رسالة إلى محافظ محافظة عدن الأستاذ الدكتور يحيى الشعيبي:غياب البدر في الليلة الظلماء

> «الأيام الرياضي» علي صالح أحمد:

> المحافظ (هلال ) يهدي حافلتين لناديي المكلا والتضامن في (حضرموت).. هكذا جاء الخبر التي نشرته صحيفة «الأيام» في أحد أعدادها السابقة، وما جاء في الخبر ليس بجديد على (هلال) حضرموت المحافظ الرياضي والداعم الحقيقي للرياضية الحضرمية ساحلها وواديها فقد سبق وأن قدم الكثير من أوجه الدعم اللامحدود للأندية الرياضية الحضرمية حتى طال دعمه الفرق الرياضية الشعبية وقد أنعش الخبر ذاكرتي وأعاد بي إلى حال رياضة عدن والدعم المفقود وحال أنديتها (الرائدة) وهي تئن من أوضاعها السيئة وهمومها عبر شكوى روادها ومنتسبيها الكثر، ونلمس ذلك دون عناء سخطاً معلناً وأحياناً مستتراً بعد أن لم تجد من يواسيها أو يمسح دموعها.

وعندما اعتلى الأستاذ الدكتور يحي محمد الشعيبي رأس المحافظة كمحافظ لعدن في مايو عام 2003 هلل الجميع فرحاً واستبشروا خيراً وبالذات الرياضيين منهم، الذين علقوا آمالاً كبيرة على ذلك (البدر) الذي سيضيء بنوره ذلك الظلام (الرياضي)، إذا جاز لنا التعبير، ويساعدهم في انتشال أوضاعهم المتردية خصوصاً والرجل يعشق الرياضة ورئيس لأحد الأندية الرياضية.

ولم تنتظر تلك الجموع الرياضية طويلاً وهي تلامس حقيقة الإحساس الرياضي لدى المحافظ وعشقه للرياضة فور استدعائه لرؤساء الأندية الرياضية (العشرة) ،ونزوله الميداني للأندية بعد أيام قلائل من توليه زمام المحافظة، لتلمس همومها والعراقيل التي في طريقها، حيث بدأت تباشير الأمل ترتسم على تلك الوجوه العابسة من تلك الاوضاع السابقة، وبدأت الرياضة تعلن عن قدومها وعن استعادة أمجادها وتاريخها،ولقد كانت أولى القطرات التي تسبق الغيث عندما استدعى قيادة مكتب الشباب والرياضة ورؤساء الأندية العدنية لمناقشة الصعوبات والهموم في اجتماع السبت الثلاثين من مايو عام 2003م ..وكان الأخ المحافظ مستمعاً جيداً هو ومرافقوه ومستشاره الرياضي، وهو يستمع إلى كل تلك الهموم والعراقيل والمشاكل ويرى تلك الدموع من البعض وهي تذرف بغزارة شاكية وباكية حالها وحال أنديتها (رغم فشلها وتشبثها بمقاعد قيادة أنديتها) فتطرقوا إلى الهم الأساسي وهو محدودية المخصصات المالية وممتلكات أنديتهم، وكذا الشريحة التجارية لفواتير الكهرباء والمياه والرياضة النسوية ودور الإعلام في العمل الرياضي و...و... وكانت تلك الورقة فاتحة ملف الرياضة في مكتب المحافظ، وكعادة الرجل الذي يمتلك من الحنكة والخبرة ما يدير بهما محافظة بأكملها لم يعر أي اهتمام أو يلتفت لذلك العويل والبكاء على اعتبار أنه ليس كل ما يلمع ذهباً، وطلب من الحاضرين أن يختزلوا همهم ويرفعوا الصعوبات وكذا المعالجات المقترحة لها لقيادة المحافظة.. فكانت تلك الخلاصة وذلك اللقاء (كفاية) بأن يكون الأول والأخير بالنسبة للرجل لما جمع على طاولته خليط من بلح الهموم وعنب الصعوبات في سلة واحدة إلا أنه أبى أن يكون تفكيره مثل تلك العقليات التي يعمل بعضها كإسقاط واجب، مكتفياً بما سمعه من بعض تلك (الأصنام) التي تقود الأندية فقرر أن تكون لبقية حواسه دوراً مهماً في تفاعلها مع ذلك المشروع، وأن يلمس ويرى بأم عينيه ذلك على أرض الواقع، وأن تدلف قدماه إلى تلك الأطلال أو اللوكندات أو الأندية أو ما شابهها.. خذوا الأنسب، وقرر النزول والجلوس مع مجالس الإدارات ليسمع مالديها ويرى المنشآت والملاعب الرياضية والصالات إن وجدت ،وحال الاستثمار، وبـأي عقلية تدار تلك الأندية.

قرارالأخ المحافظ بالنزول للأندية أكد للجميع بأن الرجل يسير بخطى ثابتة نحو الهدف المنشود للنهوض بالرياضة وإعادة اعتبارها، وكان ذلك قراراً حكيماً وصائباً و(ضربة معلم) لأنها تعد الأولى من نوعها على مستوى المحافظين (المتعاقبين) ونوابهم وكبار مسؤولي الدولة وهي تستحق منا كل الشكر والتقدير، فقد كانت أولى زياراته في البحث عن العراقة (نادي التلال) يوم السبت بتاريخ 14 يونيو، ثم إلى نادي شمسان الأربعاء 25 من شهر يونيو، ثم بعد ذلك إلى نادي الوحدة العدني يوم الاثنين 30 من يونيو ، ثم يلتقي مرة أخرى برؤساء الأندية في اجتماع الأحد 16 من شهر يوليو، وهكذا توالت الأيام والزيارات لبقية الأندية حتى شارف شهر أغسطس على الانتهاء ، فكانت زيارته قبل الاخيرة لنادي المنصورة في الرابع والعشرين من شهر أغسطس، ثم بعد ذلك وأخيراً زيارته لنادي الشعلة الرياضي. وكانت زيارات تفقدية ناجحة تلمّس من خلالها الأخ المحافظ عن كثب كل ما تعانيه تلك الأندية، وتم تدوين ذلك في رسالة (كل نادي على حدة) مختصرة جداً جداً ،لأن الرجل لايحب الكلام الكثير(هكذا قيل لي من قبل مرافقيه)وقد تم أرشفتها في ذلك الملف متضمنة هموم ومطالب الأندية، ونوجز هنا بعضها على النحو التالي : أغلب الأندية بل كلها ركزت على هم مشترك وهو شحة المخصصات وعدم إيفائها بالغرض وعدم وجود موارد مالية أخرى وعدم مراعاة الأندية من قبل وزارة الكهرباء والمياه في جانب تعرفة الفواتير(الشريحة التجارية)، ونقص المعدات والمستلزمات الرياضية كما جاءت بعض الأندية بمطالب أخرى منها عدم وجود مقرات وعدم وجود ملاعب رياضية لمزاولة الأنشطة كما تقدمت بعض الأندية تشكو من عدم وجود وسيلة نقل (حافلة)، وأخرى تشكو الاستثمار و..و.. وغيرها. واليوم وبعد مرور شهرين على الذكرى الثانية لتلك الزيارات والرسائل تكون قد تبخرت تلك الأحلام وتلاشت تلك الآمال تدريجياً، بعد أن خبا (البدر) ضوؤه ليصاب الرياضيون وتلك الجماهير الرياضية بخيبة أمل وهم يرون مدينتهم تكتسي حلة جديدة وتزداد جمالاً وشوارعهم تمسي مضيئة وأنديتهم مازالت مظلمة وكئيبة.

الأخ المحافظ : نحن نقدر جل التقدير جهودكم المبذولة تجاه المحافظة عدن، ونقدر مشاغلكم الكثيرة ونقدر كل المهام الكبيرة والمثقلة التي على عاتقكم من أجل إعادة الوجه المشرق لمدينة عدن وإعادة عدن إلى عدن وقد لمس الجميع ذلك التقدم في كل المجالات خلال فترة قصيرة من توليكم قيادة المحافظة، وكنتم خير مثال للعمل الصادق والأمانة والنزاهة والشرف، وهذا بحد ذاته يكفينا فخراً واعتزازاً بقيادتكم، إلا أن نصيب الرياضة من جهودكم لم يكن على مستوى الطموح، ولم تكن على مستوى عشقكم للرياضة، والآمال التي تطلع إليها الرياضيون ،مع تقديرنا لجهودكم المبذولة في هذا الاتجاه منها الإسراع في بناء مقرات للأندية (المنصورة والجلاء والروضة)، رغم أن ذلك ليس الطموح لصغر حجمها غرفة وداره(صالة) وحل بعض الصعوبات، ورغم علمنا المسبق بأن بعض قيادات تلك الأندية لا تمثل الطموح للارتقاء بأوضاع أنديتها إلا أن الأندية والرياضة تعاني الأمرين وبحاجة لدعمكم إذا ما عرفنا أن نادي التلال اليوم قد عجز عن سداد مبلغ المواصلات لفريق كرة الطاولة وهو أي (التلال) يعتبر أفضل الفرق العدنية من حيث الاستقرار والدعم الحكومي والأهلي، وكذا الرئاسي، فما بالكم بأندية ليس معها مال ولا (باصات)..وعود إلى البداية وإلى الخبر المنشور حول حافلتي ناديي المكلا والتضامن (الهابطين إلى الدرجة الثالثة)، وحتى لا ندع مجالاً للزملاء الأعزاء من حضرموت للتوضيح أو الإضافة نؤكد للجميع هنا بأن المحافظ الرياضي (هلال) قد سبق وأن أهدى حافلتين مماثلتين في العام الماضي لفريقي هلال السويري وسيئون، ولم يقتصر دعمه على ذلك فقد قدم مبلغ خمسة مليون ريال دعماً لبطولة (تصفيات غرب آسيا للسلة) التي استضافتها مدينة المكلا، وكذا دعم البطولتين العربيتين للشطرنج وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى