية الكبيرة التي قدمت أروع الألحان منذ الستينيات، فهو من مواليد 19/8/1939م أي 67 عاماً ولازال يمارس التلحين إلى اليوم ويقدم ألحانه للمطربين والمطربات. وكان قد برز مطرباً في البداية بأغنية (أغلى ضنين) التي سجلت له لدى إذاعة عدن في الستينيات، غير أنه لظروف خاصة به آثر التلحين.

وهو يعتز كثيراً بأستاذه أنور أحمد قاسم، الذي علمه العزف على العود، والذين زاملهم في مستهل حياته الفنيه وعاصر بداياتهم كالموسيقار أحمد قاسم، والمطرب الملحن يوسف أحمد سالم وغيرهم. ويتذكر كيف كان يحب الاستماع إلى أحمد قاسم ويوسف أحمد سالم، وكذلك محمد سعد وهم يؤدون أغاني عبدالوهاب في تلك الفترة ويرددها هو معهم. وهو لا ينسى تشجيع محمد سعد عبدالله له حين منحه لحن أغنية (أغلى ضنين) من كلمات أحمد شريف الرفاعي.

ويضيف (المحسني) أن أغنية (مستحيل أنساك) وهي من أشهر ألحانه الجميلة التي قدمها محمد صالح عزاني الذي يعتبره المحسني من أجمل الأصوات التي لحن لها، على الإطلاق، ليست أول ألحانه وإنما أول لحن هو (تقوللي روح وانسى الحب) وهي من كلمات حسين عبدالباري وغناء محمد صالح عزاني.. ويقول أن أحمد علي قاسم أخذ نصيب الأسد من ألحانه وهو يستعرض تجربته الفنية مع الألحان، وأشار المحسني إلى أهمية دور الملحن في اختيار الأصوات الغنائية وفي نفس الوقت وبنفس الأهمية ضرورة (تصميم) الألحان المناسبة لها وقدراتها الأدائية ومساحاتها الصوتية.

(ثورة شعب) ورجاء باسودان
وأضاف المحسني: لا أنسى تجربتي مع أغنية (ثورة شعب) مع المطربة الجميلة الرائعة رجاء باسودان، كانت الأغنية مهمة بالنسبة لي وهي من كلمات حسين عبدالباري وأودعت فيها خلاصة تجربتي اللحنية وشحنة مشاعري الفياضة وكنت أبحث عن صوت قوي يؤديها، فرشح لي سالم بامدهف فتاة صغيرة - هي رجاء باسودان - وانفقت الوقت لتدريبها على أداء اللحن وكدت أصل وإياها إلى مفترق طرق، في أداء بعض المقاطع لولا تدخل الفنان سالم بامدهف والأمير الملحن محسن بن أحمد مهدي اللذين استطاعا تسوية المسألة فنياً ومن خلال المونتاج. ويضيف باسماً وبإعتزاز:

لقد وجدت في رجاء طاقة فنية وصوتية أدائية جميلة أسهمت في خلود هذه الأغنية وبقيت تقدرني وتعتز بي كملحن، ولولا زواجها واعتزالها الفن لكنت واصلت معها المشوار. وبالمناسبة وتحية للمحلن المحسني حضرت الفنانة أمل كعدل لتقدم هدية لهذا الفنان كانت عبارة عن أداء رائع وجميل لأنشودة (ثورة شعب) :

أيا ثورة الشعب دومي مناراً

فإنا بهدي ضياك اهتدينا

صعدنا إلى شامخات الجبال

ومن شامخات الجبال ابتدينا

وقد صاحبتها بالعزف فرقة (منتدى الباهيصمي)، في أدائها و أداء أغنية أخرى للشاعر علي عمر صالح وألحان نجيب سعيد ثابث(انت من نسل قحطان) وقد تسلم المحسني باقات ورد معطرة من أمل كعدل، وأنور مبارك وعبدالله الصنح ومحمد أبوبكر هذبول وهشام شرف وعبدالعزيز محمد عبدالله، ومحمد علي محسن. وألقيت في الأمسية الاحتفالية مداخلات وكلمات قيمة من قبل الأستاذ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بعدن الذي أشاد بالأمسية وبالملحن القدير واصفاً إياه بالمبدع الحقيقي الذي صمد لتقلبات الزمن والظروف مشيراً إلى أن مكتب الثقافة قد كرمه في وقت سابق تقديراً لمسيرته الفنية. وقال الشاعر حسن عبدالحق بأنه قد تأثر كثيراً بالألحان والقدرات الجميلة للملحن المحسني، وأشار الى أنه كملحن وشاعر اكتشف طاقة المحسني في التعامل مع الكلمات وتلحينها بما يجسد معاني الكلام والشحنات الوجدانية التي يختزنها الشعر، وقال : إن ذلك ليس سهلا الا إلا على ملحن كبير، وذلك سبب خلود الحان المحسني. وأشار المحتفى به محمد محسن أحمد الى أن جديده قادم ومتعدد الألوان، ومن قديمه الجديد اغنية (امنع خيالك)، لصالح نصيب. وهو ينوي مواصلة العطاء مع المطربة القديرة أمل كعدل التي منحها لحنين اثنين مؤخراً ولن يبخل على الأصوات الشابة رويدا وروينا رياض وأنغام باموسى، وسواهن من المطربين والمطربات وهو يدرك تماماً بأن رسالته الفنية متواصلة دوماً، رغم المحن التي واجهته الا انه قال : لم تهزمني العواصف ومع كل محنة جديدة أغنية جديدة.

وبقي التكريم الذي توج الأمسية من قبل رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي وعميد المنتدى فرحان علي حسن، وقد وجهت في بداية الأمسية رسائل تحية، من الكاتب الصحفي القدير شكيب عوض ومن أسرة الفنان طه فارع إلى الأخ محافظ عدن د. يحيى الشعيبي وإلى صحيفة«الأيام» وإلى المنتدى على الاهتمام والعناية والرعاية للحالة الصحية لهما وعلاجهما، ولكل المبدعين في هذه المحافظة الوفية لمبدعيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى