القضايا الاجتماعية في مساجلات الشاعر علي ابوبكر الصبان

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل:

> الأستاذ علي أبوبكر الصبان شاعر وتربوي جليل بدأ حياته التربوية مدرساً، ثم تعاقب على إدارة العديد من مدارس المرحلة الأولى في الشحر وأظهر ميلاً لتطوير العملية التربوية والتعليمية في محيطه.

عرف بتفوقه الإداري والتربوي وحزمه وانضباطه ونجاحه في عمله فلاقى بسبب ذلك من اعداء النظام والالتزام، ومن القيادات السابقة المعروفة بـ «التعسف الأيديولوجي» العنت والمضايقات والإجراءات الكيدية التي تحملها بصبر وإرادة صلبة.. وهو شخصية اجتماعية مرموقة بذل جهده وإخلاصه في العمل الطوعي محبة في الناس وخدمة لهم فرسم بصماته في وجدان مجتمعه.. وهو عضو اتحاد الأدباء بمحافظة حضرموت وشاعر شعبي وغنائي قدير أسس مع شاعرنا الكبير حسين أبوبكر المحضار وآخرين «منتدى الاثنين المحضاري» الذي كان يجمع الشعراء والأدباء ومحبي الثقافة والشعر والابداع في الشحر.

وبعد حرب عام 1994م كان شعراء المنتدى بالشحر قد وجهوا رسالة شعرية للمحضار المقيم في جدة بالمملكة العربية السعودية تضم أبياتاً لكل شاعر عبروا فيها عن اشتياقهم له وطالبوه بالعودة إلى الوطن، وتحدثوا في ابياتهم الشعرية عن الأوضاع السياسية والاجتماعية آنذاك أي بعد انتهاء الحرب وأرسلوا الرسالة إلى مقر إقامته في جدة. فرد المحضار على الشعراء ومما جاء في رده:

رحب بأبيات من شعار حضروا ساعة الهده

وشهدوا عالعذاب اللي نزل عاقوم هود

إذا حل البلاء بالناس من يقدر على رده

بلاء عم ماعمد بس في رسب أو في الردود

إلى قول المحضار:

عسى الله يصلح الأحوال يصدق صاحبي وعده

ولا يرجع كما ذيهم يخلفون الوعود

ويغتار الذي برع ويدخل داخل السدة

ويبيضن ليالي لايتمن دوب سود

ولم يقف شاعرنا علي ابوبكر الصبان موقف المتفرج من الخارج أمام احداث عصره ووطنه بل كان في الصميم منها متفاعلا معها تفاعلاً حياً، منطلقاً في ذلك من مواقفه الفكرية وقناعاته بتأثير معايشته للأحداث العامة في الوطن.. لذلك جاء رد شاعرنا الصبان على الشاعر المحضار في قوله:

تمنيتك معي في الشحر لما دخلت العدة

معك حجتك يالغايب وبكره باتعود

حصل ماقد حصل والشحر عالدفره وعالحده

وسيل الجعث يالمحضار قد زل الحدود

أنا قد كنت نتوقع تجينا منكم نجده

ولما طالت المدة عطيتوها النجود

بلينا في عرب ياحسين ماشي منهم نقده

ربوا عالجو هذه مرة وعاجمع النقود

إذا هزك لهيب الشوق عاسمعون أو صعدة

تركت الرزق واللذة وفضلت الصعود

ولاظنيت حد يقدر يلقي لك قنع حسده

سعاد الشحر في قلبك على رغم الحسود

وتتميز اللغة الشعرية عند شاعرنا الصبان بالبساطة والوضوح والبعد عن التعقيد والتكلف لأن شعره هو رسالته الاجتماعية وتكمن الرسالة في مخاطبة الجماهير والتعبير عن حقوقها ومصالحها.

لقد نما إلى أذن شاعرنا أبيات نظمها الشاعر الشيخ كرامة الثعيني «مقدم» قبيلة ثعين بالريدة الشرقية وكان ذلك بعد انتخابات مجلس النواب في العام 2003م ومما جاء فيها بأسلوب رمزي قول الثعيني:

لقوا كراسي ولقوا للكراسي مياز

السهل اجتاز ولكن الصعب ما اجتاز

من مارس الطب ما بين المساقيم فاز

فرد عليه شاعرنا الصبان بقوله:

يا مرحبا بأقوال من جاويد أخوة عزاز

لي عندكم عندنا جاري بنفس الطراز

باتقع مقاليب ومساقيط جم واهتزاز

من فوق ذيك الكراسي والمياز النشاز

للآن ما شفت حد داوى الجرب والحزاز

وأمراض مستعصية تنخر بكل الجهاز

بالصدق باهرج وللغلطات مابانحاز

هذا كلامي ولا شي فيه لي أو لغاز

والعبد يرجع الى الرحمن لاقد اعتاز

وقد عبر شاعرنا عن مواقفه الوطنية في قصائده وناقش في مساجلة شعرية مع الشاعر القدير صالح منصور بانتيش قضية «القبولة».

وما يواكبها من سلوك متخلف وتمجيد القبيلة على حساب الوطن ونقدها نقداً موضوعياً كغيرها من القضايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى