اريتريا تسعى لتكثيف الضغوط على اثيوبيا لانهاء نزاع حدودي

> نيروبي «الأيام» رويترز :

> قال محللون إن حظرا تفرضه اريتريا على تحليق طائرات هليكوبتر خاصة بمراقبي الامم المتخدة مغامرة محسوبة لتكثيف الضغوط الدولية على عدوتها السابقة اثيوبيا كي توافق على انهاء خلاف حدودي يخشى كثيرون من ان يكون سببا في اندلاع شرارة حرب جديدة.

وتقرع خطوة الدولة الصغيرة الواقعة على البحر الاحمر نواقيس الخطر في ارجاء شرق افريقيا إذ تخشى الحكومات في المنطقة تكرار النزاع بين الدولتين المتجاورتين الذي دارت رحاه في الفترة من عام 1998 إلى عام 2000 وراح ضحيته 70 الفا نظرا لانه يحد من قدرة الامم المتحدة على مراقبة تحرك القوات.

وفرضت اريتريا حظرا على تحليق طائرات الاستطلاع التابعة للامم المتحدة فوق المنطقة العازلة البالغ عرضها 25 كيلومترا على الحدود البالغ طولها الف كيلومتر في الخامس من اكتوبر تشرين الأول الجاري مما اجج المخاوف من ان اسمرة تخفي حشودا محتملة للقوات وتحضر لحرب جديدة.

غير ان خبراء يقولون ان هدف اسمرة دفع القضية لمقدمة جدول اعمال قوى كبرى تشك بانها اما سئمت الصراع او انها منحازة إلى جانب اثيوبيا.

وقالت المؤلفة البريطانية ميكيلا رونج التي كتبت كثيرا عن اريتريا "نشهد هذا الوضع كل ستة اشهر وحتى عام. ينتاب الناس القلق من اندلاع نزاع جديد."

واضافت "يكمن الخطر في انه في حالة عدم تسوية قضية الحدود فانه سيتحول في يوم من الايام إلى بلاغ كاذب. من الواضح ان الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر."

ودفاعا عن الكرامة الوطنية خاضت اثيوبيا واريتريا حربا بسبب الحدود التي تغطيها سهول خضراء وقرى متربة في عام 1998.

ويغضب اريتريا الان فشل القوى العالمية في استغلال ما لديها من وسائل ضغط هائلة على اثيوبيا التي تعتمد على المعونة لدفعها لاحترام معاهدة السلام التي انهت النزاع بينهما.

ونصت المعاهدة على ان يلتزم الجانبان بحكم لجنة لترسيم الحدود في الخلاف بينهما غير ان اديس ابابا رفضت القرار الذي صدر عام 2002 واعطى اريتريا الحق في بلدة بادمي التي كانت سببا في نشوب الحرب.

ودون موافقة الطرفين تأجل ترسيم الحدود لاجل غير مسمى.

ويقول دبلوماسيون ان نشوب نزاع جديد سيضر بمنطقة استغلها تنظيم القاعدة مركزا له في وقت ما فيما لا تزال تعاني من الجفاف والمجاعة واثار الفوضي في الصومال التي تزعزع الاستقرار.

ويوم الخميس الماضي سارعت بعثة الامم المتحدة في اثيوبيا واريتريا لاعلان عدم وجود اي حشد عسكري على الحدود غير ان المحللين وبعض الدبلوماسيين يقولون انه لا يمكن استبعاد احتمال نشوب حرب استنادا إلى صفقات الاسلحة التي يبرمها الجانبين.

وصرح المبعوث الخاص للامم المتحدة في اثيوبيا واريتريا ليجوايلا جوزيف ليجوايلا للصحفيين بان الحرب ليست حتمية.

ولكنه اضاف "ستشتد حدة التوتر وينبغي ان تتحكم بعثة الامم المتحدة في اثيوبيا واريتريا والاطراف في هذا التوتر لضمان الا يعبر عن نفسه بشكل اكثر خطورة."

وحرصا على الاستقرار في منطقة تعتبرها ملاذا امنا لمتشددين إسلاميين قالت واشنطن ان خبير الشؤون الافريقية بوزارة الخارجية الامريكية دونالد ياماموتو سيشدد على تهديد تجدد الحرب في اجتماعات مع مسؤولين اثيوبيين خلال زيارة في الشهر الجاري.

ووصف مصدر قريب من حكومة اديس ابابا الحظر بانه "احد خطط اثارة الذعر المعتادة التي تلجأ لها اريتريا للتأثير على المجتمع الدولي."

ويخدم ما يصل إلى 300 الف من مواطني اريتريا البالغ تعدادهم 3.6 مليون نسمة في الجيش وهي نسبة مرتفعة غير عادية بالنسبة لدولة لا تخوض حربا في الوقت الحالي.

وقال دبلوماسي اوروبي في اسمرة رفض نشر اسمه "فيما يخص النزاع الحدودي فان موقف اريتريا من الناحية الاخلاقية قوي. من الواضح ان موقف اثيوبيا ضعيف."

واضاف "اذا نشبت حرب اخرى فينبغي على المجتمع الدولي ان يتساءل لماذا لم يبذل قصاري جهده لمنعها."

ويضر حظر الطيران بصورة أكبر بعلاقات اريتريا مع بعثة الامم المتحدة.

وعلى مدى 18 شهرا فرضت اريتريا قيودا على سفر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة واتهمتها بالتحرش بالاطفال والاباحية وعدم احترام العملة الوطنية واساءة استخدامها كما احتجزت سبعة من العاملين في الامم المتحدة.

وتعكس هذه التحركات شكوك اريتريا تجاه العالم الخارجي وهو شعور ناجم عن الاستياء من الدعم الاجنبي لاثيوبيا خلال حرب سابقة خاضتها اريتريا للاستقلال عن اديس ابابا.

ويقول ليجوايلا "لا أعلم سببا يمنع تحليق طائرات الهليكوبتر لكن يمكننا جميعا ان نخلص إلى ان احد الاسباب المحتملة هو وجود قدر كبير من الاحباط لعدم حدوث اي تحرك فيما يتعلق بعمل لجنة الحدود."

وتابع "اتمنى ان يستيقظ الناس ويدركوا ان من المهم التعامل من الجمود بشكل حاسم لضمان انهائه."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى