«الأيام» أول صحيفة تزور ثانوية البنات بغيل باوزير وتلتقط المعاناة وقصة النجاح المشهود

> «الأيام» عمر فرج عبد:

>
حفلات التكريم لجائزة العام 2003-2004م
حفلات التكريم لجائزة العام 2003-2004م
مدير المدرسة: في ظل معاناة الفترة المسائية على مدى سنوات حققت طالباتنا مراكز متقدمة ضمن الأوائل بحضرموت والجمهورية...الأستاذ علي سالم خنبري، تربوي قدير ملأ صيته آفاقا رحبة في الحقل التعليمي، فهو شخصية يعرفها القاصي والداني لما يتمتع به من خلق وسلوك قويم على مدى سنوات خدمته الطويلة في المجال التربوي الذي ارتبط به من عام 1973م وتدريجياً حتى أصبح مديراً لمدرسة ثانوية البنات بغيل باوزير محافظة حضرموت ومنذ نشأتها ولا يزال يعمل بصمت واقتدار مما عكس على تلك النجاحات المذهلة من تفوق للطالبات على مستوى المدارس عبر مسيرتها، وأصبحت هذه المدرسة إحدى المدارس النموذجية ومحط أنظار الجميع برغم المعاناة في دراستها المسائية، ومع هذا النجاح توجت الطالبة (طيبة محمد الحداد) بالمرتبة الأولى على مستوى الجمهورية بنسبة 98% في القسم الأدبي لعام 2004-2005م، ومع هذا التفوق المشهود فقد سعت إدارة المدرسة عبر مراحلها الى تفعيل الانشطة المختلفة مما ولد معه تأسيس نادي أنصار البيئة، وأصبح المتنفس للطالبات .. «الأيام»" زارت المدرسة مع بدء العام الدراسي الجديد والتقت بالأستاذ علي سالم خنبري، مدير المدرسة، الذي كان في استقبالنا فكان لنا هذا الحوار معه.

متى بدأ التحاق الفتاة بالتعليم وما مدى الإقبال؟

- التحاق الفتاة بالتعليم الثانوي في غيل باوزير بدأ منذ السبعينات، ففي 1973م افتتحت أول مدرسة ثانوية وذلك للجنسين ويأتيها الطلاب والطالبات من المناطق المجاورة (شحير، القارة، الصداع، صباير والنقعة) بالإضافة إلى غيل باوزير، وكانت أعداد الطالبات مقارنة بالطلاب كبيرة الشيء الذي يؤكد رغبة ووعياً لدى الأهالي في تشجيع بناتهم لمواصلة التعليم الثانوي، وهكذا كُتب لهذه المدرسة أن تكون مختلطة من بداية تأسيسها ولم يشفع الإقبال المتزايد للطالبات في التفكير والدفع لتأسيس مدرسة مستقلة، ولم يكن السبب في تقديري عدم وجود المبنى، لكن كان هناك في تلك الفترة اتجاه رسمي يشجع هذا الاختلاط، والذي تعتبر في مدينة الغيل تجربة رائدة تستحق أن توفر لها الرعاية وأن تعمم.. وهكذا حرمت غيل باوزير من إقامة وتأسيس مدرسة خاصة للبنات في إطار مبنى مستقل أسوة بالمدن الأخرى، وامتدت تبعات ذلك إلى الوقت الراهن.

بالتحديد إلى متى استمرت عملية الاختلاط وهل من صعوبات تواجهكم بعد الاختلاط؟

- استمرت عملية الاختلاط إلى العام الدراسي 90-1991م وفي العام 91-1992م وتحت ضغط نمط جديد صائب في التعامل مع مثل هذه القضايا تم الفصل، وخصصت الفترة الصباحية للطلاب، والفترة المسائية للطالبات في نفس المبنى وتحت إشراف إدارة مدرسية موحدة، وكانت فترة البنات المسائية بمثابة مدرسة مكتملة التكوين وهذا الوضع الجديد استمر إلى العام الدراسي 97-98م، إذ تم تكليف أول إدارة مدرسية مستقلة وسميت ثانوية البنات لكن في نفس الفترة المسائية وفي نفس المبنى لثانوية البنين، وبالطبع هناك صعوبات في إطار مدرستين للبنين والبنات وفي هذا السن العمري وفي مبنى واحد، وحاولنا بقدر الإمكان أن نتجاوز بعض الصعوبات في فرض بعض الترتيبات الاستثنائية أهمها الفترة الزمنية الفاصلة بين نهاية فترة البنين الصباحية وبداية فترة البنات المسائية حيث يجب أن تكون كافية بما يؤمن مغادرة الطلاب المدرسة ووصول الطالبات، بالإضافة إلى وصول الطالبات من مختلف مناطق المديرية واللاتي يعانين من مصاريف التنقل، وهذا الترتيب للفترة المسائية تم على حساب الفترة المسائية المقررة لليوم الدراسي، حيث بموجبها يلخص زمن الحصة الدراسية الى خمسة وثلاثين دقيقة وعليه وبعملية حسابية بسيطة نجد أن عدد الساعات الضائعة في العام الدراسي يبلغ مئة وتسعين ساعة. وهناك مشكلة أيضاً تواجه نسبة كبيرة حيث إن أكثر من 30% من خريجات المرحلة الأساسية لا يرغبن في إكمال تعليمهن الثانوي بسبب الدراسة في الفترة المسائية، وسوف نظل نواجه المشكلة في عدم وجود مبنى مستقل للفصل الدراسي في الفترة الصباحية.

الطالبات في مكتبة المدرسة اثناء الاستراحة
الطالبات في مكتبة المدرسة اثناء الاستراحة
في ظل هذه الوضعية كيف استطاعت المدرسة أن تحقق هذا التفوق والامتياز على مستوى الجمهورية؟

- الوضعية والعوامل المحيطة بنا أدت إلى ضغط كبير في العمل، وتطلبت قدرة كبيرة على استيعابها والتكيف معها، وبالفعل استطاعت إدارة المدرسة والطاقم التدريسي الكفؤ المقتدر وبجهد غير عادي وعبر مراحلها الدراسية التكيف مع هذه الظروف والصعوبات وتجاوزها، وتمكنوا من إظهار المدرسة كأفضل المدارس في حضرموت من حيث التحصيل العلمي والتفوق، فعلى مدى السنوات السابقة حققت الطالبات عدة مراكز ضمن العشرة الاوائل، وعام 2004-2005م توج هذا التفوق بحصول (طيبة محمد الحداد) إحدى الطالبات في القسم الأدبي على المركز الأول بنسبة 98% على مستوى الجمهورية، كما أن بعض طالبات المدرسة يتصدرن قائمة العشرة الأوائل على مستوى حضرموت، وهذا التفوق للمدرسة عبر مراحلها شجع أحد أبناء غيل باوزير (الشيخ عصام عبدالله بامخرم) على رصد جوائز قيمة سنوية للطالبات المتفوقات ويتوج بحفل سنوي يقام في المدرسة. كما استطاعت إدارة المدرسة أن تبرز مختلف الأنشطة للطالبات (فكرية وثقافية وبيئية واجتماعية)، وشاركت في العديد من المشاركات المختلفة وتحصلت على الجوائز في هذه المشاركات، ويوجد نادي أنصار البيئة بالمدرسة فيه أكثر من ثمانين عضوة من الطالبات، وتصدر عنهن نشرة فصلية تحمل شعار نادي أنصار البيئة، حيث لها مدلولها الإيجابي في متابعة الكثير من الهموم البيئية، وهذه الانشطة برزت من خلالها الكثير من المواهب الإبداعية وهذا شيء يثلج صدورنا، وقد تحصلنا على كثير من الإشادات المتميزة من قبل السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية وما نود تأكيده ومن خلال صحيفة «الأيام» التي تتزود منها يومياً الطالبات بضرورة إيجاد مبنى مستقل للمدرسة ليتم الانتقال بالعمل إلى الفترة الصباحية، وذلك سيشجع أعدادا كبيرة من الطالبات للاهتمام بالمرحلة الثانوية، وهناك جهود تبذل من قبل السلطة المحلية بالمديرية ومكتب وزارة التربية في حل هذه المشكلة، وهو الحلم الذي يراود الجميع.

وبالمناسبة نهنئ جميع المتفوقات والأوائل ومنهن طيبة محمد الحداد الحائزة على المركز الأول أدبي على مستوى الجمهورية وعقبى للطالبات في المرحلة الدراسية المقبلة بإذن الله، ونشكركم جزيل الشكر على نزولكم وتسليط الضوء وإتاحة الفرصة لنا للحديث.

وقد علمت «الأيام» أثناء نزولها إلى المدرسة أن الحائزة على المركز الأول أدبي (طيبة محمد الحداد) على مستوى الجمهورية ترغب أن تلتحق بقسم إدارة أعمال بكلية العلوم الإدارية جامعة حضرموت، وتأمل في المستقبل أن تكون معيدة في القسم، ولذا نهيب بكل الجهات المعنية تقديم كافة التسهيلات وإعطاء الرعاية الكاملة لهذه الطالبة المتفوقة (طيبة محمد الحداد).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى