أين تكمن إشكالية تدهور رياضة أبين ؟

> «الأيام الرياضي» الشيخ احمد العفيفي:

> مما ليس فيه مجال للشك بأن نادي حسان الرياضي بزنجبار ونادي خنفر الرياضي في جعار يعتبران من الأندية العريقة جداً، ليس على مستوى محافظة أبين فقط وإنما على مستوى اليمن قاطبة، بل وشبه الجزيرة العربية والوطن العربي عامة إن صح التعبير، ليس من حيث عمرهما الطويل، ولكن من حيث العراقة والإبداع والمستوى الجيد لنجوم الكرة في هذين الناديين منذ عهد الاحتلال البريطاني إلى ما بعد إعادة قيام الوحدة اليمنية، وتألقهما كان واضحا للعيان وكان لهما باع وذراع في مجال لعبة كرة القدم بصورة خاصة والألعاب الرياضية الأخرى بصورة عامة وكانا ندين قويين للأندية القوية في يمننا الغالي وكان يحسب لهما ألف حساب على مختلف الاجيال المتعاقبة.

ولكن فجأة وبدون سابق إنذار تغير الحال وانقلبت الموازين رأساً على عقب وكانت البداية مع نجوم خنفر وناديهم العريق، الذي سقط إلى الهاوية ولم تقم له قائمة حتى اللحظة وسنة أسوأ من سنة ابتداء من لعبة كرة القدم وانتهاء بلعبة تنس الطاولة وكانت ضربة قاضية ليس لمحبي رياضة خنفر وعشاقها بل لأبناء محافظة أبين عامة.

وقد لحق به نادي حسان الرياضي في الموسم قبل الماضي وهوالذي كان عزاؤنا الوحيد في هبوط خنفر ، بعد أن كان يمثل واجهة محافظة أبين وهذا مازاد الطين بلة، ولكن الحسانيين سرعان ماصححوا وضعهم وعادوا إلى مكانهم بعد موسم واحد فقط لتسيل دموع أبناء أبين في شهر سبتمبر 2005م فرحاً هذه المرة بعودة فريق ناديهم حسان إلى درجة الامتياز وصعوده بعد الهبوط جنباً إلى جنب مع الأندية القوية ، ويالها من فرحة كبرى عمت أبين، حيث كان عيدنا عيدين والفرحة مرتين بعودة حسان واحتفالنا بالذكرى الـ 43 لثورة سبتمبر الأم، وعسانا من عواده ولكن هذا يجرنا إلى السؤال التالي :

هل سيعملها خنفر ويقتدي بحسان ويعاود الصعود من الثالثة إلى الثانية ومنها إلى الأولى خاصة وأملنا كبير بشباب نادي خنفر المخلصين ،أم سيظل هذا النادي العريق في سباته العميق ؟ وهذا يجرنا إلى طرح عدة تساؤلات عن المسببات الرئيسية التي أدت إلى تدهور الرياضة في محافظة أبين بوجه عام وفي نادييها العريقين حسان وخنفر بصورة خاصة.

وقبل الإجابة عن الأسئلة التي أود طرحها لابد من الإشارة إلى حقيقة هامة، فأبين بمختلف مديرياتها أرض خصبة وينبوع لا ينضب من المبدعين في مختلف المجالات والأصعدة ومنها مجال الابداع الرياضي، فأبناؤها متواجدون في مختلف أندية الجمهورية من المهرة حتى صنعاء وبصماتهم شاهدة في مجال الإبداع ولا يقدر أحد أن ينكر ذلك.

إذن فأين تكمن إشكالية تدهور الرياضة في أبين؟.. بكل صراحة ومن وجهة نظر محسوبكم أقول وبالفم المليان وبأعلى صوتي أن الفساد قد طغى وغزى كل مجالات الحياة، هذا الفيروس الخبيث الذي أصاب معظم الأجساد من القيادات والقواعد وكل شيء صار معرضاً للتجارة والسمسرة، وأصبحت المادة هي الأهم واللهث وراء الريال هو الهدف .

إن هذا الفيروس الوبائي قتل قلوبنا وضمائرنا والحب والإخلاص تجاه الابداع والمبدعين من قبل بعض القيادات المسؤولة عن الرياضة وبعض القيادات الادارية في بعض الاندية، وهي في رأيي المسؤولة عن تدهورنا الرياضي.

ثم تقع المسؤولية على الرياضيين وأيضاً الجمهور المشجع وبعبارة أخرى جميعنا مسؤولون عما أصاب الحركة الرياضية في أبين من تدهور والكل مشارك في السلب والإيجاب في هذا المجال الابداعي، وإن تفريخ وتشتيت الأندية كما حصل لحسان وخنفر وتقسيمهما إلى أكثر من ناد، حيث اصبح لمديرية خنفر خمسة أندية ولمديرية زنجبار ثلاثة أندية، وهذا ما جر نفسه بالتأكيد على تدني المستوى الرياضي لمديريتي خنفر وزنجبار.

أما السبب الآخر فهو تصدير الرياضيين إلى أندية المحافظات الأخرى بأثمان ، دون الحرص والحفاظ على موقع المحافظة الرياضي ودورها في مسألة التنافس أمام بقية المحافظات الاخرى، فأصبح لاعبو أبين هم السبب في صعود وتطور كثير من أندية المحافظات الأخرى على حساب محافظة أبين، والسبب بسيط يكمن في عدم توظيف المبدعين في المحافظة أو صرف الحوافز المادية والمعنوية لهم من أجل الإيفاء بواجباتهم تجاه أسرهم وأنفسهم، وترك المجال لجشع سماسرة الابداع، وترك الحبل على الغارب. وهذا هو سبب الوجع الموجود في المحافظة في مجال الرياضة وغيره من المجالات الأخرى .. وهذه قضية أطرحها للنقاش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى