رمضان في الجزائر:ما بين الشربة وصلاة التراويح وقفة رمضان

> الجزائر «الأيام» هيثم رباني:

> ليس هناك شيء يجمع الجزائريين بمختلف انتماءاتهم اللغوية والعرقية مثل شربة (حساء) رمضان. فعند آذان المغرب يكون على طاولة أغلب الجزائريين حساء ساخن تختلف تسميته من منطقة إلى أخرى، فأهل العاصمة يسمونه "شربة" وأهل الشرق يسمونه "الجاري" وأهل الغرب يسمونه "الحريرة". ويقول عمي الزواوي من مدينة شرشال غرب العاصمة: "من لم يِفطر على شربة وحبة بوراك فرمضانه ناقص من الناحية الغذائية". ويعرف "البوراك" في المشرق العربي باسم "السمبوسك" لكن شكله في الجزائر أكبر حيث أنه مربع ويحوي ما طاب لاحدهم أن يضع فيه بدءا بالبطاطا و مرورا باللحم المفروم ووصولا إلى السمك. كما أن صلاة التراويح تشكل جزءا لا يتجزأ من شهر الصيام في الجزائر ويلاحظ أن المساجد تمتلئ بالمصلين وتتسامح الشرطة مع صفوف المصلين التي تقيم الصلاة على الارصفة إذا لم تزعج حركة السير. ويقول فاتح من حي بلكور الشعبي وسط العاصمة: "أنا أصلي التراويح وأحافظ عليها كل رمضان غير أن هذا الشهر يتميز أيضا بتلك الحوانيت الصغيرة التي تفتح أبوابها من دون ترخيص لكنها تبيع أحلى أنواع الزلابية وحلوى قلب اللوز". وحول أكل قلب اللوز، يقاطعه عز الدين من نفس حي بلكور قائلا: "اسمع قلب اللوز لا يحلى إلا في قعدة سهرة، نستمع فيها إلى أغاني الشعبي". أما "الشعبي" فهي موسيقى تقليدية أصلها من الموسيقى الاندلسية لكن قواعدها أخف والشعر فيها يطغى على المقاطع الموسيقية وتشهد المدن الجزائرية دون استثناء في رمضان تنافسا بين الفرق الموسيقية التي تفتخر بالفوز بإحدى الجوائز التي تقدمها البلديات أو دور الثقافة التابعة للدولة. من جانبه فإن التيار الديني، سواء كان سلفيا أو متصوفا، يندد بكل ما يراه تساهلا واتباعا للشهوات خلال رمضان. ويقول محمد الديفلي وهو إمام مسجد بمدينة البليدة التي تبعد عن العاصمة 50 كيلومترا: "عوضا عن اللعب واللهو بالموسيقى وغيرها، أليس من الافضل الاهتمام بالفقراء وذوي الحاجة الذين يعانون أيام رمضان من الجوع وتزداد معاناتهم عند اقتراب العيد لان أبناءهم لا يفرحون ولا يلبسون مثل غيرهم من أولاد الاغنياء". ولمساعدة الفقراء، خصصت وزارة التضامن الاجتماعي مساعدات مالية بمليارات الدينارات لكل بلديات الجزائر التي أحصت فقراء هذا العام ممن يحق لهم الحصول على ما اصطلح على تسميته في السنوات الاخيرة "بقفة رمضان". وتحتوي قفة رمضان على مئونة أسبوع من الزيت والبقول والطماطم المعلبة والسكر والقهوة بالاضافة إلى علب كيك ومربى. كما أن الهلال الاحمر الجزائري يلعب دورا بارزا في هذا الشهر الفضيل حيث يبسط موائده التي يمولها الموسرون قبل الافطار كي يأتي إليها الفقراء ومحدودو الدخل ممن لا يجدون ما يكفي لسد رمقهم. وقبل حلول العيد بعشرة أيام يتنافس الاطفال في الضغط على أولياءهم لشراء أجمل الملابس وتكتظ الاسواق بالاباء والابناء وهي صورة جميلة يكدر صفوها جشع بعض التجار أو عدم قدرة بعض الاولياء المادية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى