الشعر الشعبي في يافع

> «الأيام» عادل المدوري:

> إن الشعر الشعبي في يافع تراث هام وحيوي في حياتنا، فله مكانة خاصة ومرموقة في كل تقاليدنا وعاداتنا، فالشعر الشعبي هو السبّاق في الأحداث والمناسبات والمهرجانات، إذ تهب نفحات الشعر مزركشة بألوان الفكر القادم من سفوح الجبال ومن البوادي التي انطلق مبدعو العربية منها وانطبعوا بطباعها وربوا على طبائعها، فجادت قرائحهم بألوان الشعر الذي رسم أشكال معاناتهم سواء ما أظهروا منها بسبب فقدان بعض ضروريات الحياة أو ما لم يظهروا منها كلواعج الحب والحنين.

فكان الشعر الشعبي ولا يزال صاحب الحضور القوي والفاعل في كل الفعاليات، لأنه ومن خلال بساطته يخاطب أمّة بجميع طبقاتها وثقافتها وشرائحها، فهو نافذة حرة ووسيلة للتنفس، وهو الصديق العزيز الحاضر في الأفراح والملازم لراعي الغنم في قمم الجبال العالية ومرتادي السهول والوديان بمختلف الطقوس والمناخات، وتتغنى به المرأة في البيت والحقل، ويحمل في طياته رساله تربوية وإنسانية ترسخ القيم الحميدة في المجتمع وتؤكد على حضارة يافع الأصيلة وهوية شعبه الغني بثقافته وأخلاقه وعاداته النبيلة. فالشعر الشعبي في يافع تراث مشرق ومتنوع لما له من تأثير بالغ في حياة المجتمع باعتباره الأوسع انتشارا بين أوساط الجماهير، فيصدح به الفلاح في أرضه عند الزراعة والحصاد، والبنّاء عند زوايا البناء والعقود، وعامة الرجال عند الأعمال والمبادرات الطوعية الجماهيرية وفي الحياة اليومية. فهو مدارس اجتماعية ترسخ مكارم الأخلاق والفضائل في المجتمع ونبذ السلوكيات السيئة والسلبية، ويحتل مكانة عالية في نفوس الناس والمثقفين والعامة، لما يتميز به من أنه أكثر معايشة لهموم الواقع، كما أنه يكون سبباً في إيجاد معالجة لمعظم القضايا والفتن. إن توثيق الشعر الشعبي اليافعي وحفظه من الضياع مهمة وطنية تقع على جهات الاختصاص، في الوقت الذي عرفت شعوب العالم من تراثها وفنها الشعبي عوامل التغيير والتقدم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى