لبنان يطلب مساعدة امنية دولية في ظل اعتداءات وانقسامات

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
لبنانيات يتظاهرن في ظل الاعتداءات
لبنانيات يتظاهرن في ظل الاعتداءات
تلتئم الحكومة اللبنانية مساء امس الاول الخميس للنظر في طلب المساعدة الامنية من الولايات المتحدة وفرنسا في ظل انقسام في صفوفها ووسط موجة من الاعتداءات مرشحة للاستمرار.

واعتمد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لهجة مختلفة امس بعد جلسة مساءلة للحكومة في البرلمان وقال "نحن في معركة ضد الارهاب وسنربحها بالتعاون مع اللبنانيين وبالاستعانة مع كل الناس".

وبدات موجة الاعتداءات في لبنان في تشرين الاول/اكتوبر 2004 بمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة، وبلغت ذروتها مع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 على خلفية خلاف مع سوريا التي اجبرت على سحب قواتها العسكرية من لبنان بعد شهرين.

وتلى ذلك 12 اعتداء استهدفت مناطق سكنية وصحافيين وسياسيين، كان اخرها اعتداء الاحد الفائت ضد الاعلامية في المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) مي شدياق في شمال بيروت، ادى الى بتر يدها وقدمها واصابها بجروح بالغة.

واوضح السنيورة الذي شكل حكومته في نهاية حزيران/يونيو الفائت، وهي الاولى بعد انتهاء زمن الوصاية السورية، ان لبنان ضحية موجة الارهاب نفسها التي تضرب دولا عدة مثل بريطانيا ومصر والمملكة العربية السعودية وحتى الولايات المتحدة.

واراد بذلك ان يبدد الشعور بالعجز الذي تجلى في تصريحات وزير الداخلية حسن السبع اخيرا، وخصوصا حين قال ان الدولة تواجه "شبحا ارهابيا".

واعربت باريس وواشنطن عن استعدادهما لمساعدة لبنان على الصعيدين اللوجستي والتقني، علما ان فريقا من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) وصل فعلا الى لبنان وتفقد مسرح الجريمة التي طاولت شدياق.

لكن المساعدة الاميركية اثارت استياء حزب الله الشيعي الممثل في الحكومة الى جانب الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في الربيع الفائت.

وقال مصدر قيادي في حزب الله لجريدة "السفير" اللبنانية تعليقا على القضية ان "موقف الحزب المبدئي هو التحفظ حيال التدخل الاميركي لعدم ثقتنا بالاميركيين بسبب انحيازهم المعروف وعدوانية السياسة الاميركية حيال العرب ولبنان".

فتاة لبنانية تحمل صورة لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري
فتاة لبنانية تحمل صورة لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري
واضاف المصدر "كان يمكن الاستعانة بخبرات تقنية من دول محايدة مثل سويسرا او هولندا او النروج او السويد لان لا اطماع سياسية لها في المنطقة وهي غير منحازة".

وكان حزب الله وحركة امل الشيعية انتقدا السنيورة لمشاركته اخيرا في نيويوك في اجتماع تحضيري لمؤتمر دولي لمساعدة لبنان اواخر هذه السنة برعاية الولايات المتحدة.

لكن رئيس الوزراء رد "لن نستبدل وصاية باخرى وانتهى زمن الوصايات".

ويبدو ان هذه التصريحات لن تقنع منتقديه وخصوصا ان قسما مهما من الطبقة السياسية ولاسيما المعارضة السابقة لسوريا اتخذت من باريس وواشنطن موطئ قدم لها.

وفي هذا السياق، قال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس "بعد ثلاثين عاما من الوصاية السورية، لم يعد اللبنانيون قادرين على حكم انفسهم هذا اذا قاموا بذلك فعلا، وينبغي القول ان قسما من الحكومة لم يتخل بعد عن عاداته كمعارضة سابقة".

والواقع ان السلطة في لبنان تظل منقسمة، فلا تضامن داخل حكومة لا تعتمد اللغة نفسها وفي ظل رئيس جمهورية (اميل لحود) قريب من سوريا.

واعلن وزير الاتصالات مروان حمادة ان لبنان يفتقر الى سلطة موحدة ما دام الرئيس لحود في منصبه، محملا دمشق واستخباراتها والقصر الجمهوري (في بعبدا) مسؤولية الاعتداءات.

في هذا الوقت، يحبس البلد انفاسه في انتظار تقرير اللجنة الدولية التي تتولى التحقيق في اغتيال الحريري، علما ان السلطات اللبنانية ستتسلم نسخة منه في 21 تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى