قلادة الحب والوفاء للملك فهد (رحمه الله) في شعر الأمير خالد الفيصل

> «الأيام» منصور نور:

> قلادة من درر الشعر العربي، صنعتها مشاعر الإخلاص والوفاء بسحر الشرق والطبيعة الخلابة وسجايا العروبة في حروف ومعاني الشاعر المجيد، سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز.

وتكتسي أشعاره بنور الحكمة والرؤية الفلسفية العميقة، وهو أبرز فرسان الشعر في المملكة العربية السعودية وله بصمات متفردة في رعاية الشباب والثقافة والسياحة في المملكة، وتميز عام 1424هـ-2003م بوصفه من قبل وسائل الإعلام المختلفة برجل الثقافة والتنمية.

وهو عاشق الحرف واللون وفنان تشكيلي، لريشته إيقاع متفرد ينسجم مع الحركة السريعة لواقع عصرنا الحالي، عصر التنمية الحديثة والتقنية المعلوماتية.

صدر له أول ديوان عام 1406هـ بعنوان (قصائد نبطية)، وصادف نفس العام إقامة معرضه التشكيلي الأول بعنوان لوحات فنية في مركز الخزامي بالرياض، وصدرت له أربعة دواوين شعر و(أشعار خالد الفيصل) ضمت قصائد الدواوين الأربعة، إضافة الى اصداره المتميز (حرف ولون خالد الفيصل) عام 1424هـ ويحتوي على 312 قصيدة، وأوبريت (التوحيد) و(نشوة العز) اللذين قدما بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، وله مناظرات في الشعر بين عدد من فحول الشعر النبطي والفصيح بالمملكة ومنهم سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن.

إضافة إلى قصائد وأغان قدمت له بأصوات فنانين كبار على مستوى الجزيرة والعالم العربي، وعرف عن سمو الأمير خالد الفيصل حبه الجم لعمومته أصحاب السمو وأبنائهم ولعروبته واهتماماته الشاملة بالفنون والأدب والرياضة والشباب.

وقد كتب عددا كبيرا من القصائد في مولاه خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ومنها قصيدة (يا خادم البيتين) ومطلعها:

يهناك نصر الله على

كل خوّان

يا خادم البيتين سيد وطنها

يا من وفا للجار يوم الردي خان

ويا من مروات العروبة حضنها

ويا صاحب الرأي المظفر والإحسان

أحسنت للجيرة وغيرك طعنها

وتظل الأعمال الخيرية الطيبة تذكر الناس بصاحبها، فهناك أعمال لم تعلم الشمال ما قدمته اليمن. ففي قصيدة (صفوة ملوك العرب) والتي قيلت عام 1416هـ، إثر تعرض سمو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله- لأزمة وبمناسبة شفائه يقول في مطلعها سمو الأمير خالد الفيصل:

يا صفوة ملوك العرب سلمت خطاك

عداك ربي يابو فيصل خطرها

الله يجيرك يا فهدنا ويرعاك

يا فرحة بلاد العرب يا مطرها

وتختتم هذه القصيدة لسمو الأمير خالد بصورة شعرية وإحساس جميل في رسم القلوب العامرة بحب عمه الملك فهد:

ما كثير أرواحنا لو عطيناك

وقلوبنا يا من بحبه عمرها

الله يعزك يا معزة رعاياك

من راد يجمع ميزتك ما حصرها

كان سمو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، رحمه الله، يسره أن ينادي سمو الأمير خالد الفيصل بـ (يا شاعرنا) وكان سموه يردد دائماً:

ناداني مولاي خادم الحرمين الشريفين مراراً بقوله يا شاعرنا، وهذا شرف عظيم لي ووسام اعتز به، وبهذه المناسبة نظم سموه قصيدة قال فيها:

نعم شاعرك وأفخر بالسماوه

وسام فيه عز وله حلاوه

وأنا ولدك وجندي من جنودك

حدر لازمك في حضر وبداوه

أحبك واحترم رأيك وأطيعك

وفي بالرخا ويوم القساوه

وأفاخر بالملك - عمي - وأجاهر

وانبّه من على عينه غشاوه

وفي قصيدة (سحاب العز) يتغنى الشاعر بخيرات الأرض المقدسة والبركات التي حلت بها وفيها، والتي أخلف فيها الملك الخيّر وبعد زوال هجمات 1990م على بعض مدن وأراضي المملكة العربية السعودية.

وفيها يقول:

الطير غنى والزهر فاح عطره

وأمطر السحاب في كل ديره

والعارض الذي همنا زال شرّه

الله يعز الشيخ والله يجيره

إن طاب طبنا وإن مرض ضامنا أمره

نفداه بالظاهر وما في السريره

من عمرنا نعطيه ويزيد عمره

ومن فرحنا نجعل لياليه سفيره

صقر وفي من ماكر(1) العز شبره

وعينه على عيون غيره بصيره

بين الملوك بحكمته زاد قدره

ولأهل الحوايج من كفوفه بريره

هذه الصروح الشامخة طلع بذره

سحابته بأمطار فضله غزيره

العز له ميدان والمجد قصره

ويشهد له التاريخ في كل سيره

وفي شعر سمو الأمير خالد الفيصل.. تفاخر وعز وشهامة نابعة من كرامة وعزة العربي نفسه، فهو القائل:

والشعر بوح العيون اللي تسهّد

شوفها تسري به نجوم بعيده

والشعر للناس تاريخ يخلّد

للعرب والشعر وقفات مجيده

وفي قصيدة (سلام) وجه سموه إلى الطلبة السعوديين والعرب في أمريكا مهمة الحفاظ على عز العرب وإسلامهم وحفظ تقاليدهم وقالها عام 1997م:

إن حفظناها حفظنا عزنا

وإن تركناها تحملنا الملام

الله يعز البلاد وشيخها

الفهد النادر الحر الفطام

وفي قصيدة (غلا الناس) ترى سمو الامير خالد الفيصل يتغنى بالصفات الحميدة لصاحب السمو أبو خالد:

يمناه إذا همت بحصن تهدّه

ويسراه ياما عدلت رأس علطان

وكل عطاه من الحمل قدّه

ونصيب أبو خالد هزع كل ميزان

وتضحك لها عينه وسنّه وخدّه

ما كنها إلا ريشة شالها حصان

يا الله يا ربي من العمر مدّه

كم عين محتاج ترجاه بإحسان

وأبو خالد هو صاحب السمو سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد.

وفي قصيدة أخرى (هني من كان سلطان عمه):

له فوق خمسين السنة ما ترجل

سرجه على صهوة أصيل محجل

واسمه على لوح الشهامة مسجل

إن قال يفعل وإن تعهد يتمّه

معروف بعزوم الرجال القوية

ومعروف بالكف العطوف الندية

وإذا بغوا شجاع رأي وحمية

تلفتت روس المخاليق يمُّه

(1) ماكر : عش الصقر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى