مع الـقـرآن

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> إذا كان الحق جل في علاه قد أوضح في كتابه الحبيب أنه أنزل القرآن "هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" البقرة 185، فإنه ألزم كل الناس أن يتدبروه بعمق، ويتأملوه بحق وصدق حتى يستيقنوا أنه من عند الله "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" النساء 82..

وأوضحت آيات القرأن أن هناك " أقفالاً" أغلقت بعض القلوب فلم تستطع استلهامه واستقدامه واستخدامه، فعاشت هذه القلوب في غفلة سادرة وظلمة ساترة، فدعت -آيات القرآن- أصحاب هذه القلوب إلى تحطيم تلك الأقفال، تكسير تلك الأغلال حتى تنفتح قلوبهم لهدي القرآن ونوره وضيائه، لأن هذا القرآن الحبيب العجيب المعجز، عجيب في صفاته وسماته، غني في معانيه ودلالاته، ثمين في كنوزه وحقائقه، متين في نصوصه وتوجيهاته، قوي في أهدافه وأغراضه، واقعي في مهمته ورسالته، فاعل في أثره ودوره، معجز في أسلوبه وهديه، مستمر في عطائه، كما جاء في كتاب (مفاتيح للتعامل مع القرآن) للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي - حفظه الله.وليس أدل على ماقاله الدكتور صلاح الخالدي من قول أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب - رضي الله عنه عن القرآن- هو كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولاتلتبس به الألسنة، ولايشبع منه العلماء ولايخلق (يبلى) من كثرة الرد، ولاتنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به" سورة الجن1/2، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.

ملحوظه: توهم بعض العلماء حينما جعله حديثاً مرفوعاً، وقد رواه الترمذي برقم 249 وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحارث يقصد الحارث الهمداني راوي الحديث - مقال: والأصح أن هذا الحديث من أقوال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

لعل هذه هي أهم سمات القرآن كتاباً داعياً إلى التوحيد، محرضاً لطلب العلم، محرراً لعقل الإنسان، محركاً لهمم التقدم هادياً إلى عمل الخير وخير العمل.اللهم اجعلنا من الذين حفظوا للقرآن حرمته لما حفظوه، وعظموا منزلته لما سمعوه، وأعلوا مكانته لما قرأوه، وتأدبوا بآدابه واتبعوه والتزموا حكمه ومافارقوه.. آمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى