قصة قصيرة بعنوان (مشهد)

> «الأيام» محمد عبدالله معاشر:

> وصل إلى منزله الجديد..قبل أن يصعد حاملاً حقائبه، وقف ينظر إلى الحي الجديد الذي قرر أن يقطنه هذه السنة، فربما يكون الحي الذي سيعوضه عن مرتع صغره وأيام طفولته في وطنه.

يدور واقفاً.. يرى بيته ليس غريباً عن بيوت الحي الأخرى. البناء واحد والعمارة واحدة، أولاد يلعبون الكرة.. لقد رسموا بالطباشير هدفاً مستطيلاً على جدار بيته.

صعد إلى البيت مسرعاً.. فتح النافذة المطلة على الشارع حيث يلعب الأطفال وأخذ يطل عليهم بصلعته بين الحين والآخر.

مر وقت من الزمن.. والأطفال ينظرون إلى البيت المهجور، الرجل يخيفهم بنظراته المحدقة وعينيه الواسعتين و.. صلعته العاكسة المخيفة، ينتظرون منه نهراً لاذعاً أو عتاباً شديداً.. ربما لأنهم لم يجدوا مكاناً غير هذا للعب، أو لأنهم اعتبروا جدار بيته هدفاً.

توقف اللعب فجأة لأن صوتا يناديهم «يا أولاد.. يا أولاد».. الرجل الأصلع يشير إليهم بالصعود، ترددوا في الأمر ولكنهم صعدوا في الأخير يدفع بعضهم بعضاً، حتى وقفوا على باب الغرفة.

ناول كل واحد منهم من الحلوى التي جلبها معه. وشكرهم على تلبية الدعوة.. ثم كشف لهم عن لوحة ملونة لهم وهم يلعبون الكرة.. الأولاد أنفسهم والكرة نفسها ولكن المكان آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى