يوم من الأيـــام..رجال..ورجال

> إسراء هشام باشراحيل:

> يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: «رفقاً بالقوارير»..إن العمل الذي استهدف مذيعة الأخبار اللبنانية مي شدياق يخرج عن نطاق العقل والمنطق، فالواقعة بكل بشاعتها لم تستهدف شخصاً لذاته وإنما استهدفت عمله وأفكاره وآراءه.. وكلها حقوق كفلتها المواثيق الدولية للإنسان يعبر عنها بكل الوسائل المتاحة له.

إن جميع الأديان السماوية ترفض بل وتدين اضطهاد المرأة.. تلك المرأة التي صارعت الكثير لتثبت قدرتها في شتى مجالات الحياة، ومع ذلك فإن واقع مجتمعاتنا يرفض الرضوخ والاعتراف بحق المرأة، حيث نجد أن تمثيل المرأة في معظم برلمانات مجتمعاتنا ضئيل جداً بل يكاد يكون معدوماً وكذا حظ النساء في الحقائب الوزارية في معظم حكوماتنا ما يزال غير مأخوذ بعين الاعتبار وإن أخذ به فلا يتعدى أن يكون شرفياً بدعوى مشاركة المرأة في الحياة السياسية، والحال نفسه في الوظائف العامة. وهناك أمثلة وصور كثيرة لاضطهاد المرأة في مجتمعاتنا ولكن ذكرنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر.

إن ما تقوم به المذيعة مي شدياق سواء أكان من تحليلاتها السياسية اللاذعة أو رفضها للوجود الأجنبي في بلدها لبنان ليس إلا ضمن حدود عملها كمذيعة في محطة الـ (LBC) وحتى لو كانت هذه التحليلات نابعة من وجهة نظرها وتعبر عن آرائها فهذا لا يعطي الحق لأي شخص أو طائفة أو جهة الحكم عليها بالموت بتدبير مؤامرة دنيئة الغرض منها القضاء عليها. بل كان الأجدى بمن قام بهذا العمل الدنيء مقارعة الحجة بالحجة، ولكن من قام بهذا العمل هو ضعيف بحجته ليستخدم هذا الأسلوب الرخيص حتى يبقى هو ورأيه في الميدان دون منازل.. وقد قال الشاعر:

اذا خلا الجبان في أرض قوم

طلب وحده الطعن والنزالا

إن هذه الحادثة دلت على واقع أليم يمس كيان المرأة كما دلت على عقلية مريضة أقدمت على مثل هذا العمل. فأين النخوة؟ وأين الشجاعة في استهداف امرأة ونحن في مجتمع عربي له تقاليده وأعرافه التي تمنع التعرض للنساء وتنادي بحماية الأعراض والنفوس والنساء والأطفال وبذل الغالي والنفيس من أجلها؟. أم هي ستارة يتوارى خلفها ضعاف النفوس أولئك. فهل ننسى ما للمرأة من مآثر في تاريخنا العربي والإسلامي مثل زرقاء اليمامة التي كان يستعين بها العرب في حروبهم أو دور أمهات المؤمنين والصحابيات في المجتمع ومع بزوغ شمس الإسلام.. وهل ننسى كيف هبت جيوش المسلمين للذود عن امرأة تعرضت للاضطهاد وصرخت قائلة: «وا معتصماه».

إن الفرق كبير بين رجال الأمس ورجال تلك المؤامرة الدنيئة .. فاليوم أعراض تنتهك وأفكار تحاصر وتقتل من دون ردة فعل ايجابية توحي ولو من بعيد باستنكار مثل هذه الأعمال.

فإلى متى ستعيش المرأة في مجتمعاتنا تحلم بشمس يوم تضيء لها دربها وتعيد لها حقوقها وكرامتها وقدرها.. والله المستعان على ما فعلتموه بامرأة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى