انقسام بشأن آثار صوم رمضان على سير دولاب العمل

> القاهرة «الأيام» علاء أحمد :

> يقف أحمد كامل تحت أشعة الشمس الحارقة أمام محطة الغاز الطبيعي حيث يعمل في أحد أحياء القاهرة الراقية. من عادة كامل طوال شهور السنة أن يتناول طعام الافطار قبل أن يتوجه إلى عمله. لكننا في رمضان الآن ومن ثم فإنه على شاكلة كل مسلم ملتزم بالفروض الدينية في مصر فإنه يتوجه إلى عمله بمعدة خاوية ويمتنع عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس. يقول كامل وهو يجفف العرق المتصبب من جبينه "إنني أحب العمل في رمضان ولا سيما عندما يكون الجو شديد الحرارة لان الصوم يصبح عندها اختبارا حقيقيا لإيماني كما أن الله يجازي عليه أحسن الجزاء". ويعبر كامل بكلماته هذه عن مشاعر يشاطره إياها غالبية المصريين وهي أن الشهر الكريم يمنح من البركات الكثير. وهو فرصة للاستغراق بشكل أكبر في العبادة من تلاوة القرآن والصلاة ومنح الصدقات للفقراء. ويقول كامل أن ديناميكية العمل بين زملائه في محطة الغاز تتحسن في رمضان. ويوضح الامر قائلا "لقد اعتدت التشاحن مع زملائي أو السخرية منهم ولكن كل هذا يتوقف في رمضان لأن أي أثم ارتكبه سيضيع صيامي". أما محمد أحمد السيد المشرف بأحد المتاجر الحكومية بوسط القاهرة فهو شخص مثالي. وهو يعتقد أن على الرغم من أن الناس يحرمون من الطعام والشراب من شروق الشمس لمغربها فإنهم يكونون أكثر انضباطا في العمل لانهم يكونون مسلحين بالايمان. ويقول السيد "إن الصيام لا يعني الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل الامتناع أيضا عن كل ما يغضب الله والاقلاع عن كافة التصرفات والسلوكيات السيئة". ويضيف "جميع الموظفين يحضرون في مواعيدهم وأنني أرى أن لرمضان تأثير إيجابي على سلوك الانسان". ولكن ثمة وجهة نظر أخرى مقابلة لما يقوله كامل والسيد عن رمضان حيث يشكو البعض من أن الصيام يؤدي إلى الكسل وسرعة الغضب.

في بلد مثل مصر تدين الغالبية العظمى من سكانه نحو 90 في المائة منهم بالاسلام فإن العبادات مثل الصوم والصلاة تعد جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية. لكن البعض يعتقد أن القواعد العامة للدين ليس لها سوى تأثير محدود على السلوكيات الفعلية للناس في العمل. والمسلمون المصريون الذين لا يصومون قلة ضئيلة وحفنة قليلة منهم هي التي تقر بفطرها لان الفطر في رمضان أمر غير مقبول من الناحية الاجتماعية. وعلى سبيل المثال لا يعتقد أيمن حارس استشاري التوليد بأن الناس يصبحون أكثر انضباطا في أماكن العمل في رمضان. ويقول أن النشاط في المستشفى الذي يعمل به يكاد يتوقف مع مقدم رمضان. ويوضح الامر قائلا "في رمضان ثمة حالة عامة من الكسل. الناس لا تريد أن تعمل بسبب الجوع. وأثناء هذا الشهر تثور أعصاب الناس بسرعة. وهم يستيقظون قبل الفجر لتناول السحور ويشاهدون التليفزيون كثيرا.

وبعد ذلك يتوجه الموظفون إلى عملهم حيث يغلبهم النعاس". وعلى عكس ما يرى معظم المصريين فإن حارس يعتقد أن التركيز على العبادات في رمضان لا يجعل الناس يتصرفون بشكل أفضل في هذا الشهر الكريم. ويقول "في رمضان تجد الناس الذين يصلون في المساجد هم نفس الناس الذين يتشاجرون في أماكن العمل". وتوافق ماجدة النوحي إخصائية الصحة العامة على أن تغيير نمط النوم في رمضان ينعكس سلبا على الناس حتى لو حاولوا فرض الالتزام على أنفسهم على نحو ما يدعو الاسلام. د. ب .أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى