مدير عام الهيئةالعامة للآثار والمتاحف بمحافظة شبوة لـ «الأيام»:كفشت نتائج التنقيبات في موقع ميناء قنا وجود التبادل التجاري والفني بين الحضارات

> «الأيام» عائض عطية:

> يحتل ميناء قنا التاريخي الواقع على ساحل البحر العربي في إطار مديرية رضوم بمحافظة شبوه موقعاً مهماًُ في الخارطة الاثرية والتاريخية لليمن، نظراً للأهمية التي كان يشكلها في ربط الحضارات اليمنية القديمة بدول العالم في ذلك العصر.

والزائر لموقع الميناء قنا يقف مندهشاً وينتابه الاعجاب لما يشاهده من معالم أثرية كالمعابد والمساكن والطرق المرصوفة بالحجارة وخزانات المياه والنقوش التي تبرهن مدى قدرة الانسان اليمني القديم على صنع حضارته.. مما جعله محط أنظار السياح الوافدين إلى المحافظة من مختلف أنحاء العالم.

ولمعرفة المزيد من الاهمية التي يكتسبها ميناء قنا التاريخي وما أظهرته نتائج التنقيبات الأثرية ومدى الحفاظ على معالمه، تحدث لـ «الأيام» الأخ خيران محسن الزبيدي، مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة شبوة قائلاً: »يعتبر مينا قنا من أهم المواقع الاثرية في شبوة، كما كان من أهم موانئ العالم في تصدير اللبان الذي كان يستخدم بصورة أساسية في تبخير المعابد، فضلاً عن أهميته في ربط حضارات اليمن القديم بدول شرق آسيا وجنوب أفريقيا وحتى غزة وقبرص وشمال أفريقيا».

واستطرد حديثه قائلاً: «في العام 1984م بدأت أعمال التنقيب في موقع الميناء من قبل البعثة اليمنية الروسية المشتركة وخلال فترة عملها أجرت حفريات في (7) مواقع داخل مستوطنة الميناء منها مخازن اللبان والمساكن والمعابد وخلال هذه المرحلة تم العثور على بعض الادوات والاواني الفخارية المستوردة من قبرص ومن شرق آسيا ومن غزة بفلسطين ومن شمال أفريقيا أيضاً وهي التي اعطتنا دليلاً قاطعاً أن انطلاق قوافل اللبان كان يبدأ من قنا مروراً ببعض العواصم التاريخية القديمة، متجهة إلى الشمال حتى وصولها الى غزة.

كما اشتركت في أعمال التنقيب في موقع الميناء بعثة فرنسية، حيث قامت بأعمال التنقيب في أحد المعابد الكبيرة ورسمت خارطة مباني المدينة، كما رممت النصف العلوي من الطريق الاثري الذي يصعد إلى قمة جبل حصن الغراب (قلعة ماوية) وواصلت البحث الاثري في الموقع البعثة الاثرية الايطالية، حيث عملت دراسات أولية واسعة لارصفة الميناء وبعض المباني التي غمرتها مياه البحر، وقد وجدت بعض مراسي السفن والانفورات الفخارية القادمة من شمال أفريقيا والتي كانت تحمل البضائع، إلا أنه في العام 1999م توقف العمل الاثري في موقع الميناء نتيجة عدم حصول تلك البعثاث على التمويل حتى يتسنى لها استكمال الدراسات الاثرية واعمال الحفريات».

وقال الزبيدي عن نتائج أعمال التنقيب: «إن أهم ما كشفته نتائج التنقيبات في موقع الميناء وجود التبادل التجاري والفني بين الحضارات سواء في اليمن أو خارجه، بالاضافة إلى تحديد الفترات الزمنية التي يعود أقدمها إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد حسب دراسة بعض المواد في المبنى الرابع».

ويضيف: «اكتشفنا قطعا كبيرة من اللبان التي يقدر عمرها بـ 1600 سنة من الآن ولا زالت تحتفظ برائحتها الزكية وكذا العثور على بعض الحلي من الاحجار الكريمة وحبيبات الذهب والزجاج وبعض الادوات العاجية والنقود وغيرها من الملتقطات الاثرية التي تم حفظها في متحف عتق».

وعن مدى الحفاظ على المعالم الاثرية في موقع الميناء، قال مدير عام الاثار والمتاحف بشبوة: «للأسف أن بعض المباني الواقعة في ميناء قنا تتعرض في كثير من الاحيان للتخريب والعبث من البعض بحثاً عن قطع اللبان والقطع الاثرية التي يستفيد منها تجار الآثار.

لكن يمكن القول إن هذا الموقع يشكل أفضل حالا من غيره من المواقع الاثرية الاخرى من حيث الصيانة وعدم العبث به.. وقد جرت بعض المحاولات من قبل بعض وكالات السياحة لإنشاء بعض الاستراحات على موقع الميناء، إلا أنه تم التصدي لها».

وأضاف: «لقد تابعنا مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بشان إقامة سور يحيط بالموقع وإنشاء صالة عرض لنتائج البعثات وطرحنا فكرة وضع تذاكر تباع للزائرين، كون الميناء يقع على أهم ساحل سياحي في محافظة شبوة وهو ساحل حصن الغراب، الذي تم اختياره كأفضل موقع سياحي على البحر يتوافد اليه السياح من كل حدب وصوب ولكن للاسف الشديد تم تسليم العمل للمقاول على اساس إنشاء السور والصالة، إلا انه اكتفى بوضع بعض الأعمدة عمود الأنابيب المجلفنة وغير المطابقة بتاتاً للمواصفات المتفق عليها، في الوقت الذي دفعت له الهيئة مبلغ (4) ملايين ريال ومنذ ديسمبر 1997م توقف العمل في الموقع.

و رغم كل المراسلات مع ديوان الهيئة بصنعاء من قبل السلطة المحلية الا أنه لم يتم اتخاذ اية اجراءات بإلزام المقاول بتنفيذ العمل أو اسناده الى مقاول آخر وظل ذلك عقبة في وجه المشاريع المعتمدة للمحافظة والأسباب تعود للديوان».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى