يا جمال ..!

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> في هذا الشهر سبتمبر، يكون قد مضى خمس وثلاثون عاماً على غياب أعظم زعيم عربي عرفه التاريخ الحديث، وخلال هذه العقود من الزمن من بعد وفاته تبدلت وتغيرت أشياء وأشياء، فتراجعت كثير من المبادئ والمواقف التي كانت تصل حد التحريم والتقديس والتي لا يمكن تجاوزها. في مثل هذا الشهر حين وافاه الأجل منتقلاً إلى دار البقاء، لم تكن مصر هي وحدها التي فقدته وودعته، بل كانت الامة العربية كلها قد فقدته وودعته حين خرجت من ديارها نساء ورجالاً وأطفالاً يبكون على رحيله قبل اكتمال الحلم.

وبعد رحيله بأيام معدودات كنت مع أديب اليمن الكبير طيب الذكر لطفي جعفر أمان في مبنى التلفزيون يخاطب صورته الكبيرة الضخمة بقصيدته (يا جمال) التي بثت على الهواء مباشرة.

ويشهد الله على ما أزعم أنني منذ أن استقبلته عند مدخل مبنى التلفزيون الذي كان حينها على تلة جبل الساعة، ما انقطع يترحم عليه وهو يعتصر ألماً والدموع لا تفارق مقلتيه، حتى وهو يلقي مرثاته عن هذا الذي لم يترجل يوماً حتى قضى نحبه.

يا جمال..!
لطفي جعفر أمان

«إلى رائد العروبة في الشرق العربي الجديد .. جمال عبدالناصر»

أنت من يزرع قلب الشمس

أضواء جديدة

أنت من يعقد فوق المجد

أمجاداً عديدة

أنت من يبني من التخليد

آيات فريدة

أنت هذا.. معجزات

تبهر الشمس العنيدة

يا جمال..!

***
يوم دوى صوتك الجبار

في أرضي الحبيبة

وصحا الحق انتفاضاً

ورمى الشرق شعوبه

سار ركب المجد من خلفك

يستوحي وثوبه

يا ضياء ثائر الشعلة

في قلب العروبة .. يا جمال..!

***
اسمك الحافل بالأجيال

في صحو ووثب

اسمك الدافق بالآمال

في رحب وخصب

اسمك المختال بالتاريخ

في أروع ركب

أبداً.. يدوي ويدوي

ثائراً في كل قلب

يا جمال..!

***

كلما يلمح طفلي

بافتخار صورتكْ

ينتضي ساعده هزاً

يحاكي قبضتك ْ

هاتفاً: «عاش جمال»..

عشت تبني أمتكْ

هكذا كل الملايين

تحيي طلعتك ْ

ياجمال..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى