يوم من الأيــام..عندما تعتمد الأحزاب على «عبده حلاوة»

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
بحلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهراً لمراجعة أعمالنا لنتقرب إلى الله أكثر وأكثر، فهي الوسيلة الوحيدة لتجنيب البلاد والعباد ما لا يحمد عقباه، قررت استهلال مواضيعي في هذا الشهر بموضوع يروح النفس ولا يكدر صفوها، لأن هذا الشهر الفضيل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

الآن إلى شخصية تجدها في كل حزب من الأحزاب، حاكماً أو معارضاً، إذ لا يخلو حزب من الأحزاب من شخصية عبده حلاوة، الذي قد يختلف بين هذا الحزب وذاك فهناك عبده حلاوة البسيط المرح وقد يكون عبده حلاوة شخصية معقدة تظهر ما لا تبطن وقد تتميز بالخبث الذي قد يصل إلى حفر قبر للخصم دون أن يبالي بالعواقب، إلا أن عبده حلاوة في هذا الحزب أو ذاك يلتقيان من حيث المبدأ والأهداف.

عبده حلاوة تتميز مهمته بالتعاقد، فهو يعلم أن هذا الموسم هو موسم انتخابات، سواء على مستوى نيابي، محلي أو على مستوى جمعية أو خلاف ذلك ويعلم عبده حلاوة أن هناك اعتمادات بالهبل قد رصدت لذلك الغرض، وعبده حلاوة هو في العادة شخصية بسيطة تتراوح في مستواها بين إجادة القراءة والكتابة ومستوى أعلى من ذلك، إلا أن القاسم المشترك بين عبده حلاوة هنا وعبده حلاوة هناك أنهما لا يميلان للقراءة على الإطلاق، فالثقافة عندهما هي الملاسنة، أي مهارة اللسان الكرباجية.

قد تختلف النظرة إلى موسم العمل عند عبده حلاوة هنا أو هناك، إذ قد تجد عبده حلاوة منصرفاً إلى المال انصرافا بحثا، فهو شخصية بسيطة شفافة مفتوحة، لأنه لا يخفي عليك سرا أن الدنيا «معوالة» (أي لعب عيال) وأنه يوظف مهاراته في المرفالة الانتخابية ويوظف معه فرقا تؤدي أدوارا وفق سيناريو أعده سلفاً لإنجاح مرفالته الانتخابية، وقد يكون عبده حلاوة في حزب آخر مولعا بالمال وأعد له العدة لابتلاعه، إلا أن ذلك الولع يتشاطره اهتمام آخر عند عبده حلاوة وينصب ذلك الاهتمام بتصفية حسابات سابقة ضد الخصوم وقد حانت الفرصة لعبده حلاوة لتصفيتها، لأنه كما قلنا سلفا أنه شخصية معقدة وخبيثة لا تتورع عن إيذاء من تنصره حاليا، لأن عبده حلاوة شخصية لا تؤمن بالمبادئ ولا بالقيم وإن ارتبط طويلا بالعمل الحزبي فقد كان ارتباطه لمجرد الأذى و «المرفالة» البحثة.

قد تجد عبده حلاوة في هذا الحزب شخصية مرحة تحب النكتة وتحب الناس وقد يميل إلى «الحشوش» الخفيف غير الضار، لأنه يحب الضحك ليس إلا، إلا أن عبده حلاوة في حزب آخر شخصية مرحة تميل في مرحها إلى إضحاك الحضور وعادة ما يكونون من العيار الثقيل على حساب أصدقاء مقربين أوأصدقاء يصعقون عند علمهم بأن عبده حلاوة قد مسهم بسوء من أجل إضحاك فلان وفلان من علية القوم للفوز بتوصية لاختراق هذه المؤسسة أو تلك لأن عبده حلاوة شخصية «تعرف من أين تؤكل الكتف».

طالما وأننا في غياب دولة المؤسسات وطالما وأن هناك حاجة للفهلوة في العمليات الانتخابية فلا بأس في أن يكون هناك «عبده حلاوة» شريطة أن يكون عبده حلاوة غير ضار ولا مؤذ ولا حشاش.

ورمضان كريم!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى