قصة قصيرة بعنوان (عيون متعبة)

> «الأيام» محمد حسين بيحاني:

> العينان تنكمشان من شدة الألم.. ضغط على بطنه بيديه وببطء.. حاول الضغط من جديد ليستعيد أنفاسه,لا فائدة.. الوجع كالسكين في خاصرته اليسرى.. العينان تنكمشان من شدة الألم,يا رب ما هذا.. الألم شديد، سأجن من شدة الألم، أصبحت كالقنفذ، قال.

(الله أكبر) صوت أذان المغرب يطرق أسماعه من بعيد. يا رب.. استعاد أنفاسه.. نهض مسروراً ضاحك العينين، وفتح الباب على مصراعيه.. تناول القرآن وقرأ ما تيسر له من الآيات شاكراً ربه.في الغرفة سلك كهربائي غليظ لمكيف الهواء مطوي على شكل مشنقة. حدق به ثم ضحك.. زوجته (سلمى) تدخل إليه بالقهوة المرة مع المغرب الذي يدخل أوله.. نهض وأشعل سيجارة.. نظر إلى وجهه في المرايا.. خيوط دخان السيجارة ترقص يمين شمال.. حدق في دخان السيجارة المتمايل الهزاز ثم السقف البعيد.. توضأ.. تناوله السجادة.. فرشها وصلى..

نسي القهوة المرة.. وضع ساعته في يده اليمنى.. تناول كتاباً لقصة من مكتبته بعنوان (العتيق الأسطورة)..

قرأ السطر الأول.. كلب وقطة سوداء تعاركا في حوش البيت.. نسوة يدخلن على زوجته.. نظرة للكلب والقطة.. نظرة للنسوة.. نظرة لزوايا الدار، تذكر أنه يوم الثلاثاء على موعد مع المدير الذي سيعمل على مساعدته. انتظر أكثر من عشرة أسابيع.. ألغى الموعد، تذكر مقطعاً من أغنية الفنان اليمني الكبير الفقيد (محمد عبده زيدي)..

دندن.. غنى (غصب عني إيش أسوي كل شي قسمة ونصيب).

النسوة يغادرن المنزل وجاء دورالقراءة والكتابة.. أشعل سيجارة من علبة السجائر التي بقربه.. أشعلها واشتعل.. أغمض عينيه وتمنى لو أنه في المقهى، لو..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى