في منتدى الصهاريج الثقافي مكتب الثقافة بعدن يحتفي بكتاب (الشعر المعاصر في اليمن 70-1990م)

> مراسل «الأيام» الثقافي :

> شهد منتدى الصهاريج الثقافي يوم الأحد 8/9/2005م أمسية ثقافية احتفالية نظمها مكتب الثقافة بعدن بمناسبة صدور كتاب (الشعر المعاصر في اليمن 70-1990م .. دراسة فنية) للشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم.

وفي مستهل الأمسية عبر عبدالله باكداده، مدير عام الثقافة عن حرص المكتب والمنتدى على تنويع نشاطاته ورفد الواقع الثقافي والفكري والأدبي بإمكانيات طيبة وتناول مختلف جوانب الحياة الثقافية. وقدم الشكر للأستاذ جميل محمد أحمد، رئيس قطاع البرنامج الثاني- إذاعة عدن لحرصه على الحضور وتوثيق وتسجيل الفعالية ولرجل الأعمال الخلوق نبيل غانم وممثلي المنتديات والصحافة الذين يحضرون نشاطات المنتدى. وقال:«لقد مثل عبدالرحمن إبراهيم أحد فرسان التجربة الشعرية على مستوى اليمن عموماً، التجربة التي سادت وازدهرت وعكست تحولاً أدبياً نوعياً في الشعر المعاصر. ولم تكن نبتة شيطانية ولكنها كانت توصلاً وامتداداً لليسار العربي ونهضة حركة التحرر العربية وحمل فيها الشعر وتبني قضايا مهمة ومثّل واجهة كبرى لها. واستطاعت تجربة السبعينات - وهو واحد من رموزها - أن تحقق شهرة واسعة، وفي عدن تحديداً. وجوبهت التجربة بالكثير من الرفض والانتقاد ولكنها استطاعت أن ترسخ جذورها وتعزز من مكانتها بالرغم ممن اختلف معها» وأكد أهمية هذه الدراسة للشعر المعاصر والاهتمام بها مشيراً إلى أن عبدالرحمن في موضوع الكتاب قد تجاوز نفسه ليتحدث عن شعراء آخرين ويدرس أشعارهم.

وتحدث الأخ شهاب القاضي الذي قدم مداخلة ضافية مشيراً في مستهلها إلى أهمية دراسة الشعر المعاصر، كظاهرة أدبية حفلت بالكثير من التغيرات النوعية الجديرة بالدراسة والتحليل. وهنأ الشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم على هذه الإنجاز الأدبي، وقدم نماذج من شعر عبدالرحمن إبراهيم معلقاً بالقول:«لعبدالرحمن إبراهيم غيماته وشموسه، وله في القصيدة فضاء من عسل وسكر وفي النثر حكمة. أقول ذلك وأنا أقترب من تناول دراسته حول الشعر المعاصر في اليمن التي نشرت في كتاب. الكتاب يتكون من مقدمة وعدد من الفصول هي:

الفصل الأول: جدلية العلاقة بين المتغيرات والشعر. الفصل الثاني: تحليل الألفاظ في القصيدة المعاصرة. الفصل الثالث: قصيدة النثر في اليمن. والخلاصة وخاتمة الكتاب، وثبت بالمراجع والمصادر».

وقال المتحدث:«أنا أعد الرسالة منفستو العملية الشعرية اليمنية المعاصرة وفيها ينتقل عبدالرحمن إبراهيم إلى فضاءٍ جديدٍ، هو فضاء الممارسة النقدية.

وإن دراسة الشعر في اليمن بحاجة إلى اهتمام أكبر لا سيما في جماليات النص. وذلك لندرة الدراسات في هذا المجال التي نفتقدها كثيراً ومن هنا تكمن أهمية الرسالة التي تسهم في تسليح المتلقي بوضوح الرؤية وجعل المتن النقدي موازياً للإبداع». وأشار إلى أن الدراسة قد تناولت الحداثة الشعرية والصراع بين القديم والجديد وعبرت عن الموقف الناضج منهما. ولقد عمل عبدالرحمن إبراهيم على الوقوف أمام نماذج من الشعر اليمني وتحليل ما يقرب من (28) نصاً شعرياً. واتبع في ذلك الأسلوب المعروف في النقد الأدبي وهو (الاقتصاد الأدائي النقدي) ودراسة الكثير من النماذج لشعراء بارزين وكبار كاشفاً عناصر البنية الجمالية فيها باقتدار وموضوعية، وأعتقد أن كتاب عبدالرحمن إبراهيم ودراسته للشعر المعاصر بحاجة إلى وقفة (مطولة) أخرى.

وألقى الشاعر محمد حمود أحمد المداخلة الثانية حول الدراسة وشخصية الباحث الناقد عبدالرحمن إبراهيم، والدراسة للشعر المعاصر في اليمن التي ظلت هاجساً يراوده طويلاً، مشيراً إلى أنها ثمرة جهد شاق امتد سنوات عديدة تحت توجيه مشرفه العلمي الدكتور أحمد علي الهمداني، نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات والبحث العلمي، منوهاً بأنه قد حضر عملية الدفاع عن رسالة الماجستير واستمع إلى إشادة اللجنة المشرفة التي رأسها الأستاذ الدكتور صبري مسلم المدرس بجامعة عدن. وشهد له مشرفه العلمي بالكفاءة والاقتدار. وحول تجربة مرحلة السبعينيات الشعرية بالذات فقد كانت مثار جدل كبير وصراع، وكانت القصيدة قد خاضت صراعاً من أجل ترسيخ شكلها وتطورها النوعي الجديد بمضامينها العصرانية. وتنوعت وتعددت التوجيهات الأدبية والرؤى الفكرية والصراعات السياسية التي ألقت بظلالها على الساحة الأدبية بعامة والشعرية على وجه الخصوص، لذلك فإن من يخوض فيها ويدرس هذه الفترة ويتناول جوانب التجربة الشعرية كان لا بد أن يمتلك رؤية نقدية وحساً سليماً وثقافة واسعة. وفضلاً عن ذلك فعبدالرحمن في دراسته إلى جانب كونه شاعراً مقتدراً أستطاع أن ينفذ ببصيرته النقدية وموهبته الشعرية إلى أعماق النصوص المدروسة وإبراز جماليات نصوصها. لقد سلحه حسه الشعري بقوة الحدس والاستبصار و القدرة على القراءة الشعرية والتحليل النقدي السليم، ومن خلال معايشتي له لم أجد قارئاً وناقداً متعصباً فهو في دراسته قد تناول أعلام الشعر القديم ورموزه الكبار البارزين إلى جانب أصوات الزمن الشعري الجديد، على حد تعبير أستاذنا د. عبدالعزيز المقالح بكل تنوعاته العصرانية وألوانه المتعددة حتى قصيدة النثر ولعل هذه الخاصية من أهم ميزات الدراسة التي اقدم عليها الشاعر والناقد عبدالرحمن إبراهيم. لقد بدا في دراسته كما هو في شعره وفي شخصيته الانسانية متوازناً، وعلى الرغم من تراثيته الأدبية الاصيلة لا يتخلى عن رؤيته التجديدية، وقد أولى في دراسته للشعر المعاصر اهتماماً كبيراً باللغة وتحليل الألفاظ وتراكيب الصورة الشعرية، ومارس دوراً نقدياً وتحليلياً في دراساته الفنية للكثير من نماذج الشعر بين القديم والجديد. وأكاد أقول: لقد استند مؤلف كتاب (الشعر المعاصر في اليمن) إلى فحولة الشاعر وفروسيته وإلى رؤية الناقد المتبصر في كتابه وصدق فيه قول الأصمعي- قبل عدة قرون- من زمننا هذا حين قال : «فرسان العلماء بالشعر أقل من فرسان الحرب!».

وفُتح باب المناقشة، وطرح الزميل الشاعر محمد سالم باهيصمي ملاحظة مهمة ترى بأن يجرى توسيع هذه الدراسة وتطويرها إلى رسالة دكتوراه تشمل الحركة الشعرية اليمنية حتى الآن واستيعاب الكثير من الأصوات الشعرية التي برزت في السنوات الماضية في عموم اليمن.

وتحدث عبدالرحمن إبراهيم، شاكراً كل الادباء والشعراء والمنتديات الثقافية .. وفي المقدمة مكتب الثقافة ومنتدى الصهاريج ومن جاؤوا وتحدثوا عنه من الأدباء الأفاضل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى