البنك الدولي..والإصلاحات

> عبدالرحمن خباره:

>
عبدالرحمن خباره
عبدالرحمن خباره
حذر البنك الدولي من تراجع حكام بلدان الشرق الأوسط عن الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية.. نظراً لارتفاع أسعار النفط وما تدره من مكاسب وأرباح.. حيث يمكن لهؤلاء الحكام الكف عن البرامج الإصلاحية.

وذكرني ما قاله البنك الدولي أحداثاً جاءت في رواية الكاتب العالمي المصري نجيب محفوظ «بداية ونهاية» التي تحولت إلى فيلم سينمائي.. ومضمونها احتياج عائلة مصرية إلى إحياء حفل فني لزواج أحد أبنائها.

وفي الحي الذي تقطنه هذه العائلة المصرية كان هناك مجموعة من «الفتوة» يقودهم الفنان المرحوم فريد شوقي.. حيث أصروا على إحياء هذا الحفل الفني وبصوت «المطرب» فريد شوقي رغم أنه لا يملك الحنجرة المناسبة وليس له صلة لا من قريب أو بعيد بالفن والغناء بل بحاجة إلى المال.

وبسبب ما تملكه مجموعة «القوة» الحرافيش من سلطان وقوة في الحي فقد وافقت العائلة وعلى مضض وخوف على فرقته «الفنية» فما كان من قائد الفرقة - فريد شوقي- إلا توزيع «حرافيشه» على طول مساحة المتفرجين والمشاركين في الحفل لخنق أي صوت يعارض.. فكان له ما أراد.

إن حكامنا في بلدان الشرق الأوسط يشبهون «مطرب» الحفل الفني بالحي.. إنهم يرفضون الإصلاحات جملة وتفصيلاً ولا يريدون المشاركة الشعبية في القرار ويرون في نظمهم البائسة الكارثية أفضل النظم.. ومن يعترض على ذلك يكون جزاؤه العصا الغليظة وخاصة من النوع «المكهرب» المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقادة البنك الدولي على دراية وعلم بأن الحكام في بلداننا يجدون في الغرب وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية خير «رفيق» ومساند ماداموا ينفذون ويحققون مصالحها الأمنية والعسكرية والاقتصادية وكلها على حساب شعوبهم.. وما الحديث عن الإصلاحات التي يطالب بها الغرب الا لذر الرماد في العيون.

لقد تراجع الغرب بما فيه الولايات المتحدة عن المطالبة الملحة بالإصلاحات السياسية، ويرفعون اليوم شعار أهمية الإصلاحات من الداخل وحسب ظروف هذه البلدان وعليها اختيار الكيفية والزمن المناسبين لهذه الإصلاحات.

وعلى الشعوب أن تشرب من ماء البحر.. ورمضان كريم ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى