زيارة النجف واربيل اعتراف من الجامعة العربية بالعراق الجديد

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني
الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني
في زيارتين تاريخيتن الى مراكز النفوذ واصحاب القرار في عراق اليوم، النجف واربيل، حمل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخطوط العريضة للمبادرة العربية، دليلا على الاعتراف بالواقع الجديد في بلاد الرافدين، حسب ما راى محللون عراقيون.

وقال سبعاوي عبد المجيد الاستاذ في جامعة المستنصرية ان زيارة النجف واربيل "خطوة تاريخية فهي مراكز قوى ونفوذ لا بد من استشارتها من اجل اكتمال الرؤية السياسية للمبادرة العربية، ولكي ينجح المشروع، يجب الاعتراف بهما".

واضاف لوكالة فرانس برس "ليس ممكنا تجاوزها ويجب الاعتراف بمراكز القوة السياسية كونها تتمتع بنقطة الثقل فضلا عن انها من مصادر القرار. فاطراف اللعبة حاليا يتلخصون في التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد (شيعي)".

واكد عبد المجيد ان "الاعتراف ياتي كامر واقع ويجب التعاطي معه" لكنه استدرك قائلا "المصالحة يجب ان تكون حقيقية وليست اعلامية فالمجاملات لا تكفي يجب الاستماع الى جميع القوى".

واستهل موسى تحركه امس السبت بالتوجه الى النجف (160 كلم جنوب) حيث تلقى "دعم ومباركة" المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني للمبادرة العربية الهادفة الى تحقيق "الوفاق الوطني" في العراق.

واوضح موسى، في ختام زيارة هي الاولى للامين العام للجامعة العربية الى ابرز مرجع شيعي ديني يشكل مركز الثقل في القرار السياسي حاليا، انه "لقاء كريم ومبارك تلقيت خلاله مباركة ودعم السيستاني وهذا امر يبعث على السرور".

واضاف "تحدثنا في البعد العربي للعراق ووحدته وكافة الامور السلبية الموجودة على الساحة العراقية وكيفة التوصل الى حلول والمحاور التي تحدثنا عنها تتعلق بالدور العربي في العراق وتحريك الامور من هذا المنطلق".

وختم موسى قائلا "اتفقنا على عودة السفير احمد بن حلي (مساعد الامين العام للشؤون العربية) الى بغداد مرة اخرى لاستكمال التحضيرات" في اطار المبادرة العربية.

وقد استبق موسى توجهه الى مركزي الاستقطاب في النجف واربيل بتاكيده مساء امس الاول الجمعة خلال اجتماع مع وزير الخارجية هوشيار زيباري "نتحدث عن عراق اليوم، فعراق الامس قد انتهى".

ومن جهته، قال الباحث في مركز الدراسات الدولية في جامعة بغداد حسين حافظ العقيلي ان اربيل والنجف "تشكلان القوى الاساسية الفاعلة بينما يتشكل محور العرب السنة من اصطفافات عديدة غير فاعلة ومشتتة".

وقال لفرانس برس ان "مبادرة لم الشمل العراقي اختارت النقطة الصحيحة لتجميع الاجزاء الثلاثة واي عملية سياسية لن تكون ناجحة من دون هذه الاجزاء فالشيعي والكردي بحاجة الى التواصل مع الطرف السني الذي يجب ان يكون فاعلا سياسيا".

واعلنت احدى شخصيات العرب السنة في وقت سابق اليوم ان موسى يوجه دعوات لمؤتمر "وفاق وطني" يعقد في القاهرة منتصف الشهر المقبل.

وقال الامين العام لمجلس الحوار الوطني صالح المطلك لوكالة فرانس برس "ابلغني الامين العام شفويا الدعوة الى حضور مؤتمر الوفاق الوطني الذي سيعقد في القاهرة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر".

واضاف ان الدعوات "ستشمل 80 شخصية عراقية لحضور المؤتمر الذي سيمثل مختلف الفئات والتيارات". ولم يكن واضحا ما اذا كانت الدعوات تشمل رجال الدين.

وبدوره، قال خبير في الشؤون العراقية رفض ذكر اسمه ان "الزيارات تاريخية، فقد زار موسى المرجعية الدينية لاكبر الطوائف والمرجعية الاتنية الكبرى في البلاد من اجل تكوين صورة واضحة عن الحالة العراقية".

واضاف "انها زيارة للقطبين الاساسيين اللذين سيكون من الصعب جدا الحصول على اي توافق او حوار في ظل ممانعتهما. لا نريد للزيارة ان تكون شكلية او بروتوكولية وانما فاعلة عبر المتابعة. ورغم انها جاءت متاخرة فذلك افضل من الا تحصل ابدا"

وفي اربيل التي تشكل القطب الاخر للنفوذ في العراق، طمان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني موسى الى ان "هناك مرونة كبيرة من الجانب الكردي لانجاح المبادرة العربية".

واوضح الامين العام ان "المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وامل ان تتحرك الامور في الاتجاه الصحيح ونبذل جهودا لانجاحها لان ذلك يصب في صالحنا (...) هناك توافق كبير في وجهات النظر بين الجامعة العربية ورئيس اقليم كردستان".

وردا على سؤال حول الشخصيات التي تشملها تحركاته، اجاب موسى ان "المبادرة العربية تتعامل مع القوى السياسية الوطنية في العراق".

وقد وصل موسى الخميس الماضي الى بغداد للتحضير ل"حوار وطني" في اول زيارة يقوم بها الى العراق منذ سقوط نظام صدام حسين وتجري وسط اجراءات حماية مشددة خوفا من حدوث اعتداء.

وبعد سنتين من الغياب عن الملف العراقي، قررت اللجنة الوزارية العربية مطلع الشهر الحالي ايفاد موسى سريعا الى العراق بهدف التحضير لمؤتمر "مصالحة وطنية" برعاية الدول العربية.

وتأتي الزيارة في ظل تحذيرات اطلقتها دول عربية من مخاطر تقسيم العراق بين السنة والشيعة والاكراد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى