مع القرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> يسعدني أن أهنئ قراء «الأيام» الأحباء في الله، بحلول هذا الشهر المبارك المقدس {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} البقرة 185. ولنرفع إلى الله أكف الضراعة بالدعاء الخاشع بأن يهل علينا هذا الشهر الحبيب بالأمن والايمان والسلامة والاسلام، وأن يجعله هلال خير ورشد وبركة وتقوى، ومغفرة وصفح وعفو من كل إثم وخطيئة وبلوى.. سنلتقي إن شاء الله، خلال هذا العمود (مع القرآن) لنقطف من ثمار اليانعة، ونقبس من أنواره الساطعة ونحاول بعون الله وتوفيقه - أن نتذاكر ونتفاكر ونتأمل ونقرأ ونرقى، ونتعظ ونسعد ولا نشقى.. فإنه «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها» رواه أبو داود والترمذي..

وبمقدار نوعية القراءة الواعية المخلصة يكون التلقي ويرتفع الترقي، وتكون الرفعة السامية العالية في عليين {وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} المطففين 21، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين» وبمقدار الارتفاع في فهم القرآن، والانتفاع بوحي القرآن، والعمل بهذا القرآن يشفع القرآن لأهله إذ قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما رواه مسلم عن أبي أمامة «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» فيسمو قارئ القرآن وهو ماهر به حتى يصل إلى مقام «السفرة الكرام البررة» كما رواه البخاري ومسلم بل يقيض الله لأهل القرآن وهم أصلا «أهل الله وخاصته» ويهيئ لهم من يدافع عنهم، ويحاجج دونهم ويذب عن أعراضهم فقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:« يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما».

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم خاصة أهلك، ولا تعاملنا بقسط عدلك.. وأفض علينا من جودك وبذلك، وامنن علينا بعفوك ورحمتك ومغفرتك وفضلك.. لنا ولوالدينا وأحبابنا وأصدقائنا والقراء أجمعين ولجميع المسلمين .. آمين.. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى