قال وزيرا خارجية الهند وباكستان امس الثلاثاء انهما سيحاولان التوصل قبل حلول يناير كانون الثاني الى اتفاق بشأن منطقة جليدية في الهيمالايا يتنازعها البلدان لكنهما لم يعلنا تحقيق اي تقدم بشأن خلافهما الاساسي حول كشمير.

ووصل وزير خارجية الهند ناتوار سينغ الى باكستان يوم الاحد الماضي لاجراء محادثات بخصوص عملية السلام الهشة بين البلدين ووقع الجانبان امس الاثنين اتفاقات بشأن الابلاغ المسبق عن تجارب الصواريخ وانشاء خط ساخن بين حرس السواحل في الدولتين.

لكن التعهد بالتوصل الى اتفاق بشأن منطقة سياشين الجليدية هو ابرز تقدم فيما يبدو اسفرت عنه محادثات سينغ مع نظيره الباكستاني خورشيد قصوري.

وقال الوزيران في بيان مشترك "تبادل الجانبان الافكار بشأن قضية سياشين واتفقا على مواصلة مناقشاتهما لكي يتوصلا الى تفاهم مشترك قبل بداية الجولة التالية من الحوار المركب المقررة في يناير كانون الثاني."

وخاضت الجارتان الأسيويتان ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 اثنتان منها بسبب اقليم كشمير الذي تسكنه أغلبية مسلمة وكانتا على وشك الدخول في حرب رابعة عام 2002 قبل بدء عملية السلام في أوائل العام الماضي.

وتشمل المحادثات عددا من القضايا المختلفة فيما يسمى بالحوار المركب من بينها نزاع كشمير.

وقال متحدث هندي ان سينغ التقى بالرئيس الباكستاني برويز مشرف امس الثلاثاء واتفقا على معالجة نزاع كشمير "بطريقة هادفة وتتسم بالصدق."

وقال قصوري في مؤتمر صحفي مع سينغ ان قضية كشمير نوقشت باستفاضة لكنه لم يذكر اي تفاصيل.

ويصمد وقف لاطلاق النار بين قوات الجانبين في كشمير منذ أواخر عام 2003 رغم أن متشددين اسلاميين لا يزالون يقاتلون قوات الامن الهندية في الشطر الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير.

وتقول الهند انه ينبغي على باكستان أن تبذل مزيدا من الجهود لوقف تسلل المتشددين الى كشمير الهندية. وتقول باكستان انه ينبغي ان تتوقف القوات الهندية عن انتهاك حقوق الانسان بالاقليم وتبدأ الانسحاب منه.

ويبحث البلدان أيضا سحب القوات من منطقة سياشين الجليدية حيث قتل عدة آلاف في أعلى ساحة قتال في العالم حيث يتراوح ارتفاعها بين 5400 و6600 متر.

وقال وزير الدفاع الهندي براناب مخرجي الاسبوع الماضي ان الجانبين اتفقا على ضرورة سحب القوات لكن الجانبين يقولان ان هناك مشاكل فيما يتعلق بالتحقق من المواقع قبل الانسحاب.

وناقش سينغ ومشرف ايضا موضوع المنطقة الجليدية المتنازع عليها وقال متحدث هندي انهما رحبا بالمناقشات بخصوص اطار عمل لدعم تسوية هذا النزاع.

وقال قصوري في المؤتمر الصحفي ان امكانية حل نزاع المنطقة الجليدية اصبحت قائمة لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بعد.

واتفق الجانبان ايضا على اجراء مسح مشترك لقطاع متنازع عليه من الحدود عند مصب نهر يعرف باسم سير كريك.

وفي اجتماعه مع مشرف اثار سينغ ايضا قضية رجل هندي حكم عليه بالاعدام في باكستان بتهمة التجسس وتنفيذ سلسلة من الهجمات بالقنابل.

واجتذبت القضية اهتماما واسعا في الهند حيث تصر اسرة الرجل على انه بريء. وقال متحدث بوزارة الخارجية الهندية ان سينغ حث مشرف على التعامل مع القضية "من وجهة نظر إنسانية".

وقال المتحدث الهندي نافتيج سارنا للصحفيين "قال الرئيس )الباكستاني( انه سيراعي ملاحظات وزير الشؤون الخارجية حين ترفع القضية اليه."

وحضر الوزيران ايضا اجتماعا للجنة المشتركة الهندية الباكستانية التي لم تجتمع منذ 16 عاما لبحث التعاون في مجالات كالزراعة والسياحة والصحة.