أيــام الأيــام..ورب الكعبة..ما أنا بانفصالي

> جواد جعران:

> نعم أهواك يا موطني، نعم أفديك يا بلدي، وأقول قولي هذا ومحد له عليّ يمين. وأخص بالذكر (مسؤولينا المحترمين) من رجالات الدولة الأكابر، وقادتنا الأشاوس، وأكرر رجائي لمن بيدهم الحل والعقد بأن يقبلوا بالرأي الآخر بسعة صدر، وأن لا يفرزوا البشر وفقاً لأهوائهم ومن منظورهم، وأن لا يطلقوا النعوت جزافاً لكل من اختلف معهم فجادلوا ولا تترصدوا وتلاحقوا وتعتقلوا.

سادتي.. آمل بأن لا تفسروا كلامي هذا وتؤولوه بأنني من أهل الردة أو تقذفوا بي بين إحدى الموجات أو تحشروني بالصميل في زوة الانفصاليين أو تتهموني بأنني من جماعة - البرطحيص - او تقحموني في خانة العملاء أو القوم اللا شرعيين .. الخ هكذا زوراً وبهتاناً، فإن بعض الظن إثم، أليس كذلك يا سادتنا؟

يا حكامنا..

ليس من العقل والمنطق أن تنعتوا الناس بالانفصاليين لمجرد أنني أو غيري كائناً من كان يكتب عن أحداث ووقائع ملموسة أو يقول عن الحقيقة المؤلمة عبر مقال يوضح وينور على الحكومة عيوبها او ينتقد السلطة، نتيجة لما آلت أحوال البلاد والعباد، «فتطربقوا البلاد طرباق»، فيجد هنا - الكاتب - الناشر - الصحيفة، الويل والثبور وعظائم الأمور. حقاً.. لقد خنقتم أنفاس الناس وأعدمتم الهامش الديمقراطي وتريدون تكميم الأفواه نهائياً. لماذا ياسادتنا؟

لقد أثبتت لنا السلطات بأنها لا تريد مطلقاً أي وجهة نظر أو رأي مخالف أو أي نوع من أنواع النقد عليها عبر الكتابات- بالمقالات وعدم رضاها عند نشرها في الصحف مالم تكن منسجمة كلياً مع خط السلطة واتجاهاتها وميولها فالسلطة تريد «كلام حالي» عنها من مدح وإطراء.. وكله تمام يا أفندية وبس!!

ومن يكتب على غير ما يشتهي- الوزان- لا يلومنّ إلا نفسه التي حرمها الله. «ومن برأسه - مرق - فالدولة باتطعفره من الرؤوس».

يا سادتي.. لقد صارت الحياة مقرفة في يمننا، وازدادت المآسي والمعاناة التي «تخزق» القلوب، وكم صرت كغيري نشفق على حياتنا ونرثي أحوالنا المهانة وحالة وطننا من التدهور المريع. وكذا للوضع التعيس من بؤس وجوع وفقر مدقع، الذي حل على مواطنينا، حيث أصبح الكثير من الناس «المثقف - والعامي» يفكرون بالمغادرة والهجرة والرحيل من أرض الوطن نظراً لسوء أوضاعهم في كل مناحي حياتهم. مرددين العبارات التالية: (بلدك ما تعزك مش بلدك، ولا كرامة لنبي في وطنه) فهل هذا يسر السلطة؟

آه آه يا بلدي.. تزاحمت المواجع وتضاعفت الآلام من كل صوب، وتبدلت القيم وانعدمت الأخلاق لدى الكثيرين، و«طحصت» المبادئ، و«تزلط» ضعفاء النفوس، واغتنى الزنادقة على حساب كد هذا الشعب المطحون المنكود دوماً.

لقد تعب وهلك شعبنا كثيراً كثيراً من إحراق المراحل وكل المنعطفات «والرونات». (فجاء سعيد وعمى سعيدة) «ويا زعيمة جري الصنبوق»، والله يستر من القادمات.

آه يا زمن «وليت لم تكن - عدن - بندر» فكل مرحلة تأتي بأسوأ من قبلها. بل وهذه المرحلة في اعتقادي وكثيرين ممن يكتوون بنار الإجحاف والاضطهاد والتعسف والمعاناة وزيادة الآلام أن هذا الزمن هو الأكثر سوءا وهذه المرحلة هي «ألعن مرحلة». نعم..جاء هذا الزمن الغابر المدبر، الأكثر قهراً وظلماً وفقراً زمن التجويع والإذلال والمهانة، زمن قرّب أهلنا وناسنا من المجاعة.

نعم.. هناك الكثير من الأسر الكريمة، أصبحت تتسول، وتندب حظها وما آلت إليه ظروفهم الصعبة للغاية جداً، ويتأسفون بكل حرقة وألم «مش لاقين لقمة نظيفة» لإسكات جوعهم وخواء بطون صغارهم وقيمة علبة حليب لرضّعهم.

فما أصعب حالهم عند المرض وحكايات المستشفيات والعيادات لطلب العلاج وما أكثر الأمراض والآفات والبلاوي التي «حذفت »على شعبنا والله يقينا جميعاً من كل شر- آمين يارب العالمين.. يا حكامنا .. هل يرضيكم رمي وإخراج الناس من أعمالهم، و«تركين» كوادرنا المؤهلة.

نعم.. لقد تبين لنا أن هذه السلطة (الدولة) ليس لها أي علاقة بالشعب، بعيدة كل البعد عن همومه ونكده ومعاناته، فالسلطة مشغولة جداً وحتى النخاع بالفيد والمغانم، والملاحقات والأنانية ووجع قلب الناس في أمنهم وأمانهم وقطع أرزاقهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى