أدى الرئيس المصري حسني مبارك امس الثلاثاء اليمين الدستورية لفترة ولاية خامسة مدتها ست سنوات بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية شهدتها البلاد في السابع من سبتمبر أيلول الحالي وقرر استمرار

الحكومة في تأدية مهامها إلى ما بعد انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر تشرين الثاني.

وفي جلسة مجلس الشعب التي شهدت أداء اليمين بقى مرشح الرئاسة السابق ورئيس حزب الغد أيمن نور جالسا في مقعده في حين وقف جميع النواب. وكان نور من بين عدد من نواب المعارضة الذين لم يصفقوا لمبارك بعد أداء اليمن.

وحصل نور وهو محام شاب على ثاني أكبر عدد من أصوات الناخبين بعد مبارك لكنه قال إن الانتخابات مزورة وطلب إعادتها دون أن تجيبه الى طلبه لجنة الانتخابات الرئاسية التي تتمتع قراراتها بحصانة من رقابة القضاء.

وقال شهود عيان إن نور بقي جالسا في مقعده خلال أداء مبارك اليمين مواصلا فيما يبدو اعتراضه على نتائج انتخابات الرئاسة.

وأضاف شهود العيان أن رئيس حزب الوفد نعمان جمعة الذي كان ترتيبه الثالث في انتخابات الرئاسة لم يحضر جلسة حلف اليمين على الرغم من دعوته لحضور الجلسة مع باقي المرشحين الذين نافسوا مبارك من غير أعضاء مجلس الشعب.

وقال جمعة لدى سؤاله عن سبب تغيبه إنه انشغل بإلقاء محاضرة على طلابه في الجامعة.

وكان حزب الوفد الذي حصل مرشحه على ثلاثة في المئة من الأصوات قد قال إن الانتخابات زورت,وقال جمعة إن الحزب يترك الباب مفتوحا لطلب مراقبين دوليين لانتخابات مجلس الشعب القادمة.

وقال مصدر في حزب التجمع الوطني التقدمي إن رئيسه رفعت السعيد لم يحضر الجلسة على الرغم من دعوته لحضورها بصفته رئيسا لحزب.

وقاطع حزب التجمع وهو حزب يساري انتخابات الرئاسة قائلا إن ضمانات حيدتها غير متوافرة ودعا الناخبين إلى الاقتراع لمرشحين غير مبارك.

وقال مصدر قريب من الحزب العربي الديمقراطي الناصري إن رئيس الحزب ضياء الدين داود لم يحضر جلسة حلف اليمين. وكان الحزب قد قاطع انتخابات الرئاسة,وقال داود بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية إن الحزب يبحث طلب مراقبين دوليين لانتخابات مجلس الشعب.

ويتولى مبارك (77 عاما) الرئاسة منذ عام 1981 وأدى اليمين بحضور الزعيم الليبي معمر القذافي.

ودعت الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" معارضي مبارك إلى مسيرة تنظم في ميادين وشوارع بوسط القاهرة تحت شعار "حكم مبارك باطل".

وتأسست حركة "كفاية" قبل أكثر من عام داعية إلى إنهاء حكم مبارك ورفض احتمال توريث الحكم لنجله جمال العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

وأدى مبارك اليمين قائلا "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه."

وبعد أداء اليمين أطلقت المدفعية 21 طلقة من مكان خارج مبنى المجلس تحية لمبارك. وشهدت سوزان قرينة مبارك الجلسة من شرفة في القاعة كما شهدها نجلاهما علاء وجمال.

وفي كلمة قصيرة بعد أداء اليمين طلب مبارك من المصريين بمن فيهم من انتخبوا منافسيه العمل يدا واحدة خلال فترة ولايته الجديدة التي سيبلغ مع نهايتها 83 عاما.

وقال "أمد يدي كرئيس لكل المصريين لمن أعطاني صوته ولمن أعطاه لغيري,أقول لكم إنني في حاجة لمساندتكم كي ننطلق لنعمل يدا بيد في المرحلة المقبلة."

وأضاف "كلنا في قارب واحد توحدنا آمال مشتركة لمستقبل أفضل."

وتعهد في كلمته بتنفيذ وعوده خلال الحملة الانتخابية. وقال إنه يثق بأن انتخابات مجلس الشعب ستكون حرة ونزيهة.

وكان مبارك قد وعد في الحملة الانتخابية بتوفير 4.5 مليون فرصة عمل خلال السنوات الست القادمة وزيادة أجور العاملين في الحكومة والقطاع العام وإلغاء قانون الطواريء وسن قانون لمكافحة الإرهاب بدلا منه.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مبارك أمر باستمرار الحكومة التي يرأسها احمد نظيف في أداء مهامها إلى ما بعد انتخابات مجلس الشعب كما أمر باستمرار المحافظين في أداء مهام وظائفهم.

وقالت الوكالة "أصدر الرئيس حسني مبارك اليوم القرار الجمهوري رقم 323 لسنة 2005 الذى قرر فيه أن يستمر رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمحافظون فى مباشرة أعمالهم ووظائفهم إلى حين صدور قرارات التشكيل الوزاري وتعيينات المحافظين عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب المقبلة."

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات التي تتبع وزارة الإعلام إن مبارك سيرأس اجتماعا للحكومة يوم الأحد القادم,وأضافت في بيان أن الاجتماع سيبحث "خطوات التحرك للمرحلة المقبلة وخطة العمل الخاصة بتنفيذ البرنامج الذي طرحه الرئيس خلال حملته الانتخابية."